بيروت _ نور الحلو
حصل الفنان المصري شريف عرفة على "جائزة محمود كحيل" لفئة الكاريكاتير السياسي، وهي إحدى الجوائز التي تمنحها للسنة الثالثة على التوالي "مبادرة معتز ورادا الصوّاف للشرائط المصوّرة العربية" في الجامعة الأميركية في بيروت، وقد تم الإعلان عن أسماء الفائزين بها في مختلف الفئات خلال مؤتمر صحافي عُقد في الجامعة، الأربعاء، علمًا أن عرفة ينشر رسومه في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية منذ عام 2011، بعد أن عمل في مجلة وجريدة "روزاليوسف" المصرية ما بين 1999 و2010.
وتولّت مديرة مبادرة الشرائط المصوّرة العربية لينة غيبة، الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة خلال المؤتمر الصحافي، بحضور معتزّ الصواّف، وأعضاء لجنة التحكيم، وقد فاز الرسّام التونسي سيف الدين ناشي عن فئة الروايات التصويريّة، في حين حصل المصري محمد صلاح على جائزة الشرائط المصوّرة. وذهبت جائزة الرسوم التصويرية والتعبيريّة للّبنانية ترايسي شهوان، في حين كانت جائزة رسوم كتب الأطفال من نصيب المصري وليد طاهر.
وتقدّم إلى مختلف فئات الجائزة أكثر من 737 عملًا فنيًا لفنانين من معظم الدول العربية، كمصر ولبنان والأردن والمملكة العربية السعودية وسورية وفلسطين والعراق والكويت واليمن والجزائر وليبيا وتونس والمغرب والسودان. ومن الأعمال التي تقدّمت 270 في فئة الكاريكاتير السياسي، و174 في فئة الرسوم التصويرية و التعبيرية، و140 في فئة الشرائط المصوّرة، و13 في فئة القصص المصوّرة، و140 في فئة رسوم كتب الأطفال.
وتأهّل إلى المرحلة النهائية عن مختلف الفئات، إضافة إلى الفائزين، كل من: السوري فارس قره بيت والأردني أسامة حجّاج عن الكاريكاتير السياسي، والمصري مسطفى يوسف والمغربية دينا محمد عن الروايات التصويريّة، واللبنانية كارن كيروز والتونسية عبير القاسمي عن الشرائط المصوّرة، واللبنانية مايا فداوي والمصري محمد مصطفى عن الرسوم التصويريّة والتعبيريّة، واللبنانية منى يقظان والأردني حسّان مناصرة عن رسوم كتب الأطفال.
ومُنِحَت جائزة "قاعة المشاهير لإنجازات العمر" الفخريّة لفنّان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وهي جائزة تُمنح تقديرًا لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصوّرة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي، فيما تجدر الإشارة إلى أن العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1987 واشتهر بشخصية "حنظلة" التي كان يوقّع بها رسومه، عمل في صحف كويتية عدّة، منها "الطليعة" و"السياسة" و"القبس"، وفي "السفير" اللبنانية.
وأما جائزة "راعي الشرائط المصوّرة" الفخريّة أيضًا، والتي تُمنح تقديرًا للّذين يدعمون الشرائط المصوّرة والرسوم الكاريكاتيرية في العالم العربي على نطاق واسع ويساهمون بالتالي في التراث الثقافي للمنطقة، فذهبت إلى مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم فيبدا الذي أُسّس عام 2008، بشخص مديرته دليلة نجم.
وضمّت لجنة التحكيم كلًّا من رسّام الكاريكاتير السياسي في صحيفتَي "غارديان" و"ديلي ميرور" البريطانيتين مارتن راوسن، ومؤرّخة الفنّ الدنماركية إحدى مؤسِّسات المتحف الدنماركي للرسوم الكاريكاتيرية لويز لارسن، وفنّان الشرائط المصوّرة اللبنانيّ جورج خوري جاد ، وفنان رسوم كتب الأطفال العراقي علي مندلاوي، وكاتبة القصص المصوّرة وفنانة السرد الغرافيكي لينا مرهج، وفنانة الكوميكس الجزائرية ريم مختاري.
وألقى كل من نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي والسيدة رادا الصواف والكاتب الصحافي في صحيفة "الحياة" جهاد الخازن، كلمات شدّدوا فيها على أهمية الجائزة في تعزيز مكانة فنّ الكاريكاتير والشرائط المصورة في العالم العربي، وتقدير المواهب في هذا المجال، فضلاً عن تكريم الفنان الراحل محمود كحيل، الذي طبع الكاريكاتير السياسي في العالم العربي خلال مسيرته من عام 1956 حتى وفاته عام 2003، خلال حفلة أقيمت في البيال بحضور نخبة من أهل السياسة والصحافة في لبنان.
يشار إلى أن "مبادرة معتز ورادا الصوّاف للشرائط المصوّرة العربية" هي هيئة أكاديمية، مقرّها الجامعة الأميركية في بيروت، تم البدء في تأسيسها منذ ما يقارب العامين، وتزامن ذلك مع معرض كبير للفنان محمود كحيل أقيم في بيروت بمناسبة مرور 11 عامًا على غيابه، وصدور كتاب قيم عن أعماله. أما العمل الفعلي في المبادرة فبدأ منذ ما يقارب العام حيث أطلقت الجائزة، كما يتم التعاون مع مكتبة الجامعة الأميركية، لجمع وأرشفة أكبر عدد ممكن من الكاريكاتير السياسي والكوميكس. وتهدف المبادرة إلى تعزيز البحوث عن الشرائط المصورة العربية، ودعمها، وتشجيع إنتاجها ودرسها وتعليمها.
ومحمود كحيل الذي أنشئت المبادرة باسمه وعلى شرفه، هو فنان لبناني، ولد في مدينة الميناء بطرابلس (شمال لبنان) عام 1936 وتعلم في الجامعة الأميركية في بيروت. أحب الرسم منذ صغره، وعمل مصمما في كثير من المجلات والصحف، وأظهر موهبة عالية، وحساسية فياضة تجاه المعضلات الاجتماعية. شارك محمود كحيل في تأسيس جريدة "الشرق الأوسط"، وأصبح رسامها الكاريكاتيري، وكان هو من رسم إخراجها الأنيق وهي تطل للمرة الأولى على قرائها، كما بقي مواكبًا تطورها، ناشرًا إبداعاته في رحابها طوال 23 عامًا، حتى وفاته في فبراير/شباط عام 2003.