القطاع الخاص في غزة يُحذّر من إعلان "عصيان إقتصادي"

أطلقت مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني في المحافظات الجنوبية (غزة)، نداءً عاجلًا وصرخة في وجه العالم أجمع كي يتدارك الكارثة قبل وقوعها، وينقذ قطاع غزة قبل فوات الأوان. وحذَّرت المؤسسات في بيان لها، أن انهيار غزة ليس في مصلحة أحد، وأن كافة الأطراف ستتضرر جراء الانفجار المتوقع. وفي حال استمرار الأوضاع على حالها الراهن واستمرار الصمت الإقليمي والدولي على جريمة ذبح غزة وأهلها الصامدين، فإننا في مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني، سنضطر خلال وقت قريب جدا لإعلان العصيان الاقتصادي وإغلاق كافة المعابر ووقف حركة الاستيراد ودخول البضائع إلى قطاع غزة والتوقف عن دفع أي أموال لكافة الجهات.

وقال البيان ،"إننا باسم القطاعين التجاري والاقتصادي، وباسم آلاف المنشآت الاقتصادية وعشرات الآلاف من التجار ورجال الأعمال والصناعيين والمقاولين والزراعيين والناقلين والعاملين لديهم ، وفي ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة جراء الحصار الظالم الذي أحرق الأخضر واليابس منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وما أورثه ذلك من معاناة كبرى وتداعيات هائلة طالت مختلف أوجه الحياة داخل القطاع، وحولت حياة أهله وأبنائه إلى جحيم لا يطاق".

 وأَضاف البيان، "لقد اقترب قطاع غزة في كافة مناحيه وقطاعاته الحيوية من بلوغ نقطة الصفر، وبات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكامل المحتوم، ولم يعد هنالك أي مجال للصمت والسكوت، فغزة تحتضر، والانهيارات تتوالى اقتصاديا واجتماعيا وصحيا، والمشاريع الدولية تعطلت، والناس لا تجد لقمة الخبز، والعالم صامت صمت القبور، والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا رغم ما يتشدق به من قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وشعبنا في غزة يعيش بأسره اليوم في غرفة الإنعاش، ولسنا ممن يقبل الذل أو يرضى بالدنية أو يقبل على نفسه الموت البطيء، فنحن شعب أبيٌّ عزيزٌ كريمٌ لا ينحني أو يركع إلا لله، ولا يمكن أن يسمح لأحد أن يستخف به أو يتلاعب بمصيره ومقوماته، ويعبث بحاضره ومستقبل أطفاله".

وتابع البيان "ولا يخفي على أحد أننا في مؤسسات القطاع الخاص وبحكم مسؤوليتنا الوطنية العالية قد استنفزنا ما بوسعنا وبذلنا قصارى جهودنا في سبيل إنقاذ غزة من أوضاعها الكارثية، وقمنا بالعديد من الخطوات والإجراءات بهذا الخصوص، وأهمها مخاطبة السيد الرئيس محمود عباس منذ ثلاثة أشهر ووضعناه في صورة الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا في القطاع".

وبيّن البيان "لقد طالبنا بلقاء عاجل مع الرئيس وحتى هذه اللحظة لم نتلق الرد، كما قمنا بتنفيذ إضراب تجاري لمدة يوم واحد، وأوقفنا تنسيق دخول البضائع إلى قطاع غزة، ونظمنا وقفة احتجاجية أمام معبر بيت حانون، وذلك في محاولة لإيصال وتوجيه رسائل لجميع الأطراف، بدءا بإسرائيل، مرورا بدول الإقليم والمجتمع الدولي بدوله ومنظماته الأممية، وصولا إلى السلطة الفلسطينية وحركة حماس، إلا اننا فوجئنا بالجميع يشاهد بصمت مأساتنا ومعاناتنا ، بالاضافة إلى ازدياد التصعيدات الإسرائيلية من عدوانها وتهديداتها ضد شعبنا الأبي، وفرض السلطة المزيد من العقوبات الجماعية بحقه، وكأنّ أمر شعبنا والنكبة التي يعيشها اليوم لا تعني أحدا على الإطلاق".

