أبو ظبي - سعيد المهيري
تسابقت كبريات شركات التطوير العقاري في الدولة على منح العروض وتقديم أفضل الخيارات والصفقات لتملك وحدات سكنية بأسعار غير مسبوقة في تاريخ القطاع العقاري في أبوظبي والدولة خلال فعاليات معرض سيتي سكيب أبوظبي 2018.
وأعلنت الشركات عن عروض تملك وحدات سكنية بأسعار تبدأ من 250 ألف درهم للاستوديو و493 ألف درهم للغرفة وصالة، كما أعلنت خصومات بين 10 و15% خلال المعرض إضافة إلى تسهيلات في السداد، أبرزها التسديد بنظام قسط شهري بين 1500-2000 درهم لمدة 5 أعوام.
وخلال المعرض برزت شركات الدار العقارية وواحة الزاوية وماج وعزيزي وواحة الشارقة للتطوير وغيرها بمشاريعها لذوي الدخل المتوسط وشهدت أجنحة هذه الشركات إقبالا خلال اليومين الماضيين، وأبرمت مئات عقود الشراء التي وثقتها دائرة التخطيط العمراني والبلديات في أبوظبي على الفور وأصدرت لها سندات ملكية مبدئية.
إقبال هائل
وأكد فهد الكتبي نائب الرئيس التنفيذي لشركة الدار وجود طلب هائل على السكن الموجه لذوي الدخل المتوسط في أبوظبي بشكل خاص، لافتا إلى أن "الدار" باعت الأربعاء 290 وحدة سكنية من مشروعها الجديد "المرحلة الثانية للغدير" من إجمالي 611 وحدة بنسبة 47.5%، كما أن كل مشاريع الشركة التي أعلنت عنها خلال المرحلة الماضية للإسكان المتوسط مثل ذا بردجز وريفلكشن ووتر إيدج لاقت نسب مبيعات قياسية بين 60% و100%.
وأرجع الإقبال إلى معقولية الأسعار وانخفاضها مقابل تملك وحدة سكنية وبلاشك فإن التملك هنا أفضل كثيرا من الإيجار.
ويرى خلدون صالح الرئيس التنفيذي لشركة واحة الزاوية أن شركته ابتكرت نظام الدفع الشهري للوحدات السكنية بحيث لا يشعر المشتري بالعبء الكبير الذي يصيبه عندما يدفع نسبة مقدم كبيرة ودشنت الشركة طريقة جديدة للدفع تقوم على قسط شهري بقيمة 1500 درهم لمدة 3 أو 5 أعوام ثم يسدد المشتري بقية المبلغ على 5 أعوام أخرى دون فوائد.
وقال "الترويج لمشاريع السكن المتوسط يحتاج إلى آليات جديدة وبخاصة أن المشتري المستهدف يكون موظفا براتب محدود، ونشجع المشترين على تملك الوحدات بدلا من تأجيرها وطرحنا وحدات سكنية يبدأ سعرها بـ250 ألف درهم"، موضحا أن فكرة الأقساط الشهرية القليلة جذبت الكثير من المشترين وضاعفت مبيعات الشركة كما حدث مع مشاريع نسايم وأرياف، حيث بلغت المبيعات بين 90 و100% في أوقات قياسية.
وعرضت واحة الشارقة للتطوير العقاري في سيتي سكيب مشروعا في واجهة الشارقة البحرية، وعلقت لافتات على جناحها "شقة السعادة بـ2000 فقط"، وهذا المبلغ هو قيمة القسط الشهري الذي يدفعه المشتري، كما عرضت شركات ماج وعزيزي وحدات بين 490 ألف درهم و500 ألف درهم للوحدة غرف وصالة وعرضت شركات وحدات مماثلة بسعر 468 ألف درهم.
السوق تتغير
وقال موفق القداح رئيس مجلس إدارة مجموعة ماج، إن احتياجات السوق العقارية في الإمارات وليس أبوظبي في الوقت الحالي مختلفة عما كان سابقا، فالسوق لم تعد بحاجة بشكل كبير إلى مشاريع الإسكان الفاخر، كما أن هناك طلبا متزايدا على ما يسمى السكن المتوسط، ويضيف: "السوق تتغير بشكل جذري والتركيز ينصب على المشتري النهائي وهو المستفيد الفعلي والغالبية من المشترين يرغبون في الإقامة في الوحدات التي يتملكونها بدلا من أن يدفعوا أضعاف ثمنها في الإيجار".
ويؤكد مسعود العور رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة ميدالون، أن الإمارات بحاجة إلى استراتيجية تمويلية عقارية جديدة، مشيرا إلى أن الطلب على السكن الاقتصادي أو الموجه لذوي الدخل المتوسط سيتزايد بقوة خلال الأعوام المقبلة وبخاصة في أبوظبي، موضحا أن الإمارة أسست مشاريع صناعية وسياحية وترفيهية عملاقة تضيف عمالة تحتاج إلى سكن.
ويشير خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة الخليج العربي للاستثمار إلى ضرورة توافر تسهيلات ائتمانية لتسريع بيع وحدات السكن المتوسط، مؤكدا أن فئة صغار المستثمرين أو المشترين النهائيين بحاجة إلى توفر التمويلات اللازمة وبخاصة أن التملك لهم أفضل من الإيجار خلال الوقت الحالي.