العلاقات العاطفية

كشفت دراسة حديثة سببين رئيسيين في أنَّ جيل الألفية الجديدة أكثر ميلًا للخيانة والغش في العلاقة العاطفية، وكذلك كشفت الدراسة علاقة الاستقلالية والاعتماد على الشريك بحالات الغش في العلاقة، حيث تؤدي الخيانة في العلاقات العاطفية إلى جعل الشخص الذي تعرض للخيانة يتساءل لماذا ينتهي الأمر بشريكه بمثل هذا الطيش.
 
وقد اختارت الغالبية الساحقة (73%) لهؤلاء المشاركون في الدراسة، عدم الاستقلالية كسبب رئيسي للخيانة؛ ما يدفعهم إلى محاولة التعرف على شخص أخر لمعرفة ما إذا كان لديه ما يفتقدونه في علاقتهم الحالية، في حين أنَّ 20% شعروا أنَّ الحاجة إلى الاستقلال يُحفز قيامهم بالخيانة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية أبحاث الجنس " the Journal of Sex Research"، كما تشمل أسباب الخيانة تعاطي الكحول وكذلك البحث عن التشويق.
 
وقال فريق الباحثون من جامعة تنسي إنَّ شباب هذه الفئة العمرية، التي وُجد أنَّ الخيانة أكثر انتشارًا، وهي جيل الألفية الذي  يُعرفون بأنَّهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الـ20 أو حتى منتصف الـ30، يُحاولون ترتيب حياتهم ما بعد النضج، وتعتقد تريسى كوكس، خبيرة الجنس والعلاقات، أنَّ الأشخاص الذين يمرون بفترة العشرينيات من أعمارهم يحتاجون وقتًا أطول لينضجوا عاطفيًا، وتقول: "أجددنا كانوا يتزاوجون وينجبوا أطفالًا في العشرينيات ولكن الآن، الأمر يحتاج وقت أطول لنبلغ هذه المرحلة، فننحن نضج في وقت متأخر أكثر، لذلك فهذه الدراسة مهمة.

وأضافت: "ما نقوم به في العشرينات الآن يُقابل ما كنا نفعله في أواخر فترة المراهق، فالشباب الآن فقط يختبرون المسؤولية ويختبرون العلاقة التي يعيشونها في مرحلة مُتأخرة. فإذا كنت تشعر بالرضا من العلاقة، ستظل وفيًا، وإذا لم يكن كذلك، ستحاول البحث عن شخص أخر لتري ما إذا كنت ستجد فيه ما تفتقده في علاقتك الحالية، متابعة أن الشباب يعيشون اليوم مع آبائهم، بسبب التحديات الاقتصادية التي تمنعهم من الحصول على منزل خاص بهم في وقت مبكر، وذلك يلعب دورًا في الأمر.

كما أشارت بقولها : "قد يكون الأمر يرجع إلى أنَّهم يضطرون إلى البقاء مع آباءهم وقتًا أطول الآن عن ذي قبل. فهم ليس لديهم الفرصة للاستمتاع الحقيقي إذا انتقلوا من المنزل إلى علاقة جادة بحيث يكونوا قادرين على تحمل أعباء العيش بعيدًا عن منزلهم"، وتتابع: "من أكثر الأسباب انتشارًا للخيانة هو حالة الملل من الزواج الأحادي".
 
وفي الدراسة، أجري مسح على 104 بالغ مُغاير الجنس يتراوح متوسط أعمارهم بين 22 عامًا اعترفوا بأنهم لم يكونوا مخلصين في الست أشهر الأخيرة من علاقتهم، وقبل إجراء المسح، أعطي المشاركين فقرة تقول أنَّ مشاركة الحديث عن الخيانة تُساعدهم بالشعور أكثر انفتاحًا لمناقشة حالات الطيش التي يمرون بها، وسألهم الباحثون عن مدي ارتباطهم بشركائهم وكذلك طلبوا منهم تقديم تفاصيل حول الأسباب التي دفعتهم لبدأ علاقة مع شخص أخر، وحدد الباحثون في الدراسة نوعين مختلفين من طرق الارتباط التي تتعلق بحدوث الخيانة.
 
النوع الأول، الأفراد الذين يتجنبون الاقتراب بدرجة كبيرة من الآخرين كانوا أكثر احتمالًا في الاعتقاد بأنِّ شركائهم لا يلبون ما يردونه من شريكهم، ويعرف هذا النوع بأنّ لديهم علاقة ارتباط اجتنابيه، والنوع الثاني، كانت علاقة ارتباط مضطربة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يشعرون بقلق فقدان الألفة مع شريكهم، وكنتيجة لذلك، هم أقرب إلى الابتعاد عن شريكهم.