دمشق ـ خليل حسين
تقدمت القوات الحكومية السورية والمجموعات المساندة لها صباح الجمعة باتجاه مدينة تدمر وتنظيم داعش يفجر ثلاث سيارات مفخخة في القوات الحكومية، بينما أشارت مصادر ميدانية سورية " ان الجيش السوري سيطر على تلة السيريتل القريبة من قلعة تدمر ما يعني بان سقوط القلعة اصبح مسألة وقت ".
ونقلت مصادر اعلامية معارضة ان تنظيم داعش فجر ليل الخميس ثلاث سيارات مفخخة استهدف عناصر استهدفت اثنين منها فوج "مغاوير البحر " والثالثة عناصر الجيش السوري قرب جمعية المتقاعدين ودوار الزراعة سقط خلالها العشرات من عناصر القوات الحكومية الذي قتل بعظهم بالألغام التي زرعها تنظيم داعش "، مضيفة ان معارك عنيفة اندلعت منذ فجر اليوم في منطقة البساتين او ما يعرف بالبيارات جنوب شرق مدينة تدمر وان القوات الحكومية باتت تستخدم الاسلحة الخفيفة والمتوسطة نظراً لاقتراب المواجهات بينهم وبين عناصر داعش ".
وكشفت مصادر ميدانية من تدمر إن قوات الجيش السوري دخلت المدينة من منطقة المقالع في الجهة الغربية الشمالية، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في شوارع الحي تمكنت فيها قوات الجيش السوري من تحقيق التقدم برغم هبوب عاصفة رملية شديدة، ومن المحور الغربي لتدمر، دخلت قوات الجيش السوري أيضاً المدينة، على وقع اشتباكات عنيفة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة القصف والاستهداف لمواقع التنظيم وخطوطهم الخلفية في المدينة عبر سلاح المدفعية، وعن طريق الغارات العنيفة التي تشنها المقاتلات الروسية من دون توقف، كذلك ذكرت مصادر ميدانية أن قوة رديفة للجيش السوري التفت حول المدينة ودخلتها من الجهة الشرقية، ما يعني اختراق تدمر من ثلاثة محاور، حيث تشهد المدينة اشتباكات عنيفة، توقع المصدر ألا تستمر طويلاً وسط انهيار في صفوف مسلحي التنظيم، خصوصاً أن العشرات منهم غادروا المدينة خلال اليومين الماضيين، في حين وردت أنباء عن اعتقال الجيش أحد قياديي داعش.
وأشادت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” ايرينا بوكوفا بالعمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري لتطهير مدينة تدمر الاثرية من تنظيم داعش الذي دمر الكثير من معالمها التاريخية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بوكوفا قولها " منذ عام اصبح نهب تدمر هو رمز التطهير الثقافي الذي يضرب الشرق الأوسط.".
في مدينة الرقة شنت طائرات يعتقد انها تابعة للتحالف الدولي عدة غارات استهدفت الجهة الشمالية من المدينة بالقرب من سكة القطار ، وفي الرقة ايضاً ارتفاع عدد معتقلي استراحة " الجود " الموجودة على الطريق بين قرية الرقة السمرة وحي المشلب شرق مدينة الرقة الى 40 شخص بتهمة القاء شرائح للطيران ، وذلك بعد استهداف سيارة لقياديين في تنظيم داعش يوم السبت 12/03 ومقتل جميع من بداخلها، كما شنت طائرات حربية روسيا وللتحالف عدة غارات على قرية الحصان مقابل حي البغيلية غرب مدينة دير الزور وبلدة محيميدة بغارتين في ريف دير الزر الغربي كما شن الطيران الحربي السوري ثلاث غارات على حي الصناعة ومحيطه تزامن ذالك مع هجوم يشنه تنظيمداعش على الحي .
وفي محافظة حمص وسط سورية نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشطاء دخول قافلة مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة ومنظمة اليونسيف والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري إلى منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، حيث دخلت 37 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى المنطقة، ليرتفع إلى 67 عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى منطقة الحولة خلال 48 ساعة الفائتة، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول، أن نشطائه تمكنوا من رصد استكمال الهلال الأحمر إدخال نحو 30 شاحنة مساعدات إغاثية، إلى منطقة الحولة بريف حمص الشمالي .
وفي جنوب سورية تستمر الاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم داعش بقيادة أبو عبد الله المدني من طرف، وجبهة النصرة وفصائل إسلامية من طرف آخر في بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، ونقل المرصد السوري ان لواء شهداء اليرموك تمكن من التقدم واستعادة السيطرة على أجزاء من البلدة ومعلومات مؤكدة عن سيطرته الكاملة على البلدة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وواشنطن اتفقتا على مواصلة تنسيق جهودهما لتعزيز وقف الأعمال القتالية في سورية.
وأكد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري عقد في ختام المحادثات التي أجراها كيري مع القيادة الروسية في موسكو ليل الخميس الجمعة " أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل على منع خرق نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، مشيرًا إلى أن الأهم في المرحلة الراهنة هو اتفاق موسكو وواشنطن على تنشيط الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف المواتية لبدء عملية سياسية في سورية، لافتًا الى ضرورة ان تختتم العملية السياسية بتوصل السوريين أنفسهم إلى اتفاق بشأن مستقبل بلادهم موضحا ان الجانبين الروسي والأمريكي قررا السعي إلى بدء مفاوضات مباشرة في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة بكل أطيافها في أسرع وقت ممكن.
وأشار لافروف إلى ان الحكومة السورية أيدت المبادرة التي بدأتها روسيا والولايات المتحدة وصيغت بعد ذلك من قبل المجموعة الدولية لدعم سورية وفي مجلس الأمن الدولي بينما لم تفعل “المعارضة” ذلك لفترة طويلة، مؤكّدًا أن الحوار المباشر هو ضرورة وفقا لبيان جنيف ووفقا لما قاله مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا .. ونحن نؤيد جهوده فهو يعمل بصفة مستقلة مع الحكومة ومع “المعارضة” الذين يوجدون في غرف مختلفة ومتباعدة.
واضاف لافروف أن المعارضة السورية حتى الآن ما زالت تقدم شروطا مسبقة ولذلك لا يمكن تنفيذ الجزء من المبادرة الروسية الأمريكية الرامي إلى حوار شامل يتضمن كامل أطراف المعارضة وهو ما يستدعي كذلك مشاركة الأكراد لافتا الى ضرورة دفع كامل الأطراف حتى يحتكموا إلى بيان جنيف وإلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنيه بناء على هذا البيان.
وفيما يتعلق بالإرهاب لفت لافروف الى ان العديد من المحللين السياسيين بما في ذلك في الولايات المتحدة بما فيهم السياسيون الحاليون يعترفون بأن الإرهاب تم استفزازه بسبب تصرفات خاطئة من جانب الغرب في هذه المنطقة قائلا.. نحن نتذكر الآن الوضع الافغاني عندما قامت الولايات المتحدة بدعم إنشاء منظمة من “المجاهدين” في افغانستان تحولت فيما بعد إلى تنظيم القاعدة الذي نعرفه جميعا والذي تسبب بأحداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 مذكرا ايضا بما حدث بعد الغزو في العراق، وحول الملف الاوكراني أكد إن روسيا والولايات المتحدة وعلى الرغم من بقاء بعض نقاط الاختلاف تقران بعدم وجود بديل عن تطبيق اتفاقات مينسك الأمر الذي يقتضي إجراء حوار مباشر بين كييف من جهة ومنطقة دونباس من جهة أخرى بما في ذلك حول إجراءات الأمن ودفع العملية السياسية إلى الأمام.
وأوضح لافروف الى وجود خلافات بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمن الدولي والدرع الصاروخية الأمريكية ومسألة الحد من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى وتوسيع حلف الناتو مبينا ان الجانبين اتفقا على تنشيط الحوار حول هذه المواضيع وجعله أكثر جوهرية وثباتا في محاولة منهما لتسوية هذه الخلافات رغم صعوبة ذلك.
من جانبه قال كيري إن “هناك تراجعا ملحوظا للعنف” في سورية معتبرا ان النجاحات التي تم تحقيقها حتى الآن غير كافية، لافتًا الى أن القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل أولوية لموسكو ولواشنطن في سورية، واصفًا مباحثاته مع القيادة الروسية بأنها كانت بناءة ومهمة ومثمرة وقال.. سنواصل الاعمال من اجل احراز تقدم في احلال السلام وضمان الاستقرار في سورية.
وأضاف كيري: هناك بعض الخلافات بين موسكو وواشنطن في عدد من القضايا لكن رغم ذلك حققنا تقدمًا في بعض القضايا مشيرا الى انه تم الحديث خلال المباحثات حول كوريا الديمقراطية واليمن وليبيا.