الاتحاد اليمني لكرة القدم

مر أكثر من عامين والأنشطة الرياضية المختلفة متوقفة، وحالة من الجمود والتوقف التام لكافة أنشطتها، باستثناء بعض الأنشطة التي تقيمها بعض الجهات بإمكانيات شخصية، من دون أن تتلقى دعم من جهة، ويعود أسباب تراجع الرياضة، وربما موتها، جراء ظروف الحرب الدامية في البلاد منذ نحو عامين، ملقية بظلالها القاتمة على الواقع الرياضي برمته من الناحيتين الفنية والمعيشية على حد سواء.

وأدت ظروف الحرب في اليمن إلى توقف النشاط الرياضي بشكل نهائي، وتجميد كافة الفعاليات والمسابقات الرياضية في مختلف الألعاب، إضافة لانعكاسات هذا التوقف على الوضع المعيشي لفئة الرياضيين والقطاعات العاملة في هذا المجال باعتبار معظمهم يعتمدون في معيشتهم على ما يتقاضونه من الدخل، جراء ممارستهم للأنشطة سواء كانوا محترفين أو هواة. وكما يبدو أن الأنشطة والفعاليات الرياضية وتصفيات الأندية والدوريات الرياضية توقفت، وأصبحت الرياضة تعيش تراجعًا كبيرًا.

ويقول المدرب الوطني لكرة القدم علي العبيدي، إن التوقف التام الذي تعاني منه الرياضة لم يعد مقبولًا رغم ظروف الحرب والوضع الاقتصادي الصعب للغاية، الذي يعاني منه كافة الرياضيين. وأكد العبيدي ضرورة البدء في تنظيم أنشطة، وأن كانت خفيفة، فهذا أمر مُلحّ ولنا عبرة في دول شقيقة تمر بظروف مشابهة، وربما أسوأ منا كما هو الحال في سورية والعراق، حيث تسير أنشطتها الرياضية على نحو جيد".

وخاطب مدرب الاتحاد اليمني لكرة القدم بالنأي باللعبة عن الصراع السياسي والشروع في إقامة تجمعات كروية في المناطق الآمنة، تمهيدًا لعودة النشاط الرياضي بشكله الطبيعي". بدوره أكد رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد حسام السنباني، أن أسهل طريقة لتخفيف التوتر السياسي في اليمن، هي "عودة النشاط الرياضي وتطبيعه لجذب الشباب وإبعادهم عن مستنقع الحرب". وأضاف بالإمكان أن يتم ذلك بأشكال مختلفة، من خلال إقامة بطولات بنظام التجمعات في مناطق آمنة كمرحلة أولى، تسبق عودة النشاط الرياضي الشامل في اليمن".
وبحسب الإداري الفني في الاتحاد حسن محيلي، فإن البلاد "تحتاج لعدة سنوات لترميم ما لحق بالرياضة على مدى العامين الماضيين، جراء ما خلفته الحرب من دمار مهول بالبنية التحتية الرياضية، وإيقاف الأنشطة المختلفة. ووفق إحصائية صادرة عن وزارة الشباب والرياضة الواقعة، تحت سيطرة الحوثيين بالعاصمة صنعاء، دمرت الحرب في اليمن أكثر من 88 منشأة رياضية، بتكلفة تقديرية بلغت نحو 222 مليار ريال يمني (نحو 888 مليون دولار). وأضاف محيلي أن انقطاع المستحقات الخاصة بالقطاع الرياضي في اليمن، أدى إلى توقف مختلف المسابقات عدا بعض الأنشطة للأندية التي لا تلبي طموحاتنا في إعادة الدوري العام لكرة القدم لكافة الفئات لرفد المنتخبات الوطنية بالعناصر المطلوبة.

وتابع  محيلي ورغم ذلك سعى الاتحاد لتوفير معسكرات إعداد للمنتخبات الوطنية، خارج اليمن في ظل هذه الظروف، ونأمل تحسن الظروف الأمنية لإعادة النشاط الكروي بالبلاد، ونتيجة للشلل التام فقد عمد الاتحاد اليمني على نقل مقر إقامة المنتخب إلى خارج البلاد، حيث يعسكر منذ 3 أشهر في القاهرة استعدادًا لمبارياته في المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا بالإمارات 2019، كما أقيمت 3 أنشطة مصغرة لكرة القدم، كتعويض عن توقف البطولات الكروية الرسمية. وكانت  العاصمة صنعاء قد شهدت إقامة بطولة مصغرة شاركت، فيها 8 أندية من عدة محافظات، بينما امتنعت أندية الجنوب عن المشاركة لدواعٍ أمنية وسياسية، وأحرز بطولتها نادي وحدة صنعاء، إضافة لـ المتلقى الرياضي الثقافي الأول"، الذي بدأ مطلع شهر رمضان الماضي. ويرى الشارع اليمني إيجابية، إسهام توقف الأنشطة الرياضية بالبلاد في حضور اللاعب اليمني في دوريات الخليج والعراق بشكل كبير مؤخرًا، حيث خلقت ظروف البلد المشتعلة، ممرًا واسعًا لمغادرة معظم لاعبي المنتخب وغيرهم لخوض تجارب احترافية في الخارج. ويلعب 12 يمنيًا في 3 دوريات خليجية إضافة للدوري العراقي، كلّهم يمثلون أهم الركائز الأساسية للمنتخب اليمني منذ عدة سنوات. هذا هو حال الرياض تأثرت وتضررت بسبب الحرب، وأندية توقفت واصبحت الرياضة تعاني غياب التشجيع والدعم المطلوب، والحرب سببت كارثة في الحقل الرياضي.