الجزائر – ربيعة خريس
انطلقت, فعاليات الصالون الدولي للصناعة التقليدية في طبعته 21، الخميس, في قصر المعارض في الجزائر العاصمة، بمشاركة 410 حرفيين من بينهم 61 يمثلون بلدانًا عربية وأجنبية.
ويشارك في المعرض حرفيّون من الجزائر وتونس ومصر وسورية وفلسطين والهند وباكستان والسنيغال ومالي بالإضافة إلى حرفيي الجمهورية الصحراوية كضيف شرف لهذه الطبعة.
ويهدف الصالون الدولي 21 الذي يحمل هذه السنة شعار "الصناعة التقليدية في قلب الاقتصاد" إلى تعزيز وتسويق منتجات الصناعات التقليدية والفنية وجعلها تساهم في التنمية الاقتصادية..
وأشرف على افتتاح الصالون عدد من الوزراء الجزائريين, من بينهم وزير النقل الجزائري بوجمعة طلعي, ووزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريت رفقة وزيرة العلاقات مع البرلمان غنية ايداليا ووزير السياحة الجزائري عبد الوهاب نوري والوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية عائشة طاغابو.
وذكرت الوزيرة المنتدبة المُكلفة بالصناعات التقليدية, عائشة طاغابو, أنَّ "الصالون الدولي للصناعات التقليدية يعتبر من التظاهرات الكبرى التي يعرفها قطاع الصناعات التقليدية"، مضيفة أنَّها "تطمح لأن تكون هذه الطبعة في مستوى تطلعات الحرفيين والزوّار وأنها فرصة لكي يروج الحرفيون منتوجاتهم في فترة العطلة الربيعية".
وبرمجت على هامش فعاليات هذا الصالون ندوات فكرية حول عدة مواضيع من بينها "دور الصناعة التقليدية في تنمية الاقتصاد الوطني" و"الملكية الفكرية في مجال الصناعة التقليدية" إلى جانب"المشروع المتعلق بالتجمع المهني للحلي والمجوهرات لباتنة.
ووقف " اليمن اليوم " على المنتجات التقليدية التي تفننت أيادي جزائرية وأخرى عربية في تصميمها, محاولين تجسيد خيالهم على أرض الواقع بأفكار بسيطة, تمكنت من جذب أنظار الزوَّار, فمن الأثاث الخشبي وصولًا إلى أبسط تحف فنية تُستعمل في التزيين الداخلي للمنزل, كتلك المصنوعة من الخزف الملون واللوحات الحائطية المعروضة والتي تنقل كل واحدة منها حكايات عن التراث الجزائري كالرسومات الحائطية للطاسيلي والتي تلقى رواجًا كبيرًا بين الزبائن من ذوي الدخل الجيد بسبب غلاء أسعارها.
ومن اللوحات الحائطية وجمال التحف الفنية التي صُنعت بأنامل ذهبية, انتقل "اليمن اليوم" إلى جناح آخر خُصِّص للزربية التقليدية الجزائرية والمصنوعة يدويًا من مختلف محافظات الجزائر, وتلقب الزربية بـ " عروس " الجزائر في الصناعات التقليدية, تختلف صناعاتها من محافظة إلى أخرى، من أشهرها نجد زربية " غرداية " وزربية " قصر الشلالة " وزربية " بابار " وكذا زربية " قصر الشلالة " وزربية " النمامشة " و " المعاضيد ".
ورغم اختلاف الرسومات والألوان, التي تستعمل في نسجها, إلا أن كل ما يجسد عليها له ارتباطًا وثيقًا بالتراث كالحلي البربرية من أساور وأقراط و غيرها, وفي بعض الأحيان يجسد مبدعوها صور لشخصيات تاريخية قصد الإشادة بها. وغير بعيد عن هذا القسم, خصص جناح للملابس التقليدية الجزائرية التي يبدع مصممون جزائريون في تصميمها, أبرزهم المصممة الجزائرية حسيبة جمعي, وارتدى هذا الجناح حلة جملية جدا تعبر عن التراث الجزائري, وما زاد من روعة المنظر هو اعتماد العارضين على لبس الأبسة التقليدية الخاصة بكل منطقة, وعرضوا تصاميم راقية عن الملابس العاصمية والسطايفية والشاوية والقبائلية والترقية, وشهدت هذه الملابس في اليوم الأول إقبالا كبيرا عليها من طرف السيدات الجزائريات اللواتي لا يمكن لهن الاستغناء عن اللباس التقليدي خاصة في الأفراح والأعياد والمناسبات.
وعرض مصممو ومصممات المجوهرات, أجمل إبداعاتهم, فبين المجوهرات التقليدية التي تحكي تراث الجزائر والإكسسوارات العصرية التي تواكب آخر صيحات الموضة, وجدت الزائرة لهذا النجاح نفسها بين جمال التراث والموضة, ومن بين المصممات الجزائريات اللواتي صادفهن "العرب اليوم" المصممة الجزائرية سوسن بن حديد وشبارلي خديجة والمُصممة شايد نادية.
ولقد كان للقارة السمراء حضورًا قويًا في الجناح المُخصص للقسم الدولي, فمن ضرب الطبول الذي غاص بالزوار في أعماق الأدغال, إلى صور التماثيل الجميلة المصنوعة من خشب السنديان, إلى تونس التي عرفت مشاركة قوية في المعرض بالنظر إلى توجهها السياحي. حيث تزين قسمها بمختلف الملابس التقليدية والقفة التونسية المصنوعة يدويًا.