لندن ـ اليمن اليوم
توصل باحثو جامعة ميريلاند إلى أنه من المستحيل جسديًا الانتباه والتركيز مع أكثر من شخص يتحدثون في وقت واحد.
وتأتي هذه النتيجة بعد مسح أدمغة 28 فردًا شاركوا في سيناريو "حفلات الكوكتيل"، وهم يستمعون إلى مجموعة من المتحدثين.
وتُقدّم النتائج تفسيرًا لسبب صعوبة التركيز في محادثة يجريها أحد أفراد العائلة، عندما يكون التلفاز قيد التشغيل، أو متابعة ما يقوله شخص ما في غرفة مزدحمة.
ويبدو أن الدماغ يتطلب الكثير من الجهد لالتقاط الصوت، ثم قوائم الكلمات المحتملة لفهم ما يقال, ويحدث هذا في القشرة السمعية التي تعالج الأصوات، ولكن فحوصات المشاركين في الدراسة، وجدت أنه لا يمكن تحويل هذه الأنماط الصوتية إلى كلمات، لأكثر من متحدث واحد.
وقال الدكتور كريستيان برودبيك، المُعد الرئيسي للدراسة من معهد أبحاث النظم في جامعة ميريلاند "نعتقد أنه خلال إدراك الكلام، فإن دماغنا يعالج المطابقة بين إشارة الكلام الواردة والعديد من الكلمات المختلفة، في الوقت نفسه".
وأوضح أن الكلمات تتنافس على الاعتراف بها, ويمكن أن تتضمن هذه الآلية موارد ذهنية يمكنها فقط معالجة إشارة الكلام في كل مرة، ما يجعل من المستحيل الاستماع إلى أكثر من متحدث واحد في الوقت نفسه".
وطلب الباحثون من المشاركين الاستماع إلى فصلين مختلفين من تاريخ الطفل في إنجلترا بقلم تشارلز ديكنز، قرأهما رجل وامرأة.
وتم مسح النشاط المغناطيسي للأدمغة خلال تجربة "حفل الكوكتيل"، والتي تم فيها تشغيل الصوتين المسجلين في وقت واحد.
و أظهر