القاهرة ـ سعيد فرماوي
انتشرت إشاعات تقول إن قبر توت عنخ آمون لعنة أصابت علماء الآثار عندما دخلوه للبحث في محتوياته، إذ تضرّر أكثر من 20 منهم في غضون أعوام، وهو ما تم الكشف عنه في فيلم وثائقي جديد.
وذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية أن توت عنخ آمون، الذي يشار إليه في كثير من الأحيان باسم "الملك توت"، كان فرعونا مصريا من الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت خلال عصر الدولة الحديثة، ومنذ اكتشاف مقبرته من قِبل عالم الآثار هوارد كارتر واللورد كارنارفون منذ 95 عاما حتى يومنا هذا، كرّس العديد من علماء الآثار حياتهم لمعرفة المزيد عن كيفية وفاة هذا الحاكم القوي قبل سن العشرين.
أقرأ أيضا:العلماء يختلفون بشأن وجود حجرة خفية في مقبرة الملك توت عنخ آمون
ومع ذلك نجح القليل منهم في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، إذ توفي 22 من علماء الآثار الأصليين في ظروف غامضة.
ويقول الفيلم الوثائقي "قبر الملك الصبي" الذي أنتجته شركة "أمازون" إن ما يُعرف باسم "لعنة الفراعنة" يمكن أن يكون السبب في وفاة هؤلاء العلماء، ويقال إن هذه اللعنة، التي لا تفرّق بين اللصوص وعلماء الآثار على ما يبدو، تسبب سوء الحظ أو المرض أو حتى الموت.
وكشف الفيلم الوثائقي لعام 2018: "عندما حفر كارتر حفرة في المقبرة، سأله اللورد كارنارفون إن كان يستطيع رؤية أي شيء، فأجاب كارتر" نعم أشياء رائعة"، ويُزعم أنه وجد جملة مكتوبة بالهيروغليفية على لوح من الطين تقول: "الموت سيذبح أيا كان ما يزعزع سلام الفرعون".
ويظهر في الفيلم أنه بعد 5 أشهر من دخول المقبرة، توفي اللورد كارنارفون، البالغ من العمر 56 عاما، كما أنه في وقت وفاته انقطعت كل الأضواء في القاهرة ومع ذلك فإن النشاط الغريب لم يتوقف عند هذا الحد.
وتابع الفيلم الوثائقي أن "المليونير الأميركي جورج جاي جولد توفي بعد زيارة المقبرة، كما أن البريطاني جويل وولف، الذي كان من أوائل الزائرين للمقبرة، دخل في غيبوبة ومات، وبحلول عام 1929 توفي ما مجموعه 22 شخصا ممن شاركوا في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون قبل الأوان في غضون 7 أعوام"، وكان اثنان فقط من المكتشفين الأصليين على قيد الحياة، ورفض هوارد كارتر تصديق أي نوع من اللعنة الفرعونية وتوفي في العام 1949.
رغم الادّعاءات المُتوحّشة عن اللعنة فإن الفيلم الوثائقي يأتي بتفسير أكثر واقعية، ويشرح الفيلم ما يلي: "هناك أدلة على أن المصريين لديهم معرفة متقدّمة بالسموم، ومن المقترح أنها تنتشر بمجرد فتح المقبرة"، وفي عام 1949 طرح أستاذ العلوم النووية لويس بولجينيري، نظرية مفادها أن أرضية القبر ربما تكون مغطاة باليورانيوم، لكن النظرية الأكثر قبولا على نطاق واسع أن البكتيريا ازدهرت في الغلاف الجوي المُغلق، لكن هذا لم يتسبب في جميع حالات الوفاة.