بيار هاردي مصمم الأحذية الرجالية والنسائية

يعد بيار هاردي، هو مصمم الأحذية الرجالية والنسائية لدى العلامة التجارية "هيرميس" منذ 27 عامًا، ومصمم المجوهرات منذ عام 2001، ومن الإنصاف القول إنه يعرف جيدًا ما يقوم به، حيث ينسق بين التصميم الوظيفي والمواد المتاحة؛ لإخراج مجموعات وتصاميم غنية ولكن في الوقت ذاته بسيطة.
 
وتُصنف قطع هاردي أنها ممتعة ومثيرة للدهشة، فهي خليط من الإلهام الهندسي والأشياء اليومية، وهي أيضًا مثالًا على الفخامة الحديثة، ويقول هاردي "حين تنظر إلى أي شيء في هيرمس سينتابك هذا الشعور من الحقيقة"، حيث نرى في تصميماته أنه لا يوجد غش أو تظاهر، حيث إنه أحد أعضاء الفريق الذي صمم ساعة "أبل هيرمس".

ويعتبر هاردي واضحًا مثل علامة الترقيم، حيث وصفته مجلة "فوغ" الأميركية بأنه " المتميز المفضل للموضة"، حيث توضح كل الأدلة ذلك، فقد درس الفنون الجميلة وكان راقصًا قبل أن يصبح مصممًا، وأيضًا له علاقة بالعلوم، ولديه نهج حاسم وسليم في كثير من الأحيان، ويقول: "أحب إنجاز المهام بسرعة".

وربما ليس لاسمه عامل الإدراك ذاته مثل مانولو بلانيك أو كرستيان لوبوتان، ولكن تصاميمه لهيرمس أو لخطه الخاص والذي أصبح جزءا من العلامة التجارية العالمية، أو لبالنيكياغا، حيث أحذية نيكولا غيسكيير، تعد مصدرًا للفخر ولها تأثير كبير على عالم الأزياء والموضة، وحين وصل إلى هيرميس في عام 1990، لم يكن هناك مجموعة أحذية موجودة للتحدث عنها، ولذلك تعد تصاميمه شهادة على مهارته وإبداعه، وكانت أول تصاميمه مستوحاة من الخمسينات، وهو مصمم صندل وهران مع الجلد العلوي على شكل حرف "H"، في رمز إلى علامة هيرمس.
 
وأكد هاردي أن تصاميمه بسيطة، حيث يريد للمرأة أن تشعر بالراحة أثناء ارتدائها الأحذية، وكأنها حافية القدمين، وأيضًا مناسبة للعديد من الملابس، موضحًا أنه أثناء ابتكاره للتصاميم يبحث في الثقافات الأخرى مثل القبائل الأفريقية ويستوحي تصاميمه منها.
 
وفي مجموعة ربيع/ صيف 1998، ابتكر هاردي "  Quick trainer"؛ ليجعل من هيرمس أول علامة تجارية فاخرة تصنع أحذيتها بالكامل من الجلد، وكان ابتكارًا ضخمًا في ذلك الوقت، ويمتلك هاردي سر ابتكار الأشياء الكلاسيكية والتي يستحضرها من الماضي، حيث أكد أن الكثير من أعماله تعتمد على ذكرياته، وما يحاول القيام به هو جعل هذه الذكريات جيدة؛ لتخرج التصاميم رائعة وإعطائها شكل جديدة وصورة أيضًا.
 
ويلفت هاردي إلى أنه لا يحن إلى الماضي، كما أنه ليس عالم آثار يغوص باستمرار في المحفوظات.
وتقدم هيرميس كل عام موضوع موسع على مستوى الشركة يكون محور جميع مجموعاتها، ولعام 2017، قدمت " le sens de l’objet" حيث اختار هاردي التصميم قوي وجميل، من جلد رائع، مؤكدًا أنه أراد أن تظهر هذه القطعة قوية أو جميلة وكذلك أحادية، وقد استخدم المسامير المعدنية والأبازيم في الزخرفة لإظهار جمال الحذاء.
 
ويركز المصمم المولود في باريس والبالغ من العمر 61 عامًا، على عمله، ويوضح أنه بحاجة إلى مزيد من الاتصال مع العالم الخارجي، وبالعودة إلى الثمينانيات ننتقل إلى المتعة، حيث عمل أحد أقارب هاردي في استيديو كرستيان ديور، وطلب منه الذهاب ورسم مجموعة من الأحذية، ومن هنا بدأت حياته المهنية كمصمم للأحذية، ولكن لم يستمر بهذه الطريقة، ويقول "لم يكن هناك ضغط، أو جبل من التوقعات، وكان بداية مجموعات الأزياء كبيرة، ولكن لم يكن هناك تقسيم بين العلامات التجارية الفاخرة، ولم يكن هناك مواصفات الفخامة في السوق، حتى لو كان ديور من أكبر الأسماء في سوق الموضة، ولكنه كان اسمًا سريًا للغاية".
 
ويشجع هاردي الأجيال التي تليه على الأبتكار، يقول "يمكن تعلم كل شيء وتدريسه، فإذا قررت أن تصبح رسامًا أو طبيبًا أو مهندسًا، عليك التعلم، وأنا لا أؤمن بفكرة العبقرية، لأن الطاقة التي أضعها في وظيفتي الآن، أستطيع وضعها في أي شيء آخر، وأنت يمكنك القيام بذلك أيضًا، عليك تعلم القواعد بوضوح، أنا كنت أدرس منهجية الإبداع، والآن يمكنني القيام بها"