‪أولا: نحذر العالم أجمع والأطراف كافة أن الانفجار قادم لا محالة ما لم يتم التدخل العاجل والسريع لوضع خطة لإنقاذ غزة وأهلها، فشعبنا لن يحتمل المزيد من الضغط والحصار، ولن يسمح لأبنائه وشبابه وتجاره وصانعيه ومقاوليه ومزارعيه أن يتحولوا إلى متسولين .

ثانيا: نحذر الحكومة الإسرائيلية من مغبة الاستمرار في تشديد الحصار وتضييق الخناق على غزة وأهلها، ونؤكد لها أننا شعب لا يستهوي العنف وإراقة الدماء، فنحن، كفلسطينيين، لا نطمح إلا في حياة كريمة أسوة بباقي شعوب العالم، و من هنا فإننا نحذر الحكومة الإسرائيلية من عواقب الاستمرار في تشديد الحصار فعليكم أن ترفعوا حصاركم عن غزة فورا، وتفتحوا المعابر، وتطلقوا العنان لحركة التجارة والصناعة والاقتصاد أن تعمل بكل حرية، وأن تسمحوا باستيراد وتصدير البضائع والمنتوجات من وإلى قطاع غزة وتسهيل حركة الأفراد ، وأن تحرصوا كل الحرص على أن يعيش أهل غزة حياة لائقة كريمة، وحينها تأكدوا أننا قد اقتربنا خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار للجميع لانه في حال استمرار الوضع على ما هوا عليه فإن شظايا وارتدادات الانفجار ستطال الجميع بدون استثناء.

ثالثا: ندعو الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة واللجنة الرباعية، والمجتمع الدولي ككل، إلى التحرك العاجل والتدخل السريع لإنقاذ غزة قبل فوات الأوان، وممارسة الضغط الجاد والحقيقي على إسرائيل من أجل إنهاء الحصار الجائر بشكل فوري، وفتح كافة معابر القطاع أمام حركة التجارة والبضائع والأفراد دون أي تأخير.

رابعا: ندعو الرئيس محمود عباس لوقف إجراءات العقاب الجماعي ضد أهالي القطاع بشكل فوري، والعدول عن إيقاف رواتب الموظفين، وعدم رهن حياة ومصير أكثر من مليوني فلسطيني لنوازع الخلاف والتناقضات والمناكفات السياسية والفصائلية، مؤكدين أن يجب على الرئيس أن يتحمل مسؤولياته الدينية والوطنية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه شعبه المحاصر المضطهد بغزة، لأن التاريخ لا يرحم، ولأن ذاكرة شعبنا لا تعرف النسيان.

خامساً: ندعو الإخوة في حماس على ضرورة احترام المواطن في قطاع غزة وحقه في العيش حياة طبيعية فيجب عليهم التمسك بالمصالحة وإزالة كافة المعيقات التي تحيل تحقيقها وانهاء الانقسام بشكل عاجل ليتمكن المواطن في قطاع غزة ان يعيش حياة طبيعية.

‪سادسا: ندعو فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي للتدخل العاجل لإنقاذ غزة قبل وقوع الانفجار بحكم مسؤوليات مصر التاريخية والقومية والعروبية ، وعمل كل ما من شأنه لرفع المعاناة عن كاهل شعبنا في غزة بالاضافة إلى العمل على انشاء منطقة تجارة حرة يتم من خلالها تنشيط حركة التبادل التجاري بين الشعبي.

سابعا: ندعو الإخوة في حركتي فتح وحماس للارتقاء إلى مستوى التحديات التاريخية التي نعيشها اليوم، وإنجاز الوحدة الوطنية والمصالحة الفورية، وإنهاء كل آثار الانقسام البغيض على أرض الواقع، وأن لا يكونوا سوطا يجلد ظهور أبناء ‪شعبهم، وسببا في زيادة معاناته