الأمير محمد بن سلمان

تسبَّبت قضية أختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، في أزمة كبيرة للمملكة العربية السعودية، خصوصاً أن مصيره غير معروف بعد، هل هو قُتل أو مختفٍ. وقد ترك هذا الأمر تأثيراً واضحاً على ترويج المملكة لتعزيز اقتصادها.

فقد توقعت مصار أن تتحول "قمة الاستثمار" المقرر عقدها في الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر، إلى "إخفاق تام"، وسط انسحاب الشركات التجارية والإعلامية البارزة، بسبب تورط السعودية المزعوم في اختفاء الصحافي جمال خاشقجي وقتله المحتمل في تركيا، حيث أعلن رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، أنه لن يحضر تلك القمة.

كما تراجعت مؤسسات إعلامية مثل "فايننشيال تايمز"، و"بلومبرغ"، و"سي أن أن"، و"سي أن بي سي"، عن الرعاية الإعلامية لقمة الاستثمار. 

وكان من المقرر أن تحضر نخبة من رجال الأعمال في العالم مبادرة الاستثمار المستقبلية ، التي تبدأ في العاصمة السعودية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول، ومع ذلك، تقول بعض الشركات المشاركة إنها تنسحب رهناً بنتيجة التحقيقات في اختفاء خاشقجي، بينما انسحبت شركات أخرى دون شروط.

ويعتمد مشروع "رؤية 2030" الطموح في المملكة العربية السعودية، وهو من بنات أفكار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بشدة على الاستثمار من الخارج، وبالتالي الابتعاد الواضح عن المؤتمر المرموق سيكون مزعجا لصانعي السياسة السعوديين، باعتباره التهديد الأكبر، الى جانب الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على مبيعات الأسلحة.

"نيويورك تايمز" تبدأ عملية الانسحاب
سحبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية رعايتها للمؤتمر يوم الأربعاء، ليبدأ بعد ذلك تأثير "الدومينو" لعمليات الانسحاب في جميع أنحاء العالم.

وفي بيان قصير، قالت فيونا ماكدونيل، رئيسة قسم الاتصالات في "الفايننشيال تايمز"، إن الصحيفة لن تكون شريكة في تغطية المؤتمر، في حال ظل اختفاء خاشقجي غير مبرر. 

ومن بين الشخصيات الإعلامية التي ستنسحب من المؤتمر، أريانا هافينغتون، التي تدير شركة "ثرايف غلوبال" الصحية، وباتريك سون شيونغ، صاحب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، ومرسل "سي إن بي سي"، أندرو روس سوركين، وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "فياكوم"، بوب باكيش، والرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" دارا خسروشهاهي، أنهم لن يحضروا.

ومن جانبه، قال خسرو شهاهي :"أنا منزعج جدا من التقارير حتى الآن عن جمال خاشقجي، نحن نتابع الوضع عن كثب، وما لم تظهر مجموعة مختلفة من الحقائق، لن أحضر مؤتمر مؤسسة الاستثمار الدولي في الرياض". أما وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوشين، فكان أعلن يوم الجمعة، إنه لا يزال يعتزم الحضور. وقال لشبكة "أن بي سي": "إذا اتضح المزيد من المعلومات والتغييرات، يمكننا أن ننظر إلى ذلك، لكنني حالياً أخطط للذهاب الى الرياض".

صندوق النقد الدولي لم يحسم موقفه
وقام منظمو المؤتمر بإزالة جميع أسماء الحاضرين من موقعه على شبكة الإنترنت بسبب زيادة عدد الإلغاءات. وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للاستثمار: "في حين أنه من المخيب للآمال أن بعض المتحدثين والشركاء قد انسحبوا، فإننا نتطلع إلى استقبال الآلاف من المتحدثين والمشرفين والضيوف من جميع أنحاء العالم إلى الرياض".

وأوقف السير ريتشارد برانسون مناقشاته مع صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية حول استثمار مليار دولار في شركات فيرجين الفضائية، كما علق مشاركته في مجالس استشارية.

وكانت كرستين لاغارد، رئيسة صندوق النقد الدولي، مدرجة كمتحدثة في المؤتمر، ولم يقل جهاد أزعور، رئيس قسم الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي، ما إذا كانت ستحضر، وقال أزعور:" "مثل معظم الناس هنا وفي كل مكان، نحن في انتظار الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا التطور الأخير".

وانسحب رئيس تحرير مجلة "الإيكونوميست"، زاني مينتون بيدوس، من صندوق الاستثمار الدولي، وقد تضمنت افتتاحية في العدد الأخير توبيخا لبن سلمان، قائلا: "تعامله البشع مع يطغى على المزيد من السياسات المثيرة للإعجاب، والتي تشمل الحد من الشرطة الدينية، والسماح للنساء بالمشاركة في السياسة وتشجيعهن على العمل"