لندن ـ سليم كرم
هي بمثابة تركيبة دوائية جديدة تذيب الدهون المتراكمة داخل شرايين القلب، وتعد انفراجة كبيرة في مجال مكافحة أمراض القلب، كما نجحت أيضًا في تجارب علاج سرطان الثدي والسكري، حيث اكتشف العلماء في جامعة أبردين دواء جديد يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية.
جرعة واحد فقط من الترودوسكيمين، اختبرها العلماء على الفئران، ساعدت في علاج تصلب الشرايين، وهو المرض الذي يسبب معظم النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
انسداد الشرايين ينتج من تراكم المواد الدهنية والتي تسمى لويحات، ومع مرور الوقت ضيق من الشرايين، ويعتقد الباحثون أن الدواء يعادل آثاره آثار ممارسة الرياضة، لأنه ينشط انزيم الوقاية، كما يفرز انزيم آخر يمنع الالتهابات لفترة طويلة.
وقال الخبراء إن النتائج التي توصولوا إليها أوضحت قدرة الدواء على الحد بشكل كبير من نسبة الوفيات، نظرا لأن أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة على مستوى العالم، حيث مصرع 17.7 مليون شخص سنويا.
وقالت البروفيسور ميريلا ديليبيغوفيتش، من معهد جامعة أبردين للعلوم الطبية، التي قادت الدراسة "نحن نعلم أن هذا الدواء له آثار مفيدة على الحد من الالتهاب لفترات طويلة في داء السكري من النوع الثاني، ولأن هذا المرض أيضا عامل في تصلب الشرايين، أردنا معرفة ما إذا كان له فوائد للقلب والأوعية الدموية، وتظهر اختباراتنا الأولية فوائده على الفئران، وسنحتاج الآن إلى إجراء مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان له نفس التأثير على البشر، بجانب إثبات عامل الأمان".
ويقول الباحثون إن ترودوسكيمين يعمل عن طريق وقف إنزيم يسمى PTP1B، والذي يزداد عادة في الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري، كما يزيد في ظروف أخرى تنطوي على الالتهابات لفترات طويلة مثل الإنتان، والتهابات قرح القدم والتهاب الرئة التحسسي.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن نقص في هذا الإنزيم له تأثير وقائي ضد تشكيل تصلب الشرايين، لذلك، أراد الفريق اختباره على الفئران المعدلة وراثيا أولا، ووجدوا أن لديهم لويحات دهنية أقل في الشرايين، سواء من أخذوا جرعات منتظمة من ترودوسكيمين أو حتى جرعة واحدة.
ويلعب الالتهاب دورًا رئيسيًا في جميع مراحل تصلب الشرايين عن طريق ترقق النسيج الضام في اللويحات والتسبب في التمزق، ووفقا لديليبيغوفيتش"لدينا جميعا دهون داخل الشرايين، ونصارعها مع تقدم السن، كما أن تناول الأطعمة السكرية والدهنية يساهم في زيادتها، وبالتالي هذا المرض يعد مشكلة لم يعانون من زيادة الوزن".
وإذا تقلص تدفق الدم إلى عضلة القلب أو سد، يمكن أن يتطور الأمر إلى ذبحة صددرية أو نوبة قلبية، ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن 85% من هذه الحالات ناتجة عن تصلب الشرايين، ولا يظهر مرض تصلب الشرايين بأعراض في بدايته، وكثير من الناس قد لا يكونوا على علم مرضهم به، ولكن يمكن الوقاية منه إلى حد كبير من خلال اتباع نمط حياة صحي.