صنعاء -خالدعبدالواحد
أقام مكتب الثقافة بمدينة تعز اليمنية، مهرجان ، (تعز تعزف السلام ) بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى ، وبرعاية، من محافظ تعز أمين أحمد محمود .
وأحيا المهرجان كوكبة من نجوم العزف والغناء بالمحافظة بمصاحبة الفرقة الموسيقية ، وشهد حضور عدد من الشخصيات الفنية والإجتماعية .
وأكّد عبد الخالق سيف مدير مكتب الثقافة، في مدينة تعز أن المحافظة لم تكن مدينة الحرب أو الخراب أو الظلام وأنها ايقونة السلام بمحبة أبنائها وبتمسكهم بالثقافة في زمن الحرب ، وأضاف أن تعز تؤكد مكانتها وتميزها بإقامة هذا الحدث في اليوم العالمي للموسيقى لما تمثله الموسيقى من إرث ثقافي وا‘ساني ، وقال إن تعز تؤكد من خلال هكذا فعاليات هويتها الثقافية والفنية والتي تحدت الحرب والحصار ، وستبقى مدينة للحب والفن والأدب .
وقدم العديد من فناني مدينة تعز المشاركين أغنية" نغني للحياة "وهي أغنية جديدة وخاصة بمحافظة تعز والمهرجان،كما قدموا مقطوعات فنية موسيقية تراثية متنوعة نالت استحسان الحضور الكبير.
ورغم محاربة المجتمع القبلي، والمذهب الديني، الذي يحرم الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، الا أن العديد من الفنانين والموسيقيين تفتقت مواهبهم، وأنشئت العديد من الجمعيات التي تهتم بالموسيقى، والمعاهد ، وغيرها.
وغادر العديد من الفنانين اليمنيين، البلاد، ببسب الأوضاع المعيشية الصعبة، والنظرة الدونية للفنانيبن، بالاضافة إلى عدم اهتمام الحكومة اليمنية، بالفن اليمني والغناء.
وكان رغم النظرة القبلية والطائفية التي تستنقص من قيمة الفنان، أو الموسيقار ، في البلد لازالت تتمسك بالعادات والتقاليد القديمة، بالإضافة إلى تحفظها الديني الكبير الذي يحرم الغناء والعزف،
(دورات تدريبية)
و يقيم منتدى الحداثة والتنوير الثقافي ، دورات تدريبية ، في العزف على الآلات الموسيقية، لجميع الهواة من كل الأعمار.
يقيم المنتدى، دورات في الصباح والمساء، ويحضر العشرات من الشباب يوميًا إلى هذا المنتدى، في المركز التقافي في العاصمة اليمنية صنعاء، على الجيتار والعود والراب , وغيرها من الآلات الموسيقية.
وتقول فاطمة المهجري، إن العزف على البيانو أمر يجعلها في غاية السعادة، وتضيف الطالبة في منتدى الحداثة ، أنها تفر من الواقع الآليم الذي تشهده اليمن إلى معهد الموسيقى للتعلم العزف على الآلات الموسيقية، والهروب من واقع الحرب الذي تشهدها البلاد.
وأوضحت أن العزف يساعدها في القضاء على احزانها وهمومها، مشيرة إلى أن أسرتها كانت تعارض ذهابها لتعلم العزف ، إلا أنها سمحت لها بعد إصرار كبير.
و أسس الفنانون اليمنيون جمعيات خاصة بهم، للاهتمام بالفن اليمني، وجمع الغناء والألحان.
وظهرت في اليمن العديد من الألحان والأغاني اليمنية، التراثية، واليمنية الأصيلة.
وتمتاز اليمن، بتنوع الألحان والأغاني، على مر الزمان.
وعدت منظمة اليونيسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه وصيانته ، وتعود أقدم الأغاني الصنعانية في قائمة اليونيسكو للقرن الرابع عشر الميلادي، وهناك الغناء الحضرمي والعدني واللحجي.
وأسس الملحن والمؤلف الموسيقي اليمني فؤاد الشرجبي، البيت اليمني للموسيقى والفنون للحفاظ على التراث الغنائي اليمني من الاندثار، ومحو الأمية الموسيقية.
وأكد الشرجبي، أن أهداف البيت اليمني ,هو رصد وتوثيق الغناء اليمني بكافه اشكاله وانواعه، وجمع أكبر كمية من التسجيلات الصوتية اليمنية القديمة والحديثة، وتدوين أمهات الغناء اليمني التي يزيد عمرها عن ثلاث مائة سنه وما فوق، كما تهتم بإحياء الموروث الغنوائي والانشادي، ونشر الوعي الموسيقي في أوساط الشباب والأطفال.
وأضاف فؤاد الشرجبي، في حديث لـ "العرب اليوم" أن العمل على إعادة مادة الموسيقى إلى المدارس، وتنمية وتبني المواهب في المجالات الفنية، وتكوين فرق موسيقية تساهم في دعم الحراك الفني وخلق مساحة من الجمال والمحبة والسلام.
وتابع "نحن في البيت اليمني للموسيقى والفنون نهتم بأشكال وألوان الغناء في اليمن بشقيه الكلاسيكي والشعبي"، مضيفًا "جمعنا أكثر من ستين ألف تسجيل صوتي لأغاني تراثية وحديثة وشعبية ومنها الدان والبال والزامل وإنشاد ديني وموشحات وأغاني صوفية بالإضافة إلى الأغاني الزراعية من مهاجل ومهايد ومغارد وملالاة وغيرها من أغاني المزارعين في كل محافظات الجمهورية اليمنية".