المخرج الإيراني أصغر فرهادي

يشارك رئيس بلدية لندن، بعض الأسماء الرائدة في صناعة الأفلام البريطانية في العرض الأول المجاني لفيلم "البائع"، للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، والمرشح للأوسكار، والذي تأثر بقرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتحول حفلة توزيع جوائز  "Academy Awards" في 26 فبراير/ شباط إلى أول عرض سنيمائي في لندن في الهواء الطلق لعرض فيلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي، قبل ساعات من حفلة توزيع جوائز الأوسكار في هوليود، وتوجه الأسماء الرادة في صناعة السينما البريطانية بما في ذلك المخرج مايك لي خطاب للجمهور الذي يتوقع أن يصل إلى 10 آلاف شخص في وسط لندن.

وينظم صادق خان رئيس بلدية لندن، عرض الفيلم بجانب الممثلة ليلي كول، والمنتجة كيت ويلسون، والمخرج مارك دوني، ليتزامن مع حفلة توزيع جوائز الأوسكار، مع الاحتفال في العاصمة كمركز للإبداع ومنارة للانفتاح والتنوع بعد قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ويأتي هذا الإعلان بعد أن كتب عدد من الممثلين وصناع السنيما بما في ذلك جولي كريستي، وكيفين ماكدونالد، وكيرا نايتلي، وريدلي سكوت، وتيري جليم، إلى دوق ويستمنستر، لاستئذانه في إجراء العرض خارج السفارة الأميركية احتجاجات على حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي على الزوار من 7 دول ذات أغلبية إسلامية هي: الإيران والعراق والسودان وليبيا والصومال وسورية واليمن.

وتم ترشيح فيلم "البائع"، لفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية في حفلة توزيع الأوسكار مع فوز النجمة تارانا أليدوستي، والنجم شهاب حسيني، بجائزة أفضل تمثيل في مهرجان كان العام الماضي، وفاز الفيلم أيضا بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان كان، وفاز فرهادي بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في مهرجان كان عن فيلم "Separation، عام 2012، موضحا أنه لن يحضر حفل هذا العام حتى إن تم تقديم نظام خاص له تضامنا مع أولئك المتأثرين بالحظر، وبين فرهادي أن إجراء العرض في ساحة "Trafalgar Square" له قيمة رمزية كبيرة، مضيفا: "تجمع الجمهور حول فيلم البائع في هذه الساحة الشهيرة رمز على الوحدة ضد الانقسام والفصل بين الناس، وأتقدم بأحر الشكر لرئيس بلدية لندن ومجتمع السنيما لهذه المبادرة السخية، وهذا العرض لا يقدر بثمن بالنسبة لي لما يمنحه من تضامن".

وبين المخرج لي، أن فرهادي الذي عُرف منذ عمل معه في لجنة تحكيم مهرجان برلين للأفلام عام 2012 يعد واحدًا من أعظم صانعي الأفلام في العالم، وتابع لي: "بالنسبة لصانعي الأفلام الذين يقدمون أفلام عن الحياة الحقيقية وأشخاص حقيقيين وقضايا حقيقية  فهو مخرج مميز، ويمثل مصدر إلهام لنا جميعا، فيجب أن نظهر تضامننا مع فرهادي ومبادئه ضد الانقسام والكراهية"، ويجري العرض في لندن في الساعة 4:30 مساء، وتعرض Curzon Artificial Eye الفيلم في جميع أنحاء البلاد في نفس اليوم، ويقول فيليب كناتشوبل الرئيس التنفيذي ل Curzon " تلتزم Curzon  تجاه صناع الأفلام في جميع أنحاء العالم الذين يجذبون العديد من الأصوات فضلا عن إيجاد قضية مشتركة في هذا الصدد مع عمدة لندن وهو أمر هائل بالنسبة لنا".

وأدين قرار ترامب، بحظر السفر بشدة من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمة العفو الدولية، كما منعت المحاكم الأميركية قرار ترامب، وتم توقيع الرسالة المطالبة بعرض الفيلم أيضا من قبل جوانا ناتسيغارا، منتج الفيلم الوثائقي المرشح للأوسكار "الخواذات البيضاء"، عن قوات الدفاع المدني التطوعية العاملة في سورية، وسعت ناتسيغارا إلى تسليط الضوء على الحفل بين ضيوفها رائد صلاح قائد رجال الخوذات البيضاء والمصور السنمائي خالد خطيب، وعلى الرغم من ترشحهم لجائزة نوبل للسلام، إلا أنهم سيحرموا من ذلك بسبب الحظر الذي فرضه ترامب.

وكان من المقرر أن يحضر فرهادي، مراسم حفل توزيع جوائز الأوسكار لتسليط الضوء على الظروف الظالمة التي تجلت أمام المهاجرين والمسافرين من عدة دول إلى الولايات المتحدة، موضحا أنه الظروف المرتبطة بتعليق تاشيرة الدخول المحتملة إلى أميركا غير مقبولة، وكتب فرهادي في نيويورك تايمز مشيرا إلى تأطير الحظر من خلال خطابة المتشددين في إيران " لفهم العالم ليس لديهم خيار سوى إجراء ذلك عن طريق عقلية نحن وهم والتي استخدموها لخلق صورة مخيفة عنهم وإلحاق الخوف بالناس في بلدانهم"، كما تعهدت الفنانة أليدوستي بمقاطعة الحفلة.