صنعاء - اليمن اليوم
كعادتها قناة السعيدة تفاجئ جمهورها بعمل دراميا فاق كل التوقعات، مسلسل جمع في أحداثه ومشاهدة بين الدراما الاجتماعية والاكشن والكوميديا..رغم كل الصعوبات ووعورة المنطقة، وتجربة التصوير تحت الماء لأول مرة، والإرهاق البادي على أبطال المسلسل إلا أنهم كانوا قد المسؤولية، حيث استطاعوا أن يأدوا أدوارهم على اكمل وجه واجتذاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين وتحقيق اكبر نسبة مشاهدة..
لقد استطاعت قناة السعيدة أن تنقل الدراما اليمنية نقلة نوعية من الرتابة والنوع الذي اعتاد المشاهد اليمني عليه، الى عمل جديد ومشاهد جديدة لم نرى معظمها من قبل. وهذا يدل على حنكة المخرج الاستاذ وليد العلفي وسعة مداركة وخياله الواسع ومساعدة الفنانين الرائعين خالد البحري وعبدالله يحيى.
لقد أبهرنا أداء الممثلين الرائع، حيث شدوا انتباهنا بقوة نحو الاحداث واستطاعوا أن يعيشوا أدوارهم ويأدوها بكل أحاسيسهم بحنكة وقوة رغم أن بعضهم يعتبر ظهوره الاول في عمل ضخم كـ خلف الشمس.
إن ما أثار اعجابي بشدة، حرص القناة والقائمين عن العمل في اختيار الممثلين والتنوع الجميل الذي لم تراه من قبل بهذا التوسع، حيث كان أول عمل يجمع خليط من أطياف المجتمع اليمني الكبير، لا أقصد كأسماء ممثلين وإنما كشخصيات وأدوار في العمل ذاته.. رأينا العدني والتعزي والحضرمي والصنعاني والبدوي والضالعي والأبّي، أيضاً رأينا الشباب المندفع الطائش خلف أحلامه، والشاب المبدع الذي لم يجد من يشجعه في بلده فاضطر لعرض إبداعه لغير بلده، رأينا بائع البسطة والشاب الشاقي والضابط الجاد والملهم، راينا الصحفية الطموحة والطبيب الشريف، راينا الشباب الرياضي والزوجة المتسلطة، راينا الفتاة المظلومة التي لم تجد من يسمعها من اقرب المقربين، والشيخ المتدين مرجع الطمأنينة، رأينا الزوجين المتفاهمين رغم بساطتهما، والتاجر الجشع الذي نصب عليهما مستغل عفويتهما، وكل شخصية منها تحمل في طياتها رسائل عميقة وتحكي واقع مرير يعيشه اليمني منذ اندلاع الحرب الظالمة..
لقد استطاع المخرج والمؤلفون أن يجعلوا كل شخصية أساسية بحد ذاتها، ولم يكن وجودها عبثا أو اعتباطا.. نعم نجد جهد كبير للمؤلف في تخيل كل تلك الشخصيات وأن يعيش واقعها بخيال واسعا جعل من احداث المسلسل متناسقة ومترابطة ومقنعة للمشاهد خلف الشاشة، الذي ظل طيلة حلقاتها يتسائل ويحلل ويتشوق..
ولا شك – رغم هذا الزخم الذي أحدثة المسلسل – أن يوجد خطأ وقصور هنا أو هناك, وهذا دأب أي عمل ناجح، ولكن مهما كانت تلك الاخطاء والقصور فهي لم تحدث شرخاً في مجمل احداث المسلسل ولم تأثر عليه، بل لن ينتبه إليها – ان وجدت – سوى المهتمين والمتخصصين، فالإيجابيات أنستنا اي تقصير أو اخطاء لا تعيب العمل ذاته..
انتهى المسلسل باكرا، وأحدث صدمة كبيرة لدى الجمهور الذي لا يريد لهذا المسلسل أن ينتهي فيحرموا المتعة التي صنعها لهم.. واتوقع شخصياً من مشاهدة حلقته الاخيرة، أن يتبعه جزء ثانِ يكمل مسيرة أولئك اللاجئون بعد خروجهم من الجزيرة.. فكما نعلم جميعا إن رحلة لجوء ونزوح اليمنيون في الواقع المرير لم تكتمل بعد..
قبل الختام أهنئ جميع الممثلين الرائعين في مسلسل “خلف الشمس” على أدائهم الرائع، واسمحوا لي أن اخص بالشكر للفنان المتألق الجميل ودينمو الاكشن الاستاذ عبدالله يحيى إبراهيم – ومن شابه اباه ما ظلم – الذي لم يكن ممثلا أو بطلا للمسلسل فحسب، بل كان وجوده مكملا لأدوار الجميع وعاملا مساعدا لنجاحهم جميعا في دائرة تكاملية جميلة.. وكذا إبداع وتألق الفنان الكوميدي مبروك متاش في شخصية كاجو الذي أصبح اسمه أيقونة لدى الصغير والكبير.. كاجووو..
تمنيت أن اتحدث بإسهاب عن كل شخصية من ممثلي “خلف الشمس” لأني لم أعطهم حقهم في هذا المقال فالوقت والمكان لايسمحان.. وأختصرها واقولها بفخر لقد أذهلتمونا حقاً..
شكر أخير أقدمه لراعي الفن والثقافة والإعلام وداعم الشباب والمواهب الدكتور الإنسان حامد الشميري رئيس مجلس إدارة قناة السعيدة لاتاحة الفرص للشباب لإخراج مواهبهم للواقع.
قد يهمك ايضا:
"خلف الشمس" العمل الدرامي الأكثر واقعية واقترابا من هموم الشعب اليمني