أحمد عبد الرحمن محبوب

وُلد العلامة الحافظ المعروف بشيخ القرّاء في اليمن أحمد عبد الرحمن محبوب، في حارة الفليحي في صنعاء عام 1327 هجرية الموافق 1909م، حصل على شهادات وإجازات في القراءات السبع وفي علوم القرآن من كبار علماء عصره وشيخه في علم القراءات الفقيه شرف الدين حسين بن مبارك الغيثي عن الفقيه العلامة أحمد بن ناصر الخولاني، حفظ القرآن الكريم كاملًا في طفولته المبكرة وهو في ثلاثة عشر عامًا، ومنذ صباه كان من أصحاب التراتيل الجميلة ومن طليعة المقرئين اليمنيين الذّين يشار إليهم بالبنان، وبحسب مطّلعين فهو أول من سجّل القرآن الكريم في إذاعة صنعاء مباشرة عقب افتتاحها عام 1947.

وأخبر عنه الدكتور عبد العزيز المقالح في برنامج إذاعي: "العلامة الجليل أحمد عبد الرحمن محبوب عرفته في طفولتي، كان معلمًا من أعلام اليمن ومن أعلام المقرئين وهو القارئ الأول في بلادنا في ذلك الزمن وكنت مع زملائي نتعمّد أن نسير إلى أي مسجد نعلم أنّه سيقرأ فيه القرآن لنستمتع بسماع صوته الجميل، قبل ان يسجن ويؤخذ مغلغلًا إلى سجن نافع بحجه بعد فشل الثورة الدستورية عام 1948م ، كما كان له أنشطة اجتماعية لم يتحدّث عنها الكثير"، وكان من العلماء الأفاضل الذين تَرَكُوا في حياة اليمنيين بصمة لا تُمحى وصوته الجهوري الذهبي الجميل لا يزال يطل علينا مع عدد من القراء الذّين نفخر بهم ومنهم الشيخ محمد القريطي رحمه الله الذي كان قد تتلمذ على صاحب الترجمة ثم انتهج له أسلوبًا آخرًا في التلاوة كما للمرحوم محمد حسين عامر أسلوبًا آخرًا كذلك".

وعمل محبوب في مجال التدريس، وعيّن في الثورة الدستورية رئيسًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و بحسب مؤلف السجون وإعلام المسجونين في اليمن فقد عمل ايضًا مدرسًا لأولاد الإمام يحيى (العباس ويحيى والمحسن)، وكان أول الثورة، في العهد الجمهوري، خطيبًا للجمعة في الجامع الكبير، ثمّ عين عام 1965 مستشارًا لرئيس الجمهورية، ثم عضوًا في مجلس الشورى، ثم رئيسًا للهيئة العامة للمعاهد العلمية وعضو في مجلس الشعب، من ثم رئيسًا في مكتب التوجيه والإرشاد العام تحت إشراف وزارة الأوقاف، وانتقل إلى رحمة الله تعالى يوم 6 شوال 1415 الموافق 3 مارس 1995م وتمّ تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة خزيمة في موكب جنائزي كبير تقدّمه كبار مسؤولي الدولة وأركانها ولفيف من أهله ومحبّيه.