دمشق-اليمن اليوم
يستضيف مهرجان بيت الدين في هذا الموسم معرضًا للمصوّر السوري - الفرنسي عمّار عبد ربه تحت عنوان جدلي، «سورية، بلدي الذي لم يعد موجودًا».
ويقول عمّار، «لقد كان بمثابة الحلم بالنسبة إليّ أن أعرض في بيت الدين، لجمال المكان وقِدمه، وأيضاً للتاريخ الفني العريق للمهرجان الذي استضاف عبر السنين فيروز وماجدة الرومي وألتون جون وماريا كاريه والكثير من الأسماء الفنية الكبيرة. لقد كان حلماً أن تتواجد سورية في هذا المكان الأسطوري من خلال صوري».
ويعرض عمّار عبد ربّه ٤٦ صورة التقطها في سورية، وطنه الأمّ. وقد كتب كلمة عن تلك الصور عند مدخل معرضه جاء فيها: «هذا المعرض هو رسالة حب لسورية... ذاك البلد الذي أرتبط به بشدّة، تلك الأرض التي ترسو فيها جذوري، ذاك الشعب الذي أنتمي إليه بفخر. سورية تجري في عروقي. لكن سورية التي أتحدّث عنها ليست هي التي اشتعلت فيها النيران منذ ثماني سنوات. ما يعيش فيّ هو ريفها الخصب، وآثارها وأماكن العبادة التي تعود إلى آلاف السنين، وأسواقها المألوفة الصاخبة، وحفلاتها، وأطفالها وأزقّتها المتعرّجة وحاراتها الخفيّة. في هذا المعرض، جمعت صوراً تستحضر بعض الأماكن واللحظات. لكن لسوء الحظّ، لم أتمكّن من العثور على كلّ الصور التي التقطتها في سورية. كثير منها تبعثر وانتشر هنا وهناك، في مدن مختلفة، ولم أكن مهتمّاً بجمعها في ذلك الوقت، شأنها شأن تلك اللحظات التي نقضيها مع شخص عزيز ونعتبرها أمراً مفروغاً منه، ولا نقدّرها حقّاً إلّا عندما تضيعُ إلى الأبد. ما جمعته هنا ليس دليلاً «شاملاً» عن سورية، فالصور المعروضة لا تُظهر كلّ المجتمعات الأهلية ولا كلّ مدن سورية، وقد أحتاجُ إلى مئات الصور للتعبير عن كل شيء في الأرض التي أحبّ. صوري هذه لأخبركم عن سورية التي كانت لي، ولم تعد موجودة. لقد اضطُّر نصف سكانها إلى الفرار من منازلهم واللجوء إلى أماكن أخرى في البلاد، أو في بلدان مجاورة. كشفت أنقاض الحرب عن وجوه جديدة، ونخبة جديدة، وكشفت أيضاً عن فقر جديد وبؤس غير مسبوق. لقد باتت سورية «بلاد الخوف»، حيث يتمّ الخلط بين القاتل والضحية، وبين المشكلة والحلّ. قد ترسم هذه الصور ابتسامة، أو تثير فيكم عاطفة أو ضحكة أو بعض حنين».
إقرأ أيضا:
كاظم الساهر يحيى حفلين بمهرجان بيت الدين فى لبنان
ويضيف عمّار، «قد يكون عنوان المعرض قاسياً، لكنه ترجمة لعبارة يردّدها السوريون بالعامية، «راحت سورية»... أحببتُ أن أستخدم هذا العنوان للفت الانتباه الى سورية التي نعرفها، والتي باتت وراءنا. إنها سورية المَحبّة والأخوّة، سورية الشعب الطيّب باتت اليوم بلاد الخوف والكذب والفساد والجيوش الأجنبية المحتلّة… هذه ليست سورية التي أعرفها، ولا تلك التي أحلم بها».
وعمّا إذا كان قد خلط بين صور الحرب وصور سورية «أيام السِّلم»، يجيب عمّار، «صور الحرب في حلب قد تكون سبعاً من مجموع صور المعرض. أما الصور الباقية فتحمل الفرح وترسم الابتسامة على وجوه زوّار المعرض بحيث يشعرون بالحنين لدى الوقوف أمامها. وهناك أيضاً بعض الصور التي تُحزن المتأمِّل فيها، وكل يوم أرى عيوناً باكية... هذه المشاهد تمّسني، فلا يجوز أن يعبُر الزائر في المعرض مرور الكرام من دون أن تحرّك الصور المعروضة فيه مشاعره».
ويستمر المعرض في بيت الدين حتى 20 آب/أغسطس الحالي.
قد يهمك أيضا:
قيصر الموسيقي العربية يُحيي حفلتين في مهرجان بيت الدين في بيروت