بيروت ـ غنوة دريان
إن التعامل مع كبار السن يستلزم منا مراعاة أمور عديدة، وذلك لما قد يعاني منه الشخص الكبير في السن من أمراض، ووهن في جسده، ونسيان في الذاكرة، وضعف في التركيز، والنظر، وغيرها من أمراض الشيخوخة، والأمور الواجب اتباعها كالتالي:
الاحترام: بذات الطريقة التي يحترم فيها الشخص والده، يجب أن يحترم فيها أي شخص كبير في السن، ويجب عليه أن يراعي فرق العمر بينهما، وفرق التجارب، وفرق الذكريات، ولا يتعامل معه بنديّة، فهو ليس بعمره، لذا عليه باحترامه من خلال أقواله بالتلفظ معه بألفاظ حسنة، ومن خلال أفعاله أيضاً بطريقة التعامل.
تقديم المساعدة، فليتذكر الشخص نفسه وهو مريض، وعاجز عن الحراك، نتيجة هذا المرض، وضعفه واحتياجه لمن حوله، وليعلم بأن الشخص كلما كبر بالسن، كلما زادت أمراضه، ووهن جسمه، وأصبح بحاجة إلى المساعدة بصورة دائمة، وليست مؤقتة، وبالتالي لا يتوانَ الشخص عن تقديم يد المساعدة للكبير في السن، ويعرف بأنه بحاجة للمساعدة حتى وإن لم يطلب ذلك.
مراعاة مشاعره: الإنسان الكبير في السن هو إنسان حساس، وقد تؤذي مشاعره أية كلمة قد يقولها له الشخص ولا يُلقي لها بالاً، لذلك تجب مراعاة مشاعرهم من خلال كلامنا معهم، وعدم تذكيرهم دائماً بكبرهم، وضعفهم، وبأن المنيّة قد اقتربت، بل يجب دائماً تحفيزهم، ودعمهم معنوياً، حتى يعيشوا كل لحظة من حياتهم بسعادة وراحة بال.
الاستماع إليهم، قد تبدو قصص الأشخاص الكبار في السن مملة للبعض، وقد تبدو ممتعة للبعض الآخر، ولكن لمن يجدها مملة لا مانع من أن يُعطي وقتاً بسيطاً لهذا الشخص وهو يروي قصصه، وذكرياته، حتى وإن كررها وأعادها أكثر من مرة، فقد لا يتذكر غيرها، خاصة أن الذاكرة مع تقدم السن تضعف، وبالتالي الاستماع إليه سوف يريحه، وينفّس عن صدره.
طريقة المحادثة: لن يتقبل الشخص الكبير في السن أن تتحدث معه بطريقة الواعظ، والمعلم، حتى وإن كنت على دراية وعلم أكثر منه، فهو وبحكم فرق السن بينكما يعتبر نفسه متفوقاً عليك، من خلال تجاربه التي مرت به في حياته، وبالتالي يجب أن تكون الطريقة في الحديث معه يغلبها التواضع، وإن أردت إسداء النصيحة له عليك أن تستخدم أسلوباً متواضعاً، لا يشعر معه بالفوقية.
السؤال عنه: كبار السن يعانون من الوحدة أحياناً، وهم بحاجة إلى السؤال عنهم بشكل مستمر، ومحادثتهم، وزيارتهم والخروج معهم".