عدن / الكويت - خالد الشاهين
وضع الجيش المني خطته العسكرية المقرر تنفيذها في عملية تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، والتي تعتمد على أكثر من أربعة ألوية لاقتحام المدينة، مع تطويقها من الناحية الشرقية والشمالية، فيما سيتكفل لواء بكامل عتاده باقتحام أمانة العاصمة، وفق استراتيجية عسكرية للحفاظ على المنطقة التاريخية.
وحسب المعلومات عن ملامح الخطة العسكرية المزمع تنفيذها لحظة صدور أوامر القيادة العليا للجيش، والمتوقع أن تكون قريبة، وذلك بعد أن التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، قيادات عليا من هيئة الأركان في القوات المسلحة. ووفقا لهذه المعلومات، سيقوم الجيش الوطني بتحريك آلياته وقواته البشرية في وقت واحد ومن عدة محاور في جبهة نهم، وتتمركز في تومة، وبن غيلان المطلة على مطار العاصمة صنعاء، وستقوم وحدات عسكرية باختراق المطار بشكل مباشر وسريع، في حين يتقدم لواء عسكري بتطويق الـ4 المداخل الرئيسية لأمانة العاصمة من انتشار أكثر من ألف فرد من الأجهزة الأمنية التي ستقوم بعملية حفظ الأمن في المناطق التي تقع تحت قبضة الجيش الوطني.
وقبيل عملية تحرير العاصمة اليمنية سيكون هناك تنسيق مع بعض القيادات التابعة للمقاومة الشعبية في داخل المدنية، لتكون على أهبة الاستعداد بالتزامن مع عملية التحرير التي تعرف في الأوساط العسكرية بـ"ساعة الصفر"، ومع هذا التحرك ستنضم المقاومة الشعبية في خارج المدينة مع قيادات الشعبية في عملية التطهير.
وقال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إن الخطة المزمع تنفيذها لتحرير العاصمة اليمنية تعتمد على كثير من النقاط الرئيسية، التي من أبرزها عملية المباغتة للمدينة، خصوصا بعد الانتصارات التي تحققت في الجبهات المطلة على صنعاء. وأضاف اللواء الطاهري، أن هناك تقدمًا مستمرًا نحو صنعاء باتجاه تومة، وعقيل بن غيلان، التي تعد بوابة صنعاء من الجهة الشرقية، ولم يبقَ لتحرير صنعاء سوى 30 كيلومترا، وهي المسافة الفاصلة التي سترتكز منها عملية التحرير للمدينة وستنطلق قوات الجيش إلى الهدف من هذه النقطة.
وأشار اللواء الطاهري، إلى أن جبهة نهم واسعة ومتعددة المحاور المتلازمة بعضها مع بعض، عمليا سيعمد الجيش الوطني، للدخول من محاور عدة، حتى لا تكون هناك فرصة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، للقيام بعملية التفاف على القوات الوطنية التي ستقوم بالزحف والتقدم من عدة محاور على النسق نفسه وبالقوة العسكرية نفسها وبشكل متواز وفي زمن محدد من قلب جبهة نهم إلى العاصمة اليمنية.
وسيتم تطويق العاصمة اليمنية من قبل الجيش، وفقا للواء الطاهري، ، وستتجه قوة مدربة لتأمين أمانة العاصمة للحفاظ على ما فيها، ومجرد وصول القوة إلى مداخل الأمانة التي تزيد على 4 مداخل منها طريق نهم، وطريق الحديدة، وطريق عمران، وطريق صرواح، وهي الطرق الرئيسية السعودية المؤدية إلى أمانة العاصمة، سيكون هناك انتشار واسع للجيش.
واستطرد نائب رئيس هيئة الأركان، أن القوة التي ستدخل إلى أمانة العاصمة ستتكون من لواء بكامل عتاده، وهناك قرابة ألف فرد من الأمن، وستتركز مهامهم على حفظ الأمن والاستقرار في المدينة، وباقي الأولوية والمقاومة الشعبية القادمة من مختلف الاتجاهات ستكون على منافذ أخرى للمدينة لإكمال عملية التحرير لباقي المحافظات، فيما ستبقى القوات الرئيسية على مداخل الأمانة حتى تستقر الأمور، بعدها ستتحرك القوة الخارجية، وتقوم بعملية التفاف وتتحرك باتجاهات أخرى.
ولفت اللواء الطاهري، إلى أن هناك قوة فعلية على الأرض داخل صنعاء، تنتظر اقتحاما للمدينة للمساندة في عملية التوغل، وهذه القوة لديها القدرة على مساندة الجيش الوطني، وستقوم بأعمال قتالية أثناء عملية التحرير. وشدد نائب رئيس هيئة الأركان، على أن الجيش سيعمل على سلامة أمانة العاصمة، التي تعد منطقة تاريخية وأثرية، من أي ضربات عسكرية، أو عملية تخريب قد يحدثها الحوثيون أثناء عملية الفرار، وسينشر الجيش أفراده على جميع مساحة أمانة العاصمة، للتأكد من سلامتها وسلامة المدنيين.
وفي الكويت أعلن قيادي في جماعة "الحوثيين"، مساء الثلاثاء، أن الجماعة أفرجت عن 130 محتجزاً من المدنيين، كانوا في السجون التابعة لهم في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال مهدي المشاط القيادي في الجماعة وأحد أعضاء وفدها المشارك في مشاورات الكويت، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه تم "الإفراج عن 130 من المغرّر بهم في مديرية الثورة بأمانة العاصمة، بناء على تعليمات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي".
وذكر القيادي في الجماعة، أن المفرج عنهم، تم القبض عليهم من مديرية الثورة، وسط صنعاء، التي لم تشهد معارك، في إشارة إلى أن المفرج عنهم مدنيين وغير مسلحين. وأضاف: "عملية الإفراج جاءت بعد تأكيد من جانب المغرر بهم، على رجوعهم لصف الوطن في مواجهة أعدائه المتربصين باستقلاله وسيادته"، وفق تعبيره.
وكشفت مصادر يمنية متطابقة أن وفد "الحوثيين" برئاسة محمد عبد السلام قدم اعتذارًا للولايات المتحدة لاستخدامهم شعار "الموت لأميركا"،مبينًا أنهم يستخدمونه للاستهلاك المحلي فقط، وأنهم لم ولن يستهدفوا أي مصالح أميركية.
وحسب مصادر تحدثت لـ"الشرق الأوسط"، قدم عبد السلام وأعضاء وفده اعتذارًا لتوماس شانون مساعد وزير الخارجية الأميركي أثناء لقائهم به في الكويت صباح أول من أمس بحضور السفير الأميركي عن استخدام شعار "الموت لأميركا"، مؤكدين له أن الشعار يستخدم على نطاق محلي فقط، وحاولوا إقناعه بصدق اعتذارهم بتأكيد أنهم لم يستهدفوا أي مصالح أميركية ولن يستهدفوها مستقبلاً.