معرض "همسات الأفق"

رعى مدير وحدة التصميم في وزارة الثقافة العراقية، الفنان التشكيلي، عماد مدانات، في جاليري رؤى معرض الفنان العراقي ستار لقمان "همسات الأفق"، الذي عبّر عن مشوار الفنان المولود في منتصف أربعينات القرن الماضي في بغداد، مشيدًا بأعمال لقمان التي تهتم بالموروث العراقيّ الغني بالمكان وتفاصيله الثقافيّة الفلكلورية الشاملة، باعتباره معرضًا يمثل جيل المؤسسين في الفن العراقي، وتتخلله تفاصيل المدرسة القديمة المحتفية بالرموز والمعطيات التاريخية والجغرافيّة والثقافية.
 
وتوقف مدانات عند استلهام الفنان للنهر العراقي والأهوار والذكريات التي عبّر عنها بأسلوب تجريدي موفّق، مؤكّدًا أنّ رعاية وزارة الثقافة لتلك المعارض نابعة من اهتمامها بالبعد العربي والحضاري والإنسانيّ لبلد كبير وعريق في مقوماته الفنيّة والطبيعيّة والثقافية بحجم العراق.
 
بدوره، ألقى الفنان لقمان الضوء على معرضه الذي اشتمل على 30 عملًا، مبيّنًا أنّها نفّذت بأسلوب جديد بألوان الأكريلك وبحجوم مختلفة، وأنّها احتفت بـ"المحلّة البغداديّة" مشتغلًا على التراث البغدادي الذي برز فيه المكان بمخزونه الغني الذي عالجه بأسلوبٍ حديث، ظهرت فيه ألوان صاخبة وانفعالية لمفردات معيّنة، وألوان أخرى هادئة تحمل التنوع الطبيعي في بغداد وحركة الناس وفصول السنة وتفاصيل الحياة.
 
وأوضح الفنان لقمان أنّ بداية انطلاقته كانت من مدرسة بغداد منتصف القرن العشرين، وأنّ ارتباطًا واضحًا بين ثقافته الفنية اليوم وثقافته في فترات ماضية، بالرغم من تدرجه بين أكثر من مرحلة في هذا المجال.
من جانبه، وصف رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين، الفنان حسين نشوان، المعرض بأنّه يلخص تجربة لقمان الطويلة بشقّها الذي يتعلق باستلهام مفردات التراث العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص، ليمزج بين الحروفيّة والزخرفة الشعبيّة بـ"تونات" تلوينيّة متوالية تشكل الكتل والمساحات للموضوع والشكل، أما الشق الثاني في تجربته فهو مرتبط بالمرحلة الأولى، ليذهب إلى التجريد مختزلًا ومكثفًا المشهد البصري في التلوينيّة الخالصة التي تميل إلى الغنائيّة وبشكل أقرب إلى نوع من الحنين للمكان، الذي طرأ عليه الكثير من التحولات بارتدادات جوانيّة للفنان نفسه.
 
بينما رأى الفنان العراقي، سعد الطائي، الذي عاصر تجربة الفنان لقمان ودرّسه مطلع الستينات أنّ معرض"همسات الأفق" يدلّ على استمراريّته في البحث الفني على صعيد الشكل واللون؛ إذ يبدو تأثره واضحًا بالبيئة، وبالرغم من وجود بعض الأعمال التجريدية، إلا أنّها ما تزال تحتفظ بمعالم تلك البيئة التي هي أشبه ما تكون بخزين الذاكرة في أعمال جادة وفيها جهد مهم.
 
ويشار إلى أن ستار لقمان من مواليد بغداد 1944، وخريج معهد الفنون الجميلة 1967، وله العديد من المعارض المحلية والعربية والعالمية، وحاز جوائز في الإبداع التشكيلي، كما أنّ عددًا من لوحاته مقتناة في العديد من المعارض والبلدان على مستوى العالم.