الكابتن سمير زاهر

 شيعت الأربعاء، جنازة الرئيس الأسبق للاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر، الذي وافته المنية أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 74 عامًا بعد صراع مع المرض، وسط حضور هائل من نجوم الرياضة وعدد من الشخصيات البارزة، ورغم ابتعاده عن المناصب الرياضية منذ سنوات ، ظلت سيرة وبصمات زاهر حاضرة بقوة في سجل إنجازات الكرة المصرية نظرا لكونه صاحب الرصيد الأكبر من الإنجازات من بين جميع رؤساء الاتحاد المصري على مدار تاريخه.

وعلى مدار سنوات طويلة شغل فيها منصب رئيس الاتحاد المصري للعبة ، قاد الراحل منظومة الاتحاد إلى إنجازات غير مسبوقة على المستوى الرياضي كان أبرزها الفوز بأربعة ألقاب في بطولات كأس الأمم الأفريقية والمشاركة في نسختين من بطولات كأس القارات، وعلى المستوى المالي والإداري ، كان لزاهر بصمات رائعة في تطوير منظومة الاتحاد وتطوير العلاقة مع الرعاة لخدمة الاتحاد والمنتخبات المصرية بمختلف المراحل السنية.

وخلال قيادته للاتحاد المصري ، كانت البطولات التي حصدها المنتخب الأول (أحفاد الفراعنة) سببا في إطلاق عدد من الألقاب على الراحل منها "بابا نويل الكرة المصرية" و"صائد البطولات" و"رجل الإنجازات في الكرة المصرية".

وولد زاهر في 30 آب/أغسطس 1943 بدمياط ، وتخرج في كلية "فيكتوريا" في المعادي في القاهرة وحصل على بكالوريوس علوم عسكرية وتدرج في القوات المسلحة حتى درجة عقيد كما شارك في حرب السادس من تشرين أول/أكتوبر عام 1973 ، وفي نفس الوقت ، بدأ زاهر مشواره الكروي من خلال اللعب لنادي دمياط وانتقل منه إلى النادي الأهلي في 1964 وظل معه حتى عام 1973 كما اختير ضمن قائمة المنتخب المصري في الفترة من 1965 إلى 1967 إضافة لمشاركته مع المنتخب المصري العسكري خلال الفترة من 1970 حتى 1973، وبعدها ، اعتزل زاهر لعب كرة القدم واتجه للعمل الإداري حيث شغل عضوية مجلس إدارة نادى هليوبوليس أحد الأندية العريقة في مصر.

وبدأت مسيرة زاهر مع الاتحاد المصري من خلال شغل أحد مقاعد العضوية بالاتحاد في عام 1992 ثم أصبح نائبًا لرئيس الاتحاد في 1994 ، وفي عام 1996 ، اختير زاهر رئيسا للاتحاد وتوج المنتخب المصري بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1998 بقيادة المدرب الوطني الراحل محمود الجوهري وذلك على عكس معظم التوقعات التي سبقت البطولة، ولكن الحظ عاند الفريق في العام التالي عندما مني بهزيمة ثقيلة 1 / 5 أمام نظيره السعودي في بطولة كأس القارات 1999 بالمكسيك وهي الهزيمة التي أطاحت بالجهاز الفني للفريق بقيادة الجوهري كما اضطرت مجلس زاهر للرحيل من قيادة الاتحاد، وشغل زاهر عضوية اللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لكرة القدم خلال الفترة من 1999 إلى 2003 .

وعاد زاهر لرئاسة الاتحاد المصري في 2005 وظل في المنصب حتى 2012، وكانت هذه الفترة هي الحقبة الذهبية للمنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) حيث توج الفريق بلقب كأس الأمم الأفريقية في 3  نسخ متتالية أعوام 2006 بمصر و2008 بغانا و2010 بأنجولا ليرفع رصيده من الألقاب في البطولة إلى 7 ألقاب (رقم قياسي) . وكانت الألقاب الثلاثة تحت قيادة مدرب وطني آخر هو حسن شحاتة، كما شارك الفريق في بطولة كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا وقدم نسخة رائعة رغم خروجه من الدور الأول للبطولة بالهزيمة صفر/ 3 أمام المنتخب الأميركي بعد مباراة تاريخية خسر فيها المنتخب المصري أمام نظيره البرازيلي 3 / 4 بعدما كان على وشك الخروج بنتيجة التعادل على الأقل كما شهدت المباراة الثانية للفريق في البطولة فوزا رائعا ومستحقا 1 / صفر على نظيره الإيطالي حامل اللقب العلمي آنذاك لكن الخسارة أمام المنتخب الأميركي بسبب الإجهاد البدني بددت آمال الفراعنة في العبور للدور الثاني، وكانت الألقاب الأربعة التي حققها منتخب الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية (1998 و2006 و2008 و2010) كفيلة بجعل الراحل سمير زاهر هو الأكثر تتويجا من بين جميع من تولوا رئاسة الاتحاد المصري على مدار تاريخه.