مسلسل خلف الشمس

تميّز موسم رمضان الدرامي هذا العام بغزارة الإنتاج، وامتلأت الشاشات اليمنية بمسلسلات وبرامج أثارت نقاشا واسعا بين الجُمهور، ما بين ساخط ومُعجب.“ليالي الجحملية”، و”عيال قحطان”، و”خلف الشمس”، و”كابتشينو” وغيرها من المسلسلات التي تم عرضها خلال ليالي شهر رمضان، أثارت اهتمام الجُمهور، ونالها كثير من النّقد في مواقع التواصل الاجتماعي.

يرى بعض النّقاد أن الإنتاج الفني -هذا العام- شهد نقلة نوعية من حيث الجوانب الفنيّة، لكن أبرز ما تعانيه الدراما اليمنية هو ركاكة السيناريوهات المكتوبة، وعدم بروز كُتاب محترفين طوال الفترة الماضية، بالإضافة إلى سُوء الأداء في الطاقم التمثيلي لبعض هذه الأعمال.

احتكار الدراما

وعن موقع الدراما اليمنية في سوق الإنتاج والمنافسة التلفزيونية، يلفت الممثل والمخرج قاسم عمر إلى أن الدراما اليمنية على مدى أربعة عقود كانت محتكرة في القطاع الحكومي.

وأضاف عمر، خلال حديثه لبرنامج “المساء اليمني” على قناة “بلقيس”، مساء أمس، أنه “على مدى الثلاثة العقود الماضية، لم يكن هناك شركات إنتاج”، مشيرا إلى أن “الدراما في السابق كانت محتكرة في القطاع العام”.

ويوضح عمر أن “شركات الإنتاج في اليمن بدأت بالظهور في العقد الرابع الأخير، حيث بدأت شركات الإنتاج بطَرق أبواب جديدة في التعامل مع الحركة الفنية، وبدأ من خلالها الشباب في الاعتماد على أنفسهم بدلا من الاعتماد على الدولة”.

ويتابع موضحا: “في السابق، كان رأس المال يفكِّر في المواد الاستهلاكية، لكنّه الآن أصبح يفكِّر بوعي أكثر، وبدأ الإنتاج يزيد ويتطوّر”.

ويلفت إلى أن “العملية الإنتاجية -خلال العشر السنوات الأخيرة- بدأت تتطوّر أكثر، وبدأ المُنتِج الفني يدرك معنى إنتاج الأعمال الفنية الدرامية والإعلامية، والحفلات الفنية”.

وعن تأثير احتكار الحكومة للدراما، في السابق، على سوق الإنتاج، يؤكد الممثل عمر أن “احتكار الحكومة للدراما في السابق أثر سلبا على الدراما اليمنية، كون الجانب الحكومي كان يركز فقط على تبنّي وجهة نظر النظام الحاكم”.

ويضيف: “كانت الدولة، في السابق، تسخّر إمكانيات هائلة للجانب الإعلامي لإنجاز أعمال تعبِّر عن وجهة نظر النظام، بعكس الواقع الآن، حيث بدأت الشركات والأشخاص في تقديم وجهات النظر، والتناسب بين الجهات والأفكار”.

جدل ونقد

وبخصوص الجدل الذي دار على وسائل التواصل الاجتماعي حول المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم، ترى الكاتبة والناقدة هدى جعفر أن الجدل الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي حول الدراما اليمنية هو “تصرف إيجابي وحراك محمود بغضّ النظر عن محتواه”.

وتضيف أن “هذا الجدل من شأنه أن يحسن مستوى الدراما في اليمن”، مشيرة إلى أن “الدراما عقبة في وجه الجمهور اليمني، والجمهور اليمني عقبة أيضا في وجه صُناع الدراما”.

وتفيد أنه “على مدى أربعين عاما من عمر الدراما اليمنية، لم يكن هناك نقد فني متخصص، وبالتالي هناك مشكلة ليس فقط في صُناع الدراما، بل هناك مشكلة أيضا في الجمهور اليمني”.

وبشأن ما إذا كان هناك تأثير للجمهور على صناعة الإنتاج التلفزيوني، ترى الكاتبة جعفر أنه “من المبكّر القول أن الجُمهور سوف يؤثر بشكل مباشر على صُناع الدراما، كون اهتمام الجمهور بالدراما بدأ حديثا”، حد قولها.

وتستدرك جعفر القول وتفيد أن “صُناع الدراما اليمنية يسمعون، وينصتون لما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي نحو الدراما، وبالتالي سيكون هناك تأثير لهذا الجُمهور على صُناع الدراما مع مرور الزمن”.

وتحدثت جعفر عن المشاكل التي تعانيها الدراما اليمنية، مؤكدة أن “المشكلة التي تعانيها الدراما اليمنية بدرجة أساسية هي غياب النص الجيد، كون النص الجيد هو أحد أبرز سمات الدراما”، موضحة أن “المشاكل التي تواجه الدراما اليمنية هي نتاج لتاريخ طويل ومعقّد من الفساد والتهميش الحكومي، تتداخل فيه السياسة والاجتماع، وحتى الموقع الجغرافي لليمن”.

وعن الجديد الذي حققته المسلسلات اليمنية في هذا الموسم، يرى الإعلامي أسامة محمود أن “هناك قفزة نوعية في الجانب الفني في إنتاجات هذا العام”.

ويضيف أن “الجديد في الموضوع هو النقلة أو القفزة النوعية في مجال الصورة أو في المجال الفني بشكل عام”.

ويشير إلى أن “الفيد باك (رأي الجمهور) أصبح أكثر تأثيرا، وبات صوت الجمهور يصل إلى مدراء القنوات والمنتجين”.

ويلفت إلى أنه “في السابق، كان الإنتاج محصورا في الإنتاج الحكومي، وبالتالي الشغل الحكومي كان محصورا بأدوات الحكومة وخاضعا لبروقراطية الحكومية ومزاجا وزارة الثقافة والإدارة العامة للتلفزيون”.

بدوره، يقول المخرج السينمائي، يوسف الصباحي، إن أهم ما لفت انتباهه في الإنتاج الدرامي لهذا الموسم هي المنافسة، بغض النظر عن جودة الأعمال وتعددها.

ويرى الصباحي أن المنافسة وتعدد الأعمال شيء جميل، سيساهم في تطور الإنتاج الدرامي.

ويستدرك الصباحي القول ويوضح أن التطور في الجانب التقني ليس مهما، كون الجانب التقني شيء ثانوي وليس أساسي، بخلاف التطور في جانب النص والأداء.

ويضيف : “رغم التطور التقني، إلا أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الدراما اليمنية ما زالت تتمثل في النص المكتوب والموزون والممثلين”.

ويستبعد الصباحي حدوث نقلة نوعية في الدراما اليمنية “ما لم يكن هناك ورش تدريب للمثلين والكوادر وتوفر النص الجيد”.

قد يهمك ايضا:

الدراما اليمنية سخط شعبي واسع في الموسم الرمضاني

"خلف الشمس" العمل الدرامي الأكثر واقعية واقترابا من هموم الشعب اليمني