الأمن الإلكتروني

وخلال فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي الثامن عشر للأمن الصناعي الذي أقيم في الرياض برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.

وأكد خبراء مختصون في الشأن التكنولوجي، أن الأمن الإلكتروني بات مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم ، وأنه يأتي في أعلى قائمة أخطار الأعمال ، موضحين أن المؤسسات أنفقت عليه 73.7 بليون دولار العام الماضي ، محذرين من تنامي خطر قراصنة الإنترنت مع ازدياد انتشار التكنولوجيا والرقمنة ، حيث أن السعودية هي من الدول الأكثر استهدافًا في الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل الهجمات الخبيثة.

وأوضح مدير مشاريع شركة "بوز ألن هاملتون" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واين لافليس، أن الخسائر التي نتجت من الهجمة الإلكترونية العالمية "Ransomware" كانت غير مسبوقة من ناحية الحجم، وقامت بتشفير الملفات على مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر، مشددًا على أن الأمن الإلكتروني أصبح مصدر قلق متزايد للمؤسسات في العالم.

وأكدت القمة السنوية لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس هذا العام أن الأمن الإلكتروني هو في أعلى قائمة أخطار الأعمال عبر مختلف القطاعات ، وأن متوسط الخسائر السنوية للشركات من الهجمات الإلكترونية في العالم تجاوز 7.7 مليون دولار لكل مؤسسة، وفقًا لمصادر معهد "بونيمون".

وتشير مصادر منظمة البيانات العالمية إلى أن المؤسسات عبر أنحاء العالم أنفقت مجتمعة 73.7 بليون دولار في العام الماضي على الأمن الإلكتروني، كما تتوقّع بحوث المنظمة نمو الإيرادات العالمية للأجهزة والبرمجيات والخدمات المتعلقة بالأمن إلى 101.6 بليون دولار عام 2020.

وأشار لافليس إلى أن تقرير شركة "سيمانتيك" للتهديدات الأمنية على شبكة الإنترنت، أوضح أن السعودية هي البلد الأكثر استهدافًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل الهجمات الخبيثة ، مطالبًا الشركات بالاستثمار في إستراتيجية قوية تخفف التهديدات، ووضع خطط للتعافي من الكوارث والاستمرار في الدعم والنسخ الاحتياطي للنظام لاتاحة التعافي السريع.

واتفق قائد وحدة مكافحة التطرف الإلكتروني في منظمة شرطة "السايبربول" الدولية شهاب نجار مع لافليس في أن الهجمات الإلكترونية ستتواصل، كما أن القطاعات المستهدفة في الفترة المقبلة ستكون البنوك المركزية والمصارف، والمنشآت الحيوية مثل قطاعات الطاقة والنفط والصحة والبرامج النووية.

وقال نجار "لا يوجد رقم دقيق حول الخسائر في السعودية، لكن وفقًا للأرقام التي لدينا ، هناك أكثر من 30 ألف جهاز خادم مصاب بثغرات أمنية في منطقة الخليج العربي فقط ، رصدنا 40 ألف خادم في منطقة الشرق الأوسط لم يتم إغلاق الثغرات الأمنية فيها حتى الآن ، مما يزيد احتمال استخدامها كوسيط لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد جهات أخرى".

وعن وجود ثغرات أمنية غير المتعارف عليها حاليًا في السعودية، أضاف نجار، "إننا رصدنا وجود 678 ألف جهاز راوتر متصل بشبكة الإنترنت في السعودية لم يتم تثبيت إسم مستخدم وكلمة سر عليها، ويجب على المستخدمين ضبط إعدادات أجهزة الراوتر لديهم ، وذلك بتركيب إسم مستخدم وكلمة سر جديدة، مما يمنع من استخدام تلك الأجهزة لتنفيذ هجمات إلكترونية وحماية الأجهزة من تهديدات الهجمات الإلكترونية الجارية ، متابعًا "رصدنا 45 ألف موقع إلكتروني مصاب بثغرات أمنية مختلفة، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى استخدام تلك الثغرات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضدها في وقت لاحق".