الآثار المخفية والمُخبئة تحت الأرض،

يحمل التاريخ في طياته العديد من الخبايا التي ما نزال نكتشفها حتى الآن، فهناك العديد من الآثار المخفية والمُخبئة تحت الأرض، ولكن مؤخرا كشف علماء الآثار عن مجزرة مُروّعة ارتُكبت في القرن الخامس، في قرية "سانبي بورغ" الصغيرة في جزيرة أولاند السويدية، حيث عثروا على عشرات الجثث غير المُسلحة، التي قُتلت بـ "قوة وحشية" في حصن مُحاط بالأسوار يقع بالضبط في نفس الموقع الذي قُتلوا فيه منذ  1500 عام، وقد تُرك سكان هذه القرية المزدهرة عرضة للتعفن، ومع اكتشاف الجثث وجد العلماء أنهم ما زالوا يرتدون الحلي الجميلة والفراء ومعهم النقود الذهبية الرومانية.

وقعت وقت انهيار الإمبراطورية الرومانية

ووجد الباحثين أنه حتى مولود جديد كان من بين الضحايا الذين تعرّضوا للتقطيع والتشويه نتيجة المجزرة التي ارتكبها الهمج منذ 1500 عام، مما يوحي بأن أكثر الأشخاص ضعفا لم ينجوا، بينما من غير المعروف لماذا نُفذت المجزرة، لكنها وقعت في وقت مضطرب للغاية عندما كانت الإمبراطورية الرومانية الغربية تنهار ويغزوها الهون، وهم مجموعة من الرعاة الرحل، الذين ظهروا من وراء نهر الفولجا في روسيا حاليا.

ويُعتقد أن الأشخاص الذين قُتلوا كانوا من النخبة الحاكمة في هذه الجزيرة، ويظهر ذلك من خلال حقيقة أنهم كانوا يرتدون المجوهرات، مما يشير إلى أنهم  كانوا في علاقة تجارية مع الإمبراطورية الرومانية، فهم أنفسهم لم يكونوا رومانيين والجزيرة لم تخضع للسيطرة الرومانية.

الجثث لا تحمل سلاحا

ولم يكن أي من الجثث يحمل سلاحًا، ويبدو أن رجلًا عجوزًا تحطمت رأسه بسبب سقوطه من مكان حريق، بينما بدى مراهق آخر يحاول الفرار، ولكنه تعثّر بسبب جثة أخرى ومات حيث سقط، فيما لا يوجد تاريخ مكتوب لوقوع المجزرة، ولكن القصص المحلية تشير إلى أنها كانت مُروّعة.

وقال عالم الآثار لودفيغ بابيل دوفي، من متحف كالمار" من المُرجّح أن المجزرة لم يتم ذكرها جيدا عبر التاريخ الشفهي لعدة قرون".

وتظهر أواني الطهي في البيوت في أماكنها حيث تم طهي آخر وجبة، بينما يبدو أن الحيوانات جائعة في الحظيرة، وفوجئ الباحثون أن الجثث في الداخل تم حرقها، حيث قال الدكتور بابميهل دوفاي " لا نعرف أي شيء عن هويتهم الجماعية"، مضيفا "أن تحليل الحمض النووي والنظائر المشعة سيكشف عن بعض المعلومات عن العلاقات الوراثية والنسب الديموغرافية، ولكن هذه التحليلات مستمرة والنتائج لم تعر بعد".

ومن جانبها، قالت هيلينا فيكتور من متحف كالمار "لا تجد أشخاصا في المنازل، يبدو أنهم خرجوا ولم يدافعوا عن أنفسهم، يبدو أنها خيانة".

توقعات باكتشاف مزيدًا من الجثث

ويعتقد الباحثون أن هناك العديد من بقايا الجثث البشرية التي يمكن اكتشافها، حيث فقط تم التنقيب في 3 منازل من أصل 53، ويؤكد الباحثون أن السكان كانوا أثرياء، فيما لفت علماء الآثار إلى أنهم وجدوا الفضة المطلية بالذهب بجانب أشياء مختلفة مثل الخرز الزجاجي وخواتم الأصبع والمعلقات الفضية، وأيضا مجموعة من مجوهرات النساء الارستقراطيات، وزخارف لولبية.

ويرى الباحثون أن الجثث تُركت دون دفن لأن الأشخاص الذين غزوا الجزيرة منعوا الآخرين من الاعتناء بها، وأكدوا أن الهجوم على ساندبي ربما كان نتيجة لصراعات القوة، وقت كانت فيه الخريطة السياسية وهياكل السلطة يعاد تشكيها في أنحاء القارة الأوروبية، وقالوا "لا نفسّر المذبحة على أنها فعل نهب صريح، بل إنها ترتبط بعدم الاستقرار السياسي خلال فترة الهجرة المضطربة".