بيروت - غنوة دريان
واجه عددًا كبيرًا من الأفلام العربية المنع من العرض على شاشات السينما المحلية ، وأبرزها الأفلام المصرية، إذ يخوض صناع السينما في مصر، معارك مستمرة مع الرقابة التي تضع المنع تحت خطوط "خدش للحياء".
ويبقى التساؤل عما إذا كان المنع تقييد للإبداع أو ضبط لما يعرض من أفلام حفاظًا على التقاليد العامة ، فقد قال الناقد الفني محمد حجازي إنه ليس جديدًا على الرقابة منع أفلام من العرض ، لها تاريخ طويل في ذلك، ولا بد أن نكون مع الحرية المسؤولة ، لكن على الرقابة أن تعي أن الجمهور يقوم بشراء تذاكر السينما ليشاهد ما يريده.
ورأى حجازي أنه كلما منعت الرقابة فيلمًا من العرض بحجة "خدش الحياء" أو "الإثارة الجنسية"، انتشر الفيلم بشكل أكبر، كما حصل مع "حلاوة روح" الذي سبق ومنعه رئيس الوزراء المصري السابق، وحين سألوه عن أسباب المنع وهل شاهد الفيلم أم لا، قال "لم أره لكنني سمعت عنه".
وأضاف حجازي "هذا أمرٌ يؤكد شيئًا مهمًا وهو أن الرقابة لا تراقب بشكل جيد، فكيف يتم منع فيلم وصاحب القرار لم يره ويحكم عليه حكمًا فنيًا شاملًا ، وهناك مشكلة حقيقة لدى صناع السينما العربية ، فلا يوظفون تلك المشاهد بشكل يخدم أحداث العمل السينمائي ، أو في إطار سياق درامي".
وتابع ججازي "لابد أن تكون هناك رقابة مسؤولة، لا تمنع إبداعًا من العرض، ووضع ميثاق شرف سينمائي يراعي ضوابط الفن وتركيبة المجتمع ، كالشعوب العربية، ويراعى أيضًا أننا نعيش في عصر مفتوح يستطيع الشباب رؤية ما يريدون عبر الإنترنت".
وبدأت الحرب بين الرقابة والسينما العربية مبكرًا ، فقد منعت العديد من الأفلام، أشهرها "أبي فوق الشجرة" ، ويذهب عادل "عبد الحليم حافظ" إلى الاسكندرية لقضاء عطلة الصيف، وهناك يتعرف إلى فردوس "نادية لطفي" ، وهي راقصة ، ثم يلحق والد عادل "عماد حمدي" إبنه، فتوقع به راقصة ، طلبت منها فردوس ذلك كي لا يتمكن من إعادة عادل ، لكن الإبن يتمكن من إنقاذ والده ويعودان معًا ، تاركًا فردوس ومستنقعها.
الفيلم أنتج عام 1969 للمخرج حسين كمال، وقصة وسيناريو وحوار "إحسان عبد القدوس" ، وعرض في السينما إلى 53 أسبوعًا ، وحقق إيرادات عالية، لكن الرقابة صنفته "للكبار فقط"، ومنعت عرضه على شاشات التلفزيون، نظرًا لما يحتويه من قبلات ومشاهد ساخنة.
"حمام الملاطيلي" ، ينتقل "أحمد"، الذي يجسده الفنان "محمد العربي" إلى القاهرة، بعد تخرجه من الثانوية العامة ، يجد عملًا مع دراسته الجامعية، ليدخل إلى عالم آخر يستقطبه ، فيضيع بين رجل يحاول إغواءه لممارسة الجنس معه، جسد دوره الفنان "يوسف شعبان" ، وبين نعيمة، جسدتها "شمس البارودي" ، وهي فتاة الليل التي أحبها وأحبته ، وأقاما علاقة جنسية.
"فيلم حمام الملاطيلي" أنتج عام 1973 للمخرج صلاح أبو سيف، والمؤلف محسن زايد ، ومنعته الجهات الرقابية لاحتوائه على مشاهد جنسية واضحة، وما عرضه من حياة المثليين ، وبعد أن حذفت تلك المشاهد، عرض في السينما في التسعينيات، ومع ذلك يظل ممنوعًا من العرض تلفزيونيًا حتى الآن.
"ذئاب لا تأكل اللحم" ، يحكي الفيلم قصة صحافي يجسده "عزت العلايلي"، يتحول إلى مراسل حربي، فيرى فساد الأنظمة السياسية، ويتحول إلى مهرب ويسافر إلى الكويت ليقابل حبيبته ثريا "ناهد شريف"، التي تزوجت من رجل أعمال كويتي، وتطورت أحداث الفيلم في هذا السياق ، ويعد ظهور ناهد شريف عارية تمامًا في أحد المشاهد، هو ما جعل الفيلم يصنف أنه فيلم إباحي، ومنع من العرض في الدول العربية.
صورت مشاهد الفيلم في الكويت وهو من تأليف وإخراج المخرج اللبناني سمير خوري، وشارك في التمثيل الفنانة إيمان والكويتيان علي المفيدي وخالد عبدالله.
فيلم terra incognita أو الأرض المجهولة، أنتج عام 2002 من إخراج "غسان سهلب" ، تدور أحداثه حول شباب لبنانيين يحاولون التخلص من آثار الحروب التي مروا بها وخسروا فيها الكثير ، وتتمحور الأحداث حول ثريا "كارول عبود"، شابة تعمل مرشدة سياحية تتحدث الفرنسية، ترشد السياح الأجانب وتخبرهم عن تاريخ لبنان ومواقعه الأثرية، وكل طموحها كالعديد من الشباب اللبناني ما بعد الحرب، هو الهروب من تلك الآثار وما خلفته، بالحصول على فيزا للهجرة ، وأثناء انتظارها لتحقيق هذا الطموح، تقيم علاقات جنسية عابرة مع شباب تتعرف إليهم في المقاهي والشوارع. ومع ذلك لا تستطيع أن تتخلص من حزنها ويأسها ، ثم يعود حبيبها السابق طارق" ربيع مروة" إلى لبنان، وبينما هو حائر بين البقاء والرحيل مرة أخرى، تكون ثريا قد انتزعته من فكرها وقلبها.
"درب الهوا" الشهير بمقولة "أنا عايز واحدة تهزئني ...تهزئني ...تهزئني" ، وكان عبد الحفيظ باشا طوسون، الذي جسده "حسن عابدين"، يردد تلك الكلمات كلما ذهب إلى "درب الهوا"، ليمارس الجنس مع إحدى فتيات الليل ، وكونه مريضاً بالماسوشية، لا يستطيع إكمال العملية الجنسية إن لم تسبه المرأة وتنعته بالحيوان.
كان يتم ذلك في لوكاندة "البرنسيسات"، التي أنشأتها حسنية "شويكار"، لتكن سوقًا خاصاً للدعارة، جمعت فيه بنات الليل وتبيع أجسادهن إلى الزبائن، من أهمهن زينات "أمل ابراهيم" وأوهام "يسرا" وسميحة "مديحة كامل".
ويتعرف عبدالعزيز إلى أوهام ويعجب بها وتبادله الحب، ثم يخاف من بطش خاله فيتم زواجه بإبنته، ويوم الزفاف يفضح الباشا أهم زبائن اللوكاندة، ويهرب ليذهب إلى أوهام فيجدها مذبوحة، فقد قتلها شقيقها بعد خروجه من السجن انتقامًا لشرفه.
أنتج الفيلم عام 1983 وبعد عرضه بستة أسابيع صدر قرار وزاري بسحبه ومنع لعرضه سوق الدعارة، إلى أن عاد إلى الشاشة الكبيرة عام 1991.
Beirut Hotel"" ، وتعد زها "دارين حمزة" مغنية شابة تحاول التحرر والتخلص من زواجها، وأثناء ذلك تلتقي بماثيو "شارل برلينغ" الفرنسي، الذي أتى بيروت مؤخرًا ، ويتهم باشتراكه في أعمال جاسوسية، ورغم ذلك تجمعهما قصه حب.
أنتج الفيلم عام 2011 وتم عرضه في مهرجان لوكارنو السينمائي ، وهو من إخراج وتأليف دانيال عربيد، وشارك في بطولته فادي أبي سمرا ورودني الحداد.
"المذنبون" من أبرز الأفلام المصرية التي منعت بسبب الجنس "فيلم المذنبون" الذي أنتج عام 1975، من إخراج سعيد مرزوق، وتأليف نجيب محفوظ وبطولة حسين فهمي وزبيدة ثروت، وكمال الشناوي وسهير رمزي، التي قدمت فيه مشاهد جنسية خارجة عن المألوف حينها.
"العقرب" ، هبة "شريهان" يتبناها طارق "كمال الشناوي " وزوجته ناهد "رجاء الجداوي" من أحد الملاجئ، لتعيش حياة ثرية بدلًا من التشرد بالملجأ، وتقيم علاقة مع حسين "أشرف طلبه" السائق الخاص بهما، ويخون الأب زوجته ناهد مع زوجة صديقه فتطلب الطلاق منه.
بينما هبة تريد قتل ناهد بعدما اكتشفت أنها أبنتها بالتبني وتحرض السائق على قتلها، واتهام صديقها ماهر "صلاح قابيل" الرسام بالجريمة ، ثم تكتشف أن الرسام هو والدها الحقيقي ، وأن ناهد والدتها الحقيقية من خلال علاقة غير شرعية ، والفيلم من إخراج عادل عوض، وإنتاج عام 1990، ومنع من العرض لاحتوائه على مشاهد جريئة.
وأنتج فيلمhelp"" عام 2008 من إخراج مارك أبي راشد ويحكي عن عالم المثلية الجنسية والدعارة في لبنان ، وتدور أحداث الفيلم حول علي "حسين معتوق"، طفل يعيش في إطار سيارة في باحة قطع غيار السيارات في الشارع، ويسرق ليستطيع العيش ن ويقابل ثريا "جوانا أندراوس"، بائعة جنس، ويجمعهما الحب ثم يعترض طريقها شخص، فتلجأ إلى صديقها الذي تعيش معه وهو مثلي الجنس ليحميها منه ، وفي أحد المشاهد تظهر ثريا عارية تمامًا ويظهر عضوها الانثوي، مما تسبب في هجوم شديد على الفيلم وتم منعه بقرار من الرقابة اللبنانية.
"الزين اللي فيك" ، بعد تداول بعض المقاطع من الفيلم المغربي "الزين اللي فيك"عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض الفيلم وصناعه إلى هجومًا شديدًا من الجمهور المغربي، مما دفع الحكومة إلى منع عرضه، رغم حصوله على جائزة "فالوا" الذهبية في المهرجان الفرنكوفوني في جنوب غرب فرنسا ، وعرضه في مهرجان كان ، ولكنه ما زال ممنوعًا من العرض في المغرب حتى الآن ، وتدور أحداث الفيلم حول الدعارة في المغرب من خلال حياة أربعة سيدات يمارسن الدعارة في سهرات حمراء، يكثر فيها الرقص والإيحاءات الجنسية المثيرة ، الفيلم أنتج عام 2015، من تأليف وإخراج نعيم عيوش، وبطولة لبنى أبيضار وأسماء لزرق وعبدالله ديان وأمين الناجي.