ماريا كيوري

حافظت شركة "ديور" على تقاليد الجمال والأنوثة الناعمة، وأصبح لدار الأزياء الفرنسية مديرة فنية للمرة الأولى في تاريخها، فقد كان إعلان اسم ماريا غراتزيا تشيوري، مصمّمة دار "فالنتينو"، كمديرة فنية مفاجأة بكل المقاييس.
وخرجت "ديور" إلى النور في عام 1946، على يد مصمم الأزياء الفرنسي كريستان ديور، وأعلنت عنها مجلة "نيولوك" والتي ساهمت كثيرًا في تحديد أفكار وأهداف الملابس النسائية والأنوثة لما يقرب من نصف قرن حتى وقتنا هذا، وبعد وفاة ديور، ورث 6 مصممين كبار منصب المصمم الفرنسي القدير آخرهم كان المصمم البلجيكي راف سيمونز، وفي منتصف 2016، بعد استقالة سيمونو، أصبحت ماريا غراتزيا تشيوري أول مديرة فنية في تاريخ دار الأزياء الفرنسي.

وحققت الرومانية ماريا غراتزيا تشوري شهرتها من خلال دار أزياء "فالنتينو"؛ إذ كانت تشكل إلى جانب بيير باولو بيكيولي، طيلة 17 عامًا، ثنائيًا ناجحًا، حيث تألّقت الدار أكثر في عهدهما كما شهدت ارتفاعًا في أرباحها، وهو ما يمكن اعتباره معادلة صعبة هذه الأيام، وصفتهما كانت التركيز على الحرفية اليدوية واحترام القديم وصياغته بأسلوب عصري راقٍ يخاطب جميع الجنسيات والأعمار، إنجازهما كان ترسيخ مكانة "فالنتينو" كواحدة من أهم بيوت الأزياء الفاخرة، وأكثرها تحقيقًا للأرباح، وصفتهما كانت أسلوبًا رومانسيًا راقيًا لا يعتمد على الإثارة وكشف المفاتن بقدر ما يعتمد على الخطوط المدروسة والتطريزات المنفذة باليد وبحرفية عالية تستمد جمالها من الإرث الروماني الإيطالي.
يكفي أنهما أكثر من جعل الفساتين المحتشمة، ذات الياقات العالية والأكمام الطويلة مثيرة تقطر بالأناقة والرومانسية.
وتعتبر ماريا غراتزيا المرأة الأولى في عالم الأزياء والاختيار المثالي لدار الأزياء الفرنسية التي ارتبط اسمها بالأنوثة والرومانسية، وهي الآن في "ديور" منذ ثلاثة أشهر ونصف، وهي مدة لا تقارن بالتي قضتها في "فالنتينو"، و"فيندي"، وتعليقاً على التجربة الجديدة، أفادت ماريا أنها تتشرّف "بالانضمام إلى فريق عمل "ديور"، اعتبرها مسؤولية كبيرة بأن أكون أوّل امرأة تدير الجانب الإبداعي فيها إذا تحدّثنا من وجهة نظر نسائية".

ولدت مصممة الأزياء الشهيرة وترعرعت في روما، قبل أن تدرس في "المعهد الأوروبي للتصميم" في العاصمة الإيطالية، ثم عملت لمدّة 10 سنوات في دار "فيندي"، ليختارها لاحقاً فالنتينو غارافاني في 1999 لتصميم اكسسوارات منزله، وتعمل بدءًا من 2007 مع باولو بيتشيولي في الإدارة الفنية لدار "فالنتينو"، لونها المفضّل هو الأسود، وتحب رواية وفيلم "كبرياء وتحامل" ولا تتخلى عن سروال رياضي قديم أزرق اللون، وتكره تناول الجبنة.