النفط الخام الأميركية

رغم تواصل التخمة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، فإن السوق تفاعلت إيجابيًا الأربعاء، وبشكل كبير، مع الهبوط في مخزونات النفط الخام الأميركية، التي هبطت للأسبوع العاشر على التوالي، وهي مدة قياسية لم تشهدها من قبل، وارتفعت أسعار عقود النفط الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك، بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية هبوط المخزونات بنحو 1.07 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهي مفاجأة، حيث قال معهد البترول الأميركي، الثلاثاء، إن المخزونات ارتفعت في الأسبوع الماضي بنحو 4.76 مليون برميل.

وصعدت عقود غرب تكساس في نيويورك بنحو 0.61 دولار خلال أول ربع ساعة بعد إعلان البيانات الأميركية لتصعد فوق مستوى 65 دولارًا للمرة الأولى من ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، وتقلص الفرق بين «برنت» و«غرب تكساس»، وهذا التقلص ليس في صالح الصادرات النفطية الأميركية التي قد تنخفض إذا ما استمرَّ هذا الاتجاه، لأن أسعارها ستكون ليست بعيدة عن أسعار النفط المسعر على أساس «برنت»، المتجه إلى آسيا.

وحملت البيانات في طياتها بعض الأمور المقلقة، مثل تواصل نمو التخمة في مخزونات بعض المشتقات النفطية، مما يعني أن التخمة في المعروض قد تنتقل من النفط الخام إلى المشتقات، وهو ما سيضغط على أسعار عقود النفط مستقبلًا في حال استمرّ هذا الوضع.

ومثّل مستوى إنتاج النفط، أول وأكبر مفاجأة، إذ أظهرت ارتفاعًا الأسبوع الماضي المنتهي في 19 يناير/ كانون الثاني بنحو 128 ألف برميل يومياً، ليصبح إجمالي إنتاج البلاد 9.88 مليون برميل يوميًا، وهذا بلا شك ارتفاع كبير في الإنتاج لم تشهده أميركا منذ عام 1983 والفضل في هذا يعود للنفط الصخري، وفي مطلع الشهر الجاري أظهرت توقعات النشرة الشهرية لإدارة معلومات الطاقة أن يصل إنتاج أميركا في يناير إلى 9.94 مليون برميل يوميًا، واقترب إنتاج النفط الخام الأميركي من مستوى 10 ملايين برميل الذي سيكون مستوى قياسيًا آخر.

أما عن المخزونات النفطية، فقد تراجعت للأسبوع العاشر على التوالي بعد أن هبطت 1.07 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 يناير لتصل إلى 411 مليون برميل، مقارنة مع توقعات معهد البترول الأميركي الذي قال الثلاثاء، إن المخزونات قد تكون ارتفعت بنحو 4.76 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وهبوط المخزونات كان أقل من توقعات المحللين في السوق حيث كانت توقعاتهم بانخفاض قدره مليونا برميل، والخبر الجيد هو أن المخزونات في كاشينغ، نقطة تسليم خام غرب تكساس الأميركي، واصلت انخفاضها لتصبح أقل من متوسط الخمس سنوات. وانخفضت بمقدار 3.15 مليون برميل.

وانخفضت مخزونات المشتقات النفطية المكررة بنحو 2.9 مليون برميل، والفضل في هذا يعود لهبوط البروبان، الذي تم استهلاكه بصورة عالية مع العاصفة الثلجية والجو القارس في أميركا حاليًا، أما المنتجات البترولية الأخرى فلا تزال بياناتها مقلقة نوعًا ما. مثل ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 3.1 مليون برميل. وتشير البيانات إلى ارتفاع مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 639 ألف برميل مقارنة في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.1 مليون برميل.

وبشأن بيانات المصافي، فقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة تراجع استهلاك مصافي التكرير للنفط الخام بمقدار 392 ألف برميل يوميًا، بينما انخفضت معدلات التشغيل بمقدار 2.1 نقطة مئوية إلى 91 في المئة. وهذا الانخفاض طبيعي في هذا الوقت من العام نظرًا لاقتراب موسم صيانة المصافي، بينما زاد صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 91 ألف برميل يوميًا من الأسبوع الذي سبقه ليصل إلى 8 ملايين برميل يوميًا.