لندن ـ كاتيا حداد
لبّت الماركات العالمية لأزياء الملابس الداخلية للرجال، طلبات العديد من الأشخاص بحماية أعضائهم التناسلية من إشعاع الهاتف المحمول، وروّجت لبيع المنتجات التي تحمي الخصيتين من الآثار الضارة للموجات الراديو المنبعثة من الهواتف المحمولة، وبالتالي تساعد على الحفاظ على عدد الحيوانات المنوية القوي وارتفاع معدل الخصوبة
وانتشرت فكرة أن الإشعاع الكهرومغناطيسي في نطاق الترددات الراديوية يمكن أن يسبّب العقم لدى الرجال، إما مؤقتة أو دائمة، لفترة طويلة، ووصف كتاب "غريبة الوهج: قصة الإشعاع" أنه "أثناء الحرب العالمية الثانية كان بعض المجندين يتطوعون وبشكل غير مفهوم للعمل بمهام بالقرب من الرادار فقط قبل أيام الإجازة المقررة لها، واتضح أن هناك شائعات متداولة تشير إلى أن التعرّض إلى موجات الراديو من معدات الرادار تؤدي إلى الإصابة بالعقم المؤقت، والذي رأى الجنود فيه فائدة، فأراد الجيش أن يعرف إذا كان هناك مادة إشعاعية تصيب بالعقم، إلا أن البحث في تلك المسألة أفضى إلى أن موجات الراديو لا تسبب العقم واظهر البحث اختلاف موجات الراديو عن الموجات الأخرى، وتُصدر الأشعة السينية والموجات اللاسلكية إشعاعًا كهرومغناطيسيًا، بأطوال موجية مختلفة جدًا، حيث يحدد الطول الموجي آثار الإشعاع، فالموجات الأقصر تحمل كميات أكبر من الطاقة من الموجات الأطول، والأشعة السينية قادرة على تدمير الخلايا والأنسجة وتحديدًا بسبب موجاتها القصيرة للغاية وبالتالي هي حيوية للغاية وضارة جدا للخلايا، أما موجات الراديو، تحمل القليل من الطاقة بسبب موجاتها الطويلة جدًا، وهذه الإشعاعات ذات الطول الموجي الطويل لديها طاقات منخفضة جدًا لا يمكنها من أن تتلف الخلايا".
وتتسبب الأشعة السينية، وغيرها من الموجات عالية الطاقة، في العقم وذلك بالقضاء على خلايا الخصية التي تنتج الحيوانات المنوية، ويجب أن تكون جرعات الأشعة السينية عالية للغاية لقتل خلايا تكفي للإصابة بالعقم، هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تؤثّر على عدد الحيوانات المنوية ليس لها تأثير عملي على قدرة الرجل لإنجاب أطفال، وحتى لو كان صحيحًا أن الهواتف المحمولة يمكن أن يحد بشكل متواضع الحيوانات المنوية التهم الموجهة إليه، فمن الواضح أن هذه الإدعائات ليست ناتجة عن إجماع المجتمع العلمي السائد، المجتمع الذي يطالب بأدلة أكثر صرامة.
وتشير البيانات الحالية إلى أن البيانات المنشورة حول أن الهواتف المحمولة تسبب العقم، ضعيفة جدًا، فموجات الراديو ليست قاصرة على الهواتف المحمولة، وقد استخدمت للاتصالات منذ عام 1901، ويسوّق البحث دليلًا آخر على ضعف تلك الادعاءات، ويشير إلى أن موظفي الإذاعة يتعرضون لجرعات هائلة من موجات الراديو، ولكن ليس هناك ما يدل كان لديهم أي مشاكل مع خصوبتهم، فإذا لم تواجه مشاكل في الخصوبة مع تلك الجرعات العالية، كيف أذا يمكن للجرعات المنخفضة نسبيا من الهواتف المحمولة أن يكون لها مثل هذا التأثير؟، وفي النهاية، يمكن للناس أن ينفقو أموالهم كما يشاؤون ويرتدوا أي ملابس داخلية يريدون، لكن إذا كنت لا تزال تشعر بالقلق إزاء موجات الراديو التي تؤثر على خصوبتك، لماذا لا تحمل الهاتف المحمول الخاص بك في جيب قميصك بدلا من السروال.