القاهرة - سارة رفعت
انتشرت منذ فترة مسلسلات "السيت كوم"، وحقق البعض منها نجاحا كبيرا، ومنها: "راجل وست ستات، وتامر وشوقية، والباب في الباب وحرمت يا بابا" وغيرها، إلا أنها اختفت منذ أكثر من عام على نحو واضح، و"اليمن اليوم" يكشف عن سبب اختفاء هذه الظاهرة في التحقيق التالي من وجهه نظر النقاد.
ففي البداية، أكد الناقد نادر عدلي، أن اختفاء مسلسلات "السيت كوم" في الوقت الحالي يرجع إلى عدة أسباب منها افتقار الأفكار فقد كانت معظم هذه الأعمال قائمة على تمصير الأعمال الأجنبية وتحويلها إلى مصرية مثل "سيت كوم" "الباب ف الباب". وتابع قائلا: وأيضا الأعمال التي لم تكن مستنسخة كانت بها نوع من الاستخفاف بعقول المشاهدين وافتعال الكوميديا وانعدام القصة الدرامية والمضمون الدرامي الذي ينجذب إليه المشاهدين، وبمرور الوقت اختفت تلك الظاهرة لتظهر الكثير من الظواهر الاخرى.
وقال الناقد الفني طارق الشناوي، أن نجاح هذه النوعية من المسلسلات في بدايتها، كان لأن الجمهور في حاجة ماسة للضحكة، ولا يمكننا أن ننكر أن هذه المسلسلات كشفت لنا عن مواهب شابة سواء في التمثيل أو الإخراج والسيناريو، وهذه المواهب كانت تستحق الفرصة وانطلقت بعدها ومنهم الفنان سامح حسين في "راجل و6 ستات"، وأحمد مكي في "تامر وشوقية". وأشار إلى أن عدم استمرار "السيت كوم"، جاء بسبب عدم وجود كتابات جادة ومنطقية تحترم عقل الجمهور وتبتعد عن التكرار والمصطلحات المحفوظة.
وفي ذات السياق، أوضحت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أن تراجع مستوى "السيت كوم" وافتقاده للقصة والاستسهال، واعتماده فقط على الاستظراف أدى إلى اختفائه. وأكدت أن مسلسلات "السيت كوم" بدأت في الانتشار حينما اعتقد بعض المنتجين أنها سهلة وسريعة وممكن إنجازها دون مجهود، وتحقيق كثير من الربح من خلالها، وبدأ الكثيرون يتجهون نحو إنتاج مسلسلات "سيت كوم" رديئة المستوى فكانت النتيجة خسارة فادحة وانصراف الجمهور عن مشاهدتها.
وأضاف أن مسلسلات "السيت كوم" تستطيع العودة بنجاح مرة أخرى إذا وُجد من يهتم بكتابة مواضيع جديدة، وممثلون أكفاء وجهد إنتاجي واضح بعيدا عن النظرة التجارية البحتة التي تجرّد أي عمل من مزاياه. وأشارت الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن فكرة مسلسلات "السيت كوم"، تم اقتباسها من المسلسل الأميركي الشهير "الأصدقاء"، ولكنها لم تحقق النجاح الحقيقي في مصر، إلا من خلال أعمال قليلة فقط، تركت انطباعاً إيجابياً لدى المشاهد، وربما يعود فشل تجارب مماثلة إلى عدم الدقة في التنفيذ، واختيار ممثلين لا يمتلكون خفة الظل التي تؤهلهم للاستحواذ على انتباه المشاهد.
وقال الفنان أشرف عبد الباقي، إن هذة النوعية من المسلسلات الهدف منها رسم الضحكة على وجه الجمهور، ولكن هذا ليس أمرا سهلا كما يعتقد البعض، فلكي يخرج المسلسل بشكل ناجح وجاذب للجمهور لا بد من وجود كاتب جيد وسيناريو شيق وكوميدي. وأضاف أن هذه النوعية حققت نجاحا كبيرا، فهي لم تختفي ولكننا ننتظر التناول الجيد الذي لا يستخف بعقول المشاهدين، وقد قدمت مسلسل "راجل وست ستات" على مدار عشر أجزاء، وحقق نجاحا كبيرا، وطالب الكثير من الجمهور بأجزاء أخرى منه، بخاصة بعد عودة الفنان سامح حسين له.
كما أن هناك نماذج أخرى من هذه المسلسلات التي حققت أيضا نجاحا كبيرا منها "تامر وشوقية"، و"الباب في الباب" مؤكدا أن قلة مسلسلات "السيت كوم" لفترة لا يعني اختفائها، فهذه كانت ظاهرة حديثة في بدايتها وحققت نجاحا كبيرا، وانطفأ بريقها نظرا لعدم اختيار الموضوع الجيد الذي يناقشه المسلسل.