بيت لحم - اليمن اليوم
توفي الشاعر الفلسطيني الكبير خليل توما، مساء أمس الثلاثاء، في مدينة بيت جالا، عن عمرٍ يناهز 74 عامًا، بعد خضوعه لعملية جراحية معقدة أوقفت قلبه عن الخفقان.
ونعى حزب الشعب الفلسطيني الشاعر الكبير، في بيان له قال فيه: “بكل ما تحمله كلمات الحزن والفقدان والأسى من المعاني، ينعي حزب الشعب الفلسطيني ممثلاَ بأمينه العام وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وعموم رفيقات ورفاق الحزب وأنصاره، إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الباسل، وإلى قوى التحرر والتقدم في العالم، المثقف الثوري والشاعر الإنسان، والقائد المناضل الشيوعي الكبير، أبن فلسطين البار، الأسير المحرر الرفيق الراحل خليل كارلوس توما عضو المكتب السياسي ورئيس هيئة الرقابة الحزبية – سابقاَ”.
والشاعر توما وهو من مواليد عام 1945، بدأ مسيرته الشعرية في مرحلة الدراسة الثانوية، إذ نشر إنتاجه الأدبي والشعري في صحف ومجلات محلية وعربية، وبعد الاحتلال في مجلات الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وفي الصحافة السرية، والصحف والمجلات الفلسطينية الصادرة في الوطن المحتل.
وأضاف البيان “يرحل خليل توما الذي كان منذ نشأته الأولى حاضرًا بثبات على أرض الكفاح اليومي بين الجماهير، مناضلاَ وطنياَ ونقابياَ ومثقفاَ ثورياَ شيوعياَ، في مواجهة الاحتلال وسياساته الإجرامية، ومن أجل حقوق شعبنا الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير، وفي الدفاع ببسالة عن مصالح العمال والكادحين والفئات الشعبية والحريات الديمقراطية، مثلما كان حاضرًا في الشعر والأدب، حيث كانت قصائد توما المقاومة حاضرة بثبات في معارك من أجل الكرامة الوطنية والإنسانية والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم”
واستكمل: “لن يغادرنا هذا العنيد في النضال، خليل توما، الذي لم تثني عزيمته أقبية التعذيب في سجون الاحتلال سبعينات القرن الماضي، وهو الأسير القائل: جيل يستيقظ في غرف التحقيق يفيق يفيق وعصى الشرطي تصنع من شعبي حزبا ولكل رفيق. وسيظل بقيمه النبيلة الإنسانية والوطنية، وبأشعاره التي غنت للوطن وللحرية وللإنسان، حاضراَ تمام الحضور بيننا.”
عمل الشاعر سنوات طويلة في مجال الصحافة المقروءة باللغتين العربية والإنجليزية، كما عمل في حقل الترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس وهو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة، في أوائل الثمانينيات، وكان في رئاسته إلى حين توحيد صفوف الكتاب، حيث انتخب عضوا في الهيئة الإدارية لإتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل التسعينيات.
وصدر للشاعر توما أربع مجموعات شعرية هي: أغنيات الليالي الأخيرة، نجمة فوق بيت لحم، تعالوا جميعا، النداء. جمعت كلها في مجموعة أعماله الشعرية التي صدرت مؤخرا.
اعتقل إداريا ما بين 1974 و 1976 ، كما تعرض لاعتقالات ومضايقات عديدة أثناء نشاطه النقابي.
وقد عمل توما في أحد فنادق القدس، والتحق بنقابة عمال الفنادق فيها، وأصبح عضوا في هيئتها الإدارية عام1966 ، وعمل مع آخرين بعد الاحتلال الإسرائيلي عام1967 ، على حماية وتنشيط العمل النقابي في المدينة، وتشكيل اللجان العمالية في مواقع العمل، وإعادة إحياء نقابة عمال الفنادق التي أغلقتها سلطات الاحتلال سنوات طويلة. وفي عام 1980 انتخب لهيئتها الإدارية الجديدة، كما انتخب رئيسا لها في عامي 1981 و 1982 ، وكانت من أكبر نقابات الأرض المحتلة وأكثرها نشاطا