الحكومة القطرية

أدان تقرير لموقع "قطريليكس" الحكومة القطرية باستغلال عمّال إنشاءات المباني الخاصة في مونديال 2022، المقرّر في دولة قطر، وكشف التقرير مزيدًا من الممارسات الوحشية للحكومة القطرية التي تسعى نحو تحقيق أحلامها في نيل شرف تنظيم المحفل العالمي الأهم على حساب أرواح ودماء العمال، الذين يواجهون ظروف عمل صعبة، وقد ألمح التقرير إلى تصاعد موجة الانتقادات الموجهة إلى اللجنة المنظمة للمونديال، بشأن معايير الأمان في مواقع بناء الملاعب، بالإضافة إلى أنّ الحكومة القطرية قد تورّطت أيضًا في دعم الشخصيات والكيانات المتطرّفة، الأمر الذي أدى إلى قرار دول عربية منها السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وأزهقت أعمال بناء ملاعب مونديال 2022 أرواح العديد من العاملين، ويبدو البريطاني زاك كوكس هو الأشهر، بعد سقوطه من بناء المنصة العالية لملعب خليفة الدولي مطلع العام الجاري، وبحسب تقارير صحفية دولية، فإن المهندس المعماري زاك كوكس قد هبط من ارتفاع 39 مترًا، الأمر الذي أدّى إلى وفاته في شهر كانون الثاني\يناير الماضي، وتصاعدت موجة الانتقادات الموجهة إلى منظمي كأس العالم 2022 بعد نتائج التحقيقات المخيبة في ملابسات وفاته عقب سقوطه من سطح ملعب خليفة في العاصمة القطرية الدوحة، أحد أهم الملاعب المخطط لها استضافة كأس العالم 2022، كما أظهرت عمليات التحقيق أدلة تشير إلى أنّ الآلاف من النيباليين الذين يشكلون أكبر مجموعة من العمال في الدولة الصغيرة يواجهون الاستغلال والإساءات للمشاركة في عمليات بناء وتشييد مشاريع المونديال، وأثارت سياسة التجاهل التي اتبعتها المؤسسات الحكومية القطرية في ملابسات وفاة العامل البريطاني انتقادات عديدة فيما يتعلق بحقوق العمال، في الوقت الذي تشير فيه التقارير الحقوقية إلى أنهم يعانون ظروفًا قاسية، كالعمل لمدة 18 ساعة يوميًّا، وعدم الحصول على أي يوم راحة طيلة 15 شهرًا مضت.

ويُذكر بأنّ الملف القطري قد واجه انتقادات عديدة فيما يتعلّق بحقوق العمال وهو ما حاولت قطر معالجته بإجراء عدد من الإصلاحات في قوانين العمل، لكن الجهات المعنية لم تعتبر ذلك كافيًا حيث يعاني آلاف العاملين في مشاريع قطر من ظروف مرعبة حسب تقارير لمنظمة العفو الدولية واتحاد النقابات والعديد من مؤسسات حقوق الإنسان، حيث تشير التقارير إلى وفاة 1000 عامل سنويًا في قطر مع توقعات بوصول العدد إلى 7000 حالة وفاة مع انطلاق البطولة في 2022.

ولجأت قطر إلى إسرائيل لإعداد حملة إعلامية مضادة، للهجوم الغربي على مونديال 2022 والمطالبة بسحبه، وهو ما يكشف العلاقة القوية بين دولة التطرّف وإسرائيل، وأعدت قناة "سبورت 5" الإسرائيلية، تقريرًا مطولًا عن قطر لدعمها في استضافة مونديال كأس العالم عام 2022، في أعقاب التقارير الغربية التي رجّحت سحب ملف المونديال منها بعد دعمها للتطرف في منطقة الشرق الأوسط، وقد بدأت القناة تقريرها بالحديث عن أنّ قطر تلك الدولة التي لا يتخطّى عدد سكانها 3 ملايين، وأنّها غنية بالنفط ما دفعها لاستضافة المونديال بعدما استضافة العديد من البطولات الرياضية السابقة، وواصل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر، اعترافاته برفضه فكرة منح دولة قطر تنظيم مونديال 2022، يأتي ذلك فيما تحيط الشبهات بالملف القطري، وسط مطالبات دولية مستمرة بحرمان الدوحة من تنظيم المونديال.

وأكدت تقارير أنّه في ظل التعنّت القطري تجاه المطالب الخليجية والعربية واستمرار مقاطعة الدوحة، فإن هناك 10 آثار سلبية قد تؤثر على استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022، في وقت تقدّر الإحصائيات أنّ زوار الدول المقاطعة يشكلون نحو 44% من إجمالي زوار الدولة، مشيرة إلى أنّ من ضمن الآثار المترتبة تأثّر تنفيذ مشاريع المونديال، وتأثر الموارد البشرية الخاصة، بالإضافة إلى مشاكل تمويل مشاريع المونديال التي تمّ تقسيمها ضمن 3 مراحل ونُشرت ضمن أبحاث علمية محكمة، ومن أهم الآثار السلبية للمقاطعة على مونديال 2022 هو تأثر تنفيذ المشاريع، فضلًا عن عرقلة الموارد البشرية الخاصة بالمشاريع وتراجع فرص التمويل، بالإضافة إلى تشوه الصورة الذهنية عن الدولة وصعوبة عقد معسكرات خارجية للمنتخبات وفشل خطط الفعاليات والوجهات السياحية وصعوبة الوصول إلى الأراضي القطرية، وتأثر الإمداد والدعم اللوجستي وصعوبة تنفيذ خطط تشغيل مرافق الفعاليات وتبديد إرث الفعالية وتلاشيها.