واشنطن -اليمن اليوم
يخطط موقع "فيسبوك" لإطلاق عملة رقمية جديدة بحلول عام 2020. ويرغب عملاق التواصل الاجتماعي في البدء بتجريب العملة الرقمية التي يشار إليها من قبل العاملين بـ"العملة العالمية" في نحو 12 دولة.
ويتوقع أن يشرع فيسبوك ببدء الإفصاح عن خططه في هذا الشأن خلال الصيف الحالي، وقد تحدث مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، مع محافظ البنك المركزي البريطاني مارك كارني بهذا الخصوص.
وقد التقى زوكربيرغ بكارني الشهر الماضي لمناقشة الفرص والمخاطر المحتملة لإطلاق العملة الرقمية. وطلب فيسبوك مشورة بخصوص قضايا العمل والقوانين التي تحكم إطلاق العملة من سلطة النقد الأمريكية.
وتجري الشركة أيضا محادثات مع شركات تعمل في تحويل العملات، حيث أنها تبحث عن وسائل أرخص لتحويل العملة لأشخاص لا يملكون حسابات بنكية.
ويرغب فيسبوك بخلق عملة رقمية تؤمن طرقا رخيصة وآمنة للدفع دون الحاجة إلى حساب بنكي. ويريد موقع التواصل الاجتماعي كسر الحواجز المالية والتنافس مع البنوك وتقليل تكاليف المستهلكين. وظهرت أول تقارير عن هذا الموضوع في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي.
ويتعاون المشروع مع بنوك ووسطاء سيتيحون لمتداولي العملة إمكانية التبادل بينها وبين عملات نقدية.ويتوقع أن تطلق مجموعة صغيرة من المؤسسين رابطة مقرها في سويسرا خلال الأسابيع القادمة.
وتشير تقارير إلى أن فيسبوك يجري محادثات مع عدد من تجار العملة في الفضاء الافتراضي لقبول العملة الرقمية الجديدة مقابل رسوم زهيدة للتحويل.
تستخدم العملة الافتراضية لدفع ثمن وتكاليف سلع وخدمات في العالم الحقيقي، كالغذاء والإقامة في الفنادق، وحتى مقابل شراء منزل. وتحفظ العملة الرقمية في محافظ افتراضية، وتتداول عبر شبكات معلوماتية تشكل اتفاقيات نقدية أو صفقات تخزن على شبكات إلكترونية.
وتخزن هذه المعلومات وفقا لتسلسل زمني وتكون مرئية لمجموعة من المستخدمين ولا تخضع لإدارة سلطة مركزية كالمصارف والحكومات. وصمم النظام بحيث يضمن الأمن وسرية شخصية المستخدمين.
تعرض فيسبوك لانتقادات في السنوات الأخيرة بسبب طريقة تعامله مع بيانات المستخدمين، ويتوقع أن يراقب المسؤولون إطلاق العملة الرقمية عن كثب.
وكانت لجنة المصارف في مجلس الشيوخ الأمريكي قد كتبت رسالة لزوكربيرغ تسأله عن كيفية عمل العملة الرقمية التي خطط لإطلاقها، وعن تدابير الحماية التي يحصل عليها المستخدمون.
وناقش فيسبوك مع الخزينة الأمريكية أيضا عملية فحص الهوية وكيفية تقليل مخاطر غسيل الأموال.
ويعتقد أن فيسبوك وشركاءه يريدون أن يمنعوا التأرجح الحاد في قيمة العملة بربطها بسلة من العملات المعروفة منها الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها فيسبوك عن عملة افتراضية، فقد سبق وكشف عن "الائتمان الفيسبوكي"، وهي عملة تمكن المستخدمين من شراء تطبيقات عبر موقع التواصل الاجتماعي، لكن فيسبوك أوقف المشروع بعد إطلاقه بسنتين بسبب فشله.
وسيكون التحدي الأكبر هو فيما إذا كان الناس سيثقون بموقع التواصل الاجتماعي بشكل كاف لبدء تحويل أموالهم إلى عملة رقمية عبره.
الإغراء الأكبر للعملة الرقمية في نظر الشركات الكبيرة والبنوك هو التكنولوجيا التي تستخدمها، والتي تختصر الوقت الذي يتطلبه إرسال الأموال عبر الحدود.
وحذر لورد كينغ، المحافظ السابق للبنك المركزي البريطاني، قبل عقدين من الزمان من أن تفقد البنوك المركزية أهميتها إذا أصبح استخدام العملة الرقمية كاستخدام العملة العادية هذه الأيام.
ومن مخاطر العملات الرقمية أن قيمتها عرضة للتذبذب بشكل كبير مما يقلل من جاذبيتها للشخص العادي.
قد يهمك ايضا:
جدل متزايد بشأن نجاح الإعلام الاجتماعي في تحسين الصحة النفسية في العمل