برج ترامب في العاصمة باكو

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تفاصيل جديدة لأحد أكثر الصفقات التجارية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إثارة للجدل في تاريخه، وهي الصفقة برج ترامب في العاصمة باكو في أذربيجان، والتي أثارت مزاعم كثيرة بالفساد في منطقة الشرق الأوسط. وتعتبر صفقة برج باكو أحد الصفقات القليلة التي أبطلها الرئيس الأميركي، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حينما كان يستعدّ لتولي منصبه الجديد، ففي تلك الآونة، قالت منظمة "ترامب" إن الإبطال جاء جزءًا من عملية "تنظيف"، وإن نكسته الوحيدة كانت اقتصادية.


 
ولكن مجلة "نيويوركر" الأميركية، نشرت تحقيقًا على موقعها الإلكتروني، زعمت فيه أن عائلة "ضياء مامدوف" الأذربيجانية كانت وراء عملية الفساد. وقد بدأ المشروع عام 2008، بتكلفة مقدارها 35 مليون دولار، وكان في الأصل عبارة عن برج إسكاني، لكن في 2012، انضمت مؤسسة "ترامب" في مناقصة للشراكة ووافقت على صفقة الترخيص الذي يسمح بإطلاق اسمها وعلامتها التجارية على البرج. وفي 2014، تم الإعلان عن أن المبنى سيضم فندق "ترامب".

 وعلى الرغم من أن مؤسسة "ترامب" كانت جزءًا من سلسة كبيرة، إلا أنها لم تكن مسؤولة عن المشروع بأي شكل من الأشكال، ولم تدخل بصفتها مستثمرة. وعوضًا عن ذلك، تعود ملكية البرج إلى شركة Baku XXI Century والتي كانت مسؤولة أيضًا عن عمليات تشغيل المشروع، ويتحكم في هذه الشركة أفراد عائلة "ضياء مامدوف" وزير النقل في أذربيجان، بما في ذلك شقيقه إلتون، ونجله آنار.

وفي 2014، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، تقريرًا قالت فيه إن "عائلة مامدوف نصّبت ضياء كوزير للحصول على ثروات غير شرعية"، وكان التقرير بعنوان "عائلة كريليوني في بحر قزوين". ناهيك عن أن الشركة تتمتع بنفوذ كبير في البلاد؛ إذ أن وزير النقل تربطه علاقة قوية بالرئيس الأذربيجاني إلهام عليف، فضلاً عن أن برقية دبلوماسية مسربة في 2009، قد وصفت ضياء بأنه "فاسد حتى بالنسبة لبلاده".


 
أما نجله، آنار، فهو مؤسس التحالف الأميركي الأذربيجاني، ويصف نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه "رجل أعمال مستقل". وكشفت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية، في تقرير لها، أنه في الفترة ما بين 2011 و2015، أنفق آنار نحو 13 مليون دولار للضغط على المسؤولين في الإدارة الأميركية نيابة عن منظمته، كما تربط وزير النقل أيضًا علاقات مثيرة للجدل بالحرس الثوري الإيراني، والذي تدرس إدارة ترامب إدراجه كمنظمة إرهابية طيلة الشهر الماضي. فيما تتمركز علاقته مع كيمورث دافيشي، وهو محارب سابق في الحرب العراقية الإيرانية، ويرأس الآن الشركة التي منحت مامدوف عقود النقل في 2008.

وليس هناك ما يشير إلى أن دافيشي أو الحرس الثوري الإيراني، قام بتمويل المشروع، إلا أن خبراء قانونين قد صرحوا لمجلة "نيويوركر" بأن منظمة "ترامب" ينبغي أن تكون على بينة من علاقات عائلة مامدوف والابتعاد عن تلك الدائرة بقدر الإمكان. وأكدوا أن منظمة "ترامب" قد انتهكت قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة الأميركي لعام 1977، عن طريق التربح من ممارسات عائلة مامدوف الفاسدة، وهو ما تنفيه منظمة "ترامب".

وينص القانون على ضرورة تقصي شركات الاستثمار عبر قنوات متخصصة حول الشركاء والشركات والمسؤولين الذين سيتعاملون معهم. تقوم هذه الشركات بإجراء تحريات عن الشركاء المحتملين وتعطي الضوء الأخضر للعلاقات الاقتصادية أو تحذر من مغبة العمل معهم للاشتباه بنشاطاتهم. وقال مدير الشؤون القانونية للمنظمة، آلان غارتن، إن الشركة أجرب أبحاث عن مشروعية نشاطات العائلة قبل الشروع في التوقيع على اتفاقية الترخيص، ولكنها لم تحصل على أي مؤشرات بالخطر.


 
ويدافع غارتن عن ترامب قائلًا: "إن البرج ليس مملوكًا من قبل ترامب، بل حصلت المؤسسة على العقد لقاء وضع اسم ترامب على سطح البرج وكأنه علامة تجارية، مثلها مثل أي علامة تجارية أميركية أخرى، بغض النظر عن فضائح الرشاوى وتبييض الأموال التي ظهرت فيما بعد، عبر دفع المستحقات بالأموال النقدية وتقديم رشاوي للمفتشين والهيئات الحكومية ذات الصلة".

وفي سياق متصل، يعتبر آنار مامدوف، الذي يعيش في لندن ومؤسس شركة هارنت القابضة، ابنة الرئيس الأميركي، إيفانكا ترامب، "صديقته العزيزة"، حيث نشر صورته معها وهما يضحكان، على حسابه وقال: "مبروك يا صديقتي العزيزة، ومبروك لعائلتك في هذا اليوم التاريخي". وكانت إيفانكا قد زارت المشروع عام 2014، بهدف القيام بجولة ومتابعة الإنشاءات بفندقTrump International Hotel & Tower Baku، وتقديم المشورة، وقالت على حسابتها الإلكتروني إنها "أشرفت على المشروع". ومؤخرًا عادت إيفانكا إلى العاصمة الأذربيجانية في جولة حول أرجاء المدينة الرائعة، ولمعرفة أخر أخبار تقدم التنفيذ.