كريستيانو رونالدو

ينقسم العالم نصفين عند الساعة 10:45 دقيقة بتوقيت مكة المكرمة، في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي يجمع حامل اللقب ريال مدريد، مع متحديه الإنجليزي ليفربول، على الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف.
 
سيكون رفقاء محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهدّاف البطولة وأفضل لاعب في القارة الأفريقية، وجهًا بوجه مع رفقاء كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم وحامل الكرة الذهبية الخامسة.
 
و ستكون المواجهة متجددة بين المدرب الألماني يورغن كلوب، والباحث عن لقبه الأوروبي الأول بعد عثرتين في دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وزين الدين زيدان، الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب بتتويجه بلقبين متتاليين لدوري الأبطال، ويبحث عن اللقب الثالث.
 
المرشح الأوفر والزائر الجائع

تصب معظم الترشيحات في مصلحة حامل اللقب ريال مدريد، كونه الأكثر خبرة في هذه البطولة بالفوز بثلاثة ألقاب في السنوات الأربع الأخيرة، اثنان منهما على التوالي بقيادة المدرب زيدان، مدعومًا بتشكّل ثابت خلال السنوات الأخيرة، أكثر خبرة في المواجهات الكبرى.

ودل على ذلك إزاحته لأكبر القوى الأوروبية في الطريق نحو النهائي بخاصة باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونخ.
 
و يحمل يورغن كلوب رأي آخر، القادم بطموح رفع الكأس الأغلى للمرة الأولى في تاريخه التدريبي، بعد أن أخفق في المرة الأولى مع بوروسيا دورتموند أمام العملاق البافاري، إلى جانب خسارته نهائي الدوري الأوروبي قبل موسمين أمام إشبيلية.

ويمكن لهذا الدافع مع مجموعة من النجوم الجائعة للقب كبير،أن يرفع من حظوظ الفريق معنويًا في القدرة على تحقيق الإنجاز المأمول.
 
صراع القوى المتعاكسة

وتبدو الأمور واضحة على الأرض،  ولا مكان للأسرار، فبعد مشوار البطولة الطويل، باتت الأوراق مكشوفة للفريقين، والاعتماد سيكون كبيرًا على قدرة اللاعبين في تنفيذ الخطط المرسومة، وتحويلها لتحركات دفاعية وهجومية تحقق الطموح بالفوز.

و يتشابه أداء الفريقين انطلاقًا من خطة 4-3-3 التي يتم تعديلها حسب مجريات اللعب، فريال مدريد يدخل بحارس مرماه كيلور نافاس، وأمامه القائد سيرغيو راموس مع فاران في القلب الدفاعي.

ويكون منطقة الظهيرين داني كارفاخال بالميمنة ومارسيلو بالميسرة، فيما يتقدم كاسيميرو كوسط دفاعي متأخر وأمامه الثنائي توني كروس ولوكا مودريتش، ويقود كريستيانو رونالدو الثلاثي الهجومي مع إيسكو وبنزيما أو غاريث بيل، حسب قناعات زيدان.

ويعتمد ليفربول على لوريس كاريوس في حراسة المرمى، وأمامه العملاق فان ديك وديان لوفرين في القلب، وفي مركز الظهير الأيمن سيكون العبء كبيرًا على الشاب الكسندر أرنولد، ومقابله على الميسرة اندري روبرتسون.

ويقود منطقة العمليات جوردان هيندرسون، مع الثنائي فينالدوم وميلنر، ويقوم بالدور الهجومي أخطر ثلاثي في أوروبا والذي يقوده فيرمينيو في القلب مع صلاح وساديو ماني على الطرفين.
 
الضغط على محاور القوة والضعف

يتميز أداء ريال مدريد بالمد الهجومي الهادر، الذي يدعمه التقدم الدائم لكل من كارفاخال ومارسيلو نحو منطقة عمليات الخصم، وتهيئة الكرات العرضية لرونالدو.

و تبدو صناعة العمليات أكثر تعقيدًا بقيام كروس ومودريتش وإيسكو الأكثر صلاحية للمباريات الحاسمة، من خلال التمريرات القصيرة والتقاطعات لخلخلة دفاعات الخصم، وفتح المجال أمام بنزيما أو بيل للانطلاق في المساحات الفارقة وإصابة المرمى، مع تولي كاسيميرو عملًا مزدوجًا بالإسناد من الخلف، والعودة للتغطية كخط دفاعي أول أمام راموس وفاران.

ويبدو ليفربول أنه أكثر نضجًا بعد موسم متدرج بالقوة، واستثمره بمشواره الأوروبي، وبشكل خاص بعدما أطاح بمانشستر سيتي بطل البريمييرليغ الذي أطاح به من خلال تكتيك اعتمد على تضييق المساحات في الوسط، وشل القوى المؤثرة لرجال غوارديولا.

وكرر نفس الأمر أمام روما في لقاء الذهاب، حيث يتناوب أرنولد وروبرتسون في تشكيل الضغط على الثنائي الهجومي الصريح للخصم، وتتقارب المسافة بين هندرسون وفينالدوم وميلنر وفيرمينو، لمنع حرية التحرك لمفاتيح لعب الخصم، وسرعة نقل الكرة للطرفين نحو صلاح أو ماني.
 
ويعلم كلوب جيدًا نقاط ضعف ريال مدريد المتمثلة بالمساحات التي يخلفها تقدم مارسيلو وكارفاخال، وقد ينجح زيدان في السيطرة على تحركات كارفاخال وتثبيته في الميمنة، لكن المقتل قد يأتي من مارسيلو الذي يفضل الأداء الهجومي كثيرا، وقد يدفع الثمن غاليًا في حال نجح صلاح في استثمار المساحات الكبيرة خلفه.
 
و يدرك زيدان أن هناك خللًا ما يعاني منه دفاع ليفربول الذي اعتاد أن يتلقى أهدافا ساذجة بسبب ضعف التمرير في مناطق الخطر، والارتباك في تخليص الكرة وهو ما ينتهي أحيانا بنيران صديقة تقلب الموازين، وقد يلعب كثيرًا على هذا الوتر الذي يعد الخطر الأكبر الذي يواجه الطموح الأحمر.
 
أوراق بديلة

وتبدو دكة ريال مدريد أكثر قوة وصلابة بحضور لاعبين اعتادوا اللعب طوال الموسم، يتقدمهم الجوكر كوفاسيتش والمهاجم أسينسيو والظهير المغربي أشرف حكيمي مع خيار المبادلة بين جاريث بيل وإيسكو.

و تبدو خيارات كلوب أكثر محدودية، حيث تكون تغييراته إما اضطرارية أو بهدف تكتيكي  من خلال الزج بمورينو دفاعيًا أو الشاب سولانكي هجوميًا.