خليج "النخلة العربية"

شاركت دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، برعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإلكسو"، في الاجتماعات الفنية اللازمة لتقديم ملف "النخلة" على قائمة التراث الثقافي العالمي في منظمة الأمم المتحدة "اليونسكو"، وجاءت المشاركة ضمن 16 دولة عربية في مدينة الأقصر بصعيد مصر، ويستمر لثلاثة أيام للفترة من 16 ولغاية 18 كانون الأول/ ديسمبر 2017.

وأكد المعاون الثقافي في دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، خضر خلف، أن العراق من مجموعة الدول العربية التي عملت على هذا الملف، وهو أحد مقررات اجتماعات وزراء الثقافة التاسع عشر في الوطن العربي الذي عقد في الرياض 2015، وفي اجتماع وزراء الثقافة العرب في تونس، وكان التقييم إيجابيًا والأضواء ركزت من قبل الطرف العراقي باعتباره الخبير والمختص بملف النخلة، وهو ملف مشترك لكنه سباق في وضع اللمسات كفكرة ونواة للعمل عليه وتبنيها بمساندة الخبيرة أيمان عبدالوهاب، في العمل كفريق حيث زيارة العديد من المحافظات وجمع المعلومات عن النخلة باعتبارها عنصر تراثي مهم، وأن العراق بلد مهم في هذا الإطار.

وأوضح خلف أن الاجتماع سوف يشهد طرح كل دولة أفكارها ورؤيتها التراثية عن الملف، كما يلتقي الخبراء في اجتماعات تنسيقية حيث سبق وأن عقد اجتماع في السودان والآن في مصر للتباحث في الوصول إلى الشكل النهائي للملف، كي يصبح مهيئًا لاعتماده على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

وشاركت مسؤولة شعبة المنظمات الدولية في قسم الاتفاقيات بدائرة العلاقات الثقافية العامة والخبيرة في مجال التراث الثقافي غير المادي، إيمان عبدالوهاب، بورقة عمل لمناقشة إدراج ملف النخلة، والعادات والطقوس والموروثات المتعلقة بها في بلدان العالم العربي، وخطط توثيق النخلة، وكل ما يرتبط بها من حرف تراثية كجزء من التراث العربي.

وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات، إن تلك المناقشات تأتي في وقت تواجه فيه الأمة العربية خطر طمس الهوية الوطنية والثقافية، وظهور الدواعش بدعوة أحياء مشروع الخلافة الذي عفا عليه الزمن بجانب مخاطر مشروع العولمة الذي تجلت خطورته في قرار الرئيس الأميركي بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدًا أن النخلة هي جزء من التراث العربي الذي يجب أن نحميه من هؤلاء المتربصين الداعين للفتنة، وإثارة الفوضى والقلاقل في البلدان العربية، وأن العولمة قائمة على نفي الهويات الثقافية.

من جانبها، حذرت مديرة إدارة الثقافة في منظمة "الإلكسو" حياة قرمازي، من اختفاء الهوية الثقافية للأمة العربية، مشيرة إلى أن اجتماع الأقصر، عاصمة الثقافة العربية 2017 جاء بهدف تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من توصيات في مؤتمر الرياض الذي عقد في 2015، بشأن اعتماد النخلة على قائمة التراث الثقافي العالمي بمنظمة اليونسكو، مشيرة إلى أن العام الجاري يواجه تحديات جسيمة تتمثل في حملات طمس الهوية العربية، وأن هناك مساعي لتعظيم القواسم المشتركة التي تجمع بين العرب وتوحيد الجهود لحماية ثقافتنا وتراثنا من الضياع والذوبان.