حضرموت - امير باعويضان
كشفت خاطبات رسمية وصور فوتوغرافية ، نشرها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، حجم التلوث البيئي وأضراره على أهالي منطقة "الغلاغيل عبول"، في مديرية غيل بن يمين النفطية في حضرموت، جنوب شرق اليمن.
وفي ظل صمت شركات النفط في المحافظة والجهات المعنية، أوضحت الخطابات بأن أهالي المنطقة، لجأوا إلى استخدام الطرق المشروعة ، للفت انتباه هذه الشركات، جراء الخطر البيئي الذي يهدد حياتهم وقتل الكثير منهم.
ويبدو أن هذه الشركات حاولت تعتيم معاناة سكان هذه المنطقة منذ وقت طويل، ولجأت لشراء ذمم بعض الصحافيين، ليتجاهلوا الكارثة البيئية التي تهدد المنطقة، وإخفاء الفضيحة التي تسببت بمقتل العشرات من السكان، وإظهار صورة كاذبة عن التزام هذه الشركات بالمعايير البيئية على حساب الألاف من أهالي مديرية غيل بن يمين.
ووجه أهالي المنطقة رسالتهم إلى محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك ، أفادت بأن الانفجارين اللذان وقعا في الأنبوب النفطي في كيلو 55، وكيلو 68 في عام 2014، تسببت في تضرر السكان نتيجة المواد السامة والملوثة التي تسربت، وذلك يعود إلى عدم استكمال شركة "بترومسيلة" للأعمال المترتبة على إزالة الخطر البيئي بعد الانفجارين، ولم تكن على مستوى المسؤولية المطروحة على عاتقها، حسب وصفهم.
وأضاف الأهالي أن التلوث وصل إلى مياه الشرب، وتسبب في انتشار أمراض مستعصية بين السكان، من بينها أورام السرطان والفشل الكلوي والتشوه الخلقي لدى الاطفال، إلى جانب نفوق الكثير من المواشي الخاصة بهم، في حين استهترت إدارة الشركة، بمناشداتهم، خلال الفترة الماضية.
وقال سعد القرزي إن التلوث الذي لحق بالمنطقة، تسبب في تشوه خلقي لأكثر من 15 طفلًا حتى الأن، بينما يعاني نحو 25 شخصًا من فشل في وظائف الكلى وأورام سرطانية، بينما توفي الكثير من السكان بشكل مفاجئ بعد حادثة الأنفجار.
وأكد الأهالي أن مخلفات الانفجارين من المواد السامة انتقلت عبر مجاري السيول، إلى تجمعات المياه في مناطق وقرى تبعد مسافات بعيدة عن منطقة "الغلاغيل عبول" ، وهو ما يهدد حياة البدو الرحل، وسكان القرى والمناطق المجاورة، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية، قد تهلك حياة الألاف في كامل المديرية.
وتعد مديرية غيل بن يمين في حضرموت، واحدة من أهم المناطق النفطية، في المحافظة، وتنقب فيها عدد من الشركات العالمية، موزعة على قطاعات نفطية عدة ممتدة على كامل المديرية.
وتعد قضية التلوث البيئي إضافة غير متوقعه، إلى معاناة أهالي غيل بن يمين، باعتبارها أحد أهم مديرية حضرموت الغنية بالنفط ، لأن معظم سكانها يعانون من تدني حاد في مستوى المعيشة، وتعاني المديرية من نقص حاد في الخدمات الأساسية والصحية، والبنية التحتية، مما دفع أهلها إلى مطالبة الشركات والسلطات المحلية منذ أعوام ، بتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية، وتوفير فرص عمل لأبناءهم، في الوقت الذي تبادل الشركات والسلطات المحلية، هذه المطالب، بوعود وهمية، لم ينفذ منها، ما يحسن حالة المديرية وسكانها.
وعلى الجهة الساحلية من حضرموت، يذكر أن سواحل عاصمة المحافظة، "المكلا"، تعرضت إلى تلوث بيئي في يوليو/تموز 2013، بعد أن جنحت الناقلة النفطية "شامبيون 1" على سواحل المدينة، وتسرب منها أطنان من مادة "المازوت"، أدت إلى تلوث الشواطئ ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك، استمرت لشهور، قبل أن تنجح جهود محلية، بمساعدة دولية من تنظيف السواحل وإزالة خطر التلوث.