لندن ـ كاتيا حداد
ظهرت نتائج دراسة علمية حول فوائد ومخاطر تناول قشر البيض، بينما تتوالى التحذيرات من الآثار الجانبية لتناول المكملات الغذائية الصناعية للكالسيوم.
وذكر موقع "Healthline"، أن قشر البيض يتكون من كربونات الكالسيوم، وهو شكل شائع من الكالسيوم، والبروتين والمعادن الأخرى، حيث كان يُعرف أن الكالسيوم هو معدن أساسي وفير في العديد من الأطعمة، بما في ذلك منتجات الألبان. كما تم العثور على كميات أقل أيضا في العديد من الخضار الورقية والجذور.
لا يعد استخدام مسحوق قشر البيض المجهز من بيض الدجاج كمكمل طبيعي للكالسيوم ابتكارا جديدا من نوعه، بل كان هو بالفعل الوسيلة الشائعة للحصول على الكالسيوم في القرون الماضية. وتوفر نصف قشرة بيضة واحدة الاحتياجات اليومية لشخص بالغ وهي 1000 ملغ، حيث يمثل الكالسيوم 40% من محتويات قشر البيض بما ينتج حوالي 400 ملغ من كل غرام قشر بيض.
مسحوق قشر البيض
ويتكون قشر البيض من كربونات الكالسيوم، جنبا إلى جنب مع كميات صغيرة من البروتين والمركبات العضوية الأخرى، وتعتبر كربونات الكالسيوم أكثر أنواع الكالسيوم شيوعًا في الطبيعة، لأنها مكون رئيسي في كل من الأصداف البحرية والشعاب المرجانية والحجر الجيري، وهي أيضًا أرخص أنواع الكالسيوم في المكملات الغذائية سعرًا.
وتؤكد الدراسات العلمية أن خلايا الجسم تمتص كربونات الكالسيوم الطبيعية في مسحوق قشر البيض بنسبة 64% أعلى كربونات الكالسيوم الصناعية النقية، ويبرر الباحثون السبب إلى البروتينات المتوافرة في مسحوق قشر البيض التي تدعم سهولة امتصاص الكالسيوم الطبيعي.
ويحتوي قشر البيض أيضًا إلى جانب الكالسيوم والبروتين، على كميات صغيرة من المعادن الأخرى، بما في ذلك السترونتيوم، والفلورايد، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، التي تلعب دورا في صحة العظام مثلها مثل الكالسيوم.
هشاشة العظام
وتُعد هشاشة العظام هي حالة صحية تؤدي إلى ضعف العظام ومن ثم زيادة خطر كسور العظام. ويعاني الملايين حول العالم من مرض هشاشة العظام، وتعد النسبة الأكبر بينهم من النساء، تعد الشيخوخة واحدة من أقوى عوامل الخطر لهشاشة العظام، ولكن ربما يؤدي عدم تناول القدر الكافي من الكالسيوم إلى فقدان العظام وهشاشة العظام بمرور الوقت.
فإذا كان النظام الغذائي لشخص ما يفتقر إلى الكالسيوم، فربما يساعد تناول المكملات الغذائية في تلبية احتياجات الجسم اليومية. ويعد قشر البيض، في هذه الحالة، خيارا مناسبا ماديا لجميع الطبقات.
وتبين فى دراسة علمية عن النساء بعد سن اليأس، ممن يعانين من هشاشة العظام، أن تناول مسحوق قشر البيض، جنبا إلى جنب مع فيتامين D3 والمغنيسيوم، نجح في تعزيز كتلة العظام بشكل كبير، عن طريق تحسين كثافة المعادن في العظام، ويكون مسحوق قشر البيض أكثر فاعلية في الحد من مخاطر ترقق العظام من كربونات الكالسيوم النقية.
وأثبتت دراسة أخرى على سيدات هولنديات بعد انقطاع الطمث لديهن أن مسحوق قشر البيض يحسن كثافة المعادن في العظام، وذلك في مقارنة مع أقراص العلاج الوهمي. وفي المقابل، فإن كربونات الكالسيوم الصناعية لم تحسن الحالة بشكل ملحوظ.
فوائد غشاء قشر البيض
ويقع غشاء قشر البيض بين قشر البيض وبياض البيض. ويمكن رؤيته بسهولة عندما تقشر بيضة مسلوقة؛ في حين أنه من الناحية الفنية ليس جزءًا من قشر البيض، إلا أنه عادة ما يكون مرتبطًا به. ولذا فإنه لا داعي لإزالة الغشاء عند عمل مسحوق قشر البيض في المنزل.
ويتكون غشاء قشر البيض أساسا من البروتين في شكل الكولاجين. كما أنه يحتوي على كميات صغيرة من سلفات الشوندرويتن، والجلوكوزامين والمغذيات الأخرى، ومن غير المحتمل أن يكون للكمية المحدودة من هذه المركبات المفيدة في غشاء قشر البيض أي تأثيرات كبيرة على صحتك.
وتشير بعض الدراسات، التي تحتاج لمزيد من الأبحاث، إلى أن الاستهلاك المنتظم من مكملات غشاء قشر البيض يفيد المفاصل.
مخاطر تناول قشر البيض
ويعتبر مسحوق قشر البيض آمنا تماما، عند إعداده بشكل صحيح، ولكن هناك بعض الاحتياطات الواجب الالتزام بها:
أولا، لا تحاول ابتلاع شظايا كبيرة من قشر البيض لأنها قد تجرح الحلق والمريء.
ثانيا، قد يكون قشر البيض ملوثا بالبكتيريا، مثل السالمونيلا. ولتجنب خطر التسمم الغذائي، تأكد من غلي البيض قبل تناول قشره.
وأخيرا، قد تحتوي مكملات الكالسيوم الطبيعية على كميات عالية نسبياً من المعادن السامة، بما في ذلك الرصاص والألمنيوم والكادميوم والزئبق.
ومع ذلك، فإن كميات هذه العناصر السامة في قشر البيض تكون أقل مما هي عليه في مصادر الكالسيوم الطبيعية الأخرى، مثل أصداف المحار.
الكمية المناسبة وتحفظات الخبراء
ويعتبر ما يقرب من 2.5 غرام من قشور البيض كافية لتلبية متطلبات الكالسيوم اليومية للشخص البالغ. ولمزيد من الأمان، يجب الاعتدال في تناول مكملات الكالسيوم المصنعة منزليا.
ولا يحبذ بعض الخبراء التناول المنتظم لمكملات الكالسيوم، بل ويشكك في فوائدها لصحة العظام، ويساور هؤلاء الخبراء القلق من أن الإفراط في تناول الكالسيوم قد يسبب مشاكل صحية، مثل حصوات الكلى، ويحتمل أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.