فيلم "الأم "

أصرّ نجوم سورية من فنانين ومؤلفين ومخرجين، رغم حالة الحرب المستمرة منذ 7 أعوام، على الاستمرار في دعم الفن وعرض قضيّتهم العادلة، وأصبح الفيلم السوري خير سفير ينقل ألم ووجع المواطن الذين لم يغادر البلاد، والأحداث التي لا تنقلها نشرات الأخبار، وحرصت المؤسسة العامة للسينما، وهي الجهة الوحيدة التي تنتج الأفلام هناك، أن ترصد ميزانية سنوية تقدر بحوالي مليون و200 ألف دولار لإنتاج أفلام روائية طويلة وقصيرة تتحدث عن الحرب السورية.

وأكّد رئيس المؤسسة العامة للسينما، مراد شاهين، أنّ المؤسّسة لم تتوقّف عن الإنتاج في سنوات الحرب، حيث بلغ إجمالي ما أنتجته المؤسسة في 7 سنوات حوالي 42 فيلمًا روائيًا منهم 22 فيلمًا طويلًا و20 فيلمًا قصيرًا، بجانب مشاريع دعم الشباب والتي وصلت إلى 60 فيلمًا بإجمالي 8 ملايين و400 ألف دولار خلال سنوات الحرب، مشيرًا إلى أنّهم لا يرفضون أي فيلم يقدم له، طالما يدافع عن الهوية السورية ويدعم القضية السورية

وبيّن المخرج باسل الخطيب، أنّ الأولوية في أفلامه إلى المواطنين الذين لم يغادروا سورية وقت الحرب ومعظم قصص أفلامه قائمه على قصص حقيقية حدثت ومازالت تحدث في قرى ومدن سورية التي سيطر عليها المتطرّفين، مشيرًا إلى أنه قدم عبر سنوات الحرب أفلام "مريم" و"الأم" و"سوريون" وأخيرًا "الأب" وشارك بهم في مهرجانات دولية على مستوى العالم العربي وحصلوا على جوائز عدة، أخرها مهرجان الإسكندرية.

وأشار الخطيب إلى أنه يحرص على تصوير أفلامه كلها داخل الأراضي السورية حتى يكون هناك مصداقية لما يقدمه وهذا رغم المخاطر التي يواجهها هناك ودرجة الحرارة التي تصل في الشتاء ل10  تحت الصفر كما يستعين بأشخاص عاشوا مآسي الحرب السورية، وأكّد الفنان السوري محمد الأحمد، أنّ ما تقدمه السينما السورية هو نقطة في بحر معاناة الشعب السوري فهناك عشرات ومئات وآلاف القصص المأساوية التي تصلح أن تقدم على الشاشة وهو سعيد أن يكون مساهم ولو بشيء بسيط في التوثيق لهذه المرحلة الصعبة التي تعيشها بلده، وعلى المستوى النقدي ترى الناقد خيرية البشلاوي أن السينما السورية تعكس حالة الموطن السوري وتأثير الحرب عليه وتقوم بالدور المنوط أن يقوم به الفيلم في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها سوريا فالكاميرا لا يقل دورها عن التحليل السياسي الذي يقوم به المحللون السياسيون للوضع الراهن في المنطقة بل على العكس تنقل جانب إنساني لا يلتفت إليه كثيرا في نشرات الأخبار، وتتفق مع الرأي السابق الناقدة ماجدة موريس مشيرة إلى أن الفيلم السوري نقل بدقة شديدة ما يحدث في سوريا وكون المؤسسة العامة للسينما مستمرة في إنتاج الأفلام فهو شيء تستحق أن نوجه لها الشكر عليه في ظل حالة الحرب، وأبدت موريس إعجابها بتجارب مخرجين مثل عبداللطيف عبدالحميد وجود سعيد وباسل الخطيب حيث تحظى أفلامهم باهتمام دولي في المهرجانات الفنية