لندن ـ سليم كرم
يعرف النعناع البري بقدرته على دفع القطط إلى الجنون، ويظهر ذلك بوضوح عن طريق أشرطة فيديو تنتشر عبر مواقع الإنترنت لهذه الحيوانات الأليفة وهي تتمتع بأعلى مستويات من النشوة.
وسلّط فريق من الباحثين الضوء على الطريقة التي ينتج بها النعناع المادة الكيميائية المسكرة التي تجعل القطط في هذه الحالة الغريبة.
وتسمى المادة التي تحفز هذه الحالة من النشوة عند القطط "nepetalactone"، وهي نوع من الكيماويات يسمى "التربين"، وتوجد أيضا في الزنجبيل والقرنفل والقنب الهندي.
ويعتقد الباحثون بأن فهم إنتاج "nepetalactone" يمكن أن يساعدهم في إعادة تكوين الطريقة التي تخلط بها النباتات مواد كيميائية أخرى، مثل "فينبلاستين" التي تستخدم في العلاج الكيميائي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى القدرة على إنشاء أدوية مفيدة بكفاءة وسرعة أكبر في مكافحة السرطان.
ولا تؤثر مادة "nepetalactone" على جميع القطط، لكنها تحفز الكثير منها، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن ثلثيها معرضة لتأثيرات النعناع البري.
ويتشكّل "التربين" في النعناع البري بطريقة مختلفة تماما عن عائلة النعناع الأخرى، حيث ينتجها بواسطة إنزيم واحد، في عملية من خطوتين: "ينشط الإنزيم مركبا طليعيا يتم استئصاله بعد ذلك بواسطة إنزيم ثاني لإنتاج المادة محل الاهتمام".
ولم تلاحظ هذه العملية من قبل، ويتوقع الباحثون أيضا حدوث شيء مشابه في تركيب العقاقير المضادة للسرطان "vincristine" و"vinblastine" من نبتة "Madagascan" و"Catharanthus roseus"، وأيضا في الزيتون و"Snapdragon"، ومن خلال النظر في عملية إنتاج "nepetalactones" يعتقد العلماء بأنه يمكن نمذجتها لفهم كيفية تصنيع النباتات الأخرى للمواد الكيميائية.
ويعتقدون بأنه يمكن تطبيقها على "vinblastine" الذي يستخدم في العلاج الكيميائي، وبالتالي، تشريع عملية "حصاد" الأدوية.
وقال بنجامين ليخمان الذي قاد الدراسة في بيان له: "حققنا تقدما كبيرا في فهم كيف يجعل النعناع البري من القطط مجنونة"، من خلال العمليات الكيميائية غير العادية والفريدة من نوعها للـ "nepetalactones"، وأضاف قائلا: "نخطط لاستخدام هذه العملية على إنشاء مركبات مفيدة يمكن استخدامها في علاج أمراض مثل السرطان".