لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أن غسل الأيدي بالماء البارد، تقتل نفس الكمية من الجراثيم التي تقتلها الماء الساخن، ولا يُرجّح العلماء النظرية التي تقول أننا بحاجة إلى غسل الأيدي بالماء الساخن، لقتل الجراثيم المتعلقة به، وكذلك يعتقد العلماء أن الصابون المضاد للبكتيريا، ماهو إلا مطهر عادي مثل أي مطهر آخر.
وتقترح دراسة أُخرى أجريت في ولاية نيوجيرسي، أنه أيًا كانت درجة حرارة الماء والصابون المُستخدم، فيوصي بفرك اليدين بهما لمدة 10 ثوان على الأقل للتخلص من البكتيريا الضارة التي تُسبب تسمم الغذاء، ويقول الباحثون أن النتائج تشير إلى حدوث طفرة في تحقيق توفير بقيمة فاتورة المياه، وقال البروفيسور دونالد شافنير من جامعة Rutgers، والذي أجرى البحث:" الناس بحاجة للشعور براحة عند غسل أيديهم، ولكن فيما يتعلق بفعالية الأمر، فهذه الدراسة تبين لنا أن درجة حرارة المياه المُستخدمة لا تُعد أمرًا مهمًا".
وقد تكون لهذه الدراسة آثار مهمة على الطاقة المائية، فباستخدام المياه البارد يوفر الكثير من الطاقة المائية، أكثر من استخدام المياه الدافئ أو الساخن، وأجرى فريق البحث اختبارًا على 21 متطوعًا، من الذين كانت أيديهم معرضة للبكتيريا غيرالضارة، والذين يغسلون أيديهم في درجات حرارة مياه مختلفة على مدى ستة أشهر.
وغسلوا أيديهم لعشر ثوان في درجات حرارة مختلفة 15.5 و 26 و 38 درجة مئوية، باستخدام كميات مختلفة من الصابون، واتضح أن لا درجة حرارة الماء، ولا كمية الصابون أحدثوا فرقًا، في مدى إزالة كمية الجراثيم من أيديهم، ومع ذلك، يُساعد الماء الدافئ أكثر في عملية غسل اليدين، وفقًا لما قاله أحد مستشاري سلامة الغذاء، برابطة الضيافة البريطانية.
الدكتورة ليزا أكيرلي: " إنَّ الماء الدافيء جيد لأنه يُساعد في أحداث رغوة الصابون، وهو الأمر الذي سيُتّخد لغسل الصابون من اليدين للحصول على أيدي نظيفة، ولكن درجة الحرارة الفعلية للمياه لا يمكنها قتل الجراثيم، وكذلك لا يمكنها أن تكون ساخنة جدًا، وإلا سوف تحرق اليدين".
وفي الولايات المتحدة، هناك إرشادات وتوجيهات للمطاعم ومحلات التموين، بألا تزيد درجة حرارة المياه لديهم عن 38 درجة مئوية سليزيوس، وقال مركز المعايير الغذائية بالمملكة المتحدة للمطاعم أيضًا ، بتوفير غسول يدين لتنظيفها، وتوفير المياه الساخن والبارد، وبعض المواد الإضافية لتجفيف اليدين.
ويؤكد الباحثون أن الأكثر أهمية هو ضمان غسل أيدي العمّال، أيًا كانت درجة حرارة المياه، قبل وبعد إعداد الطعام واستخدام المراحيض، وأضاف البروفيسور شافنير:" أعتقد أن هذه الدراسة تشير إلى أنه يجب أن يكون هناك تغييرًا، في السياسة المستخدمة، فبدلًا من وجود شروط معينة لدرجة حرارة المياه، ويجب أن تتبع السياسة راحة الناس، في استخدام درجة الحرارة، سواء كانت ساخنة أو باردة، فنحن نهدر الطاقة المائية، عند تسخينها لأقصي درجة غير ضرورية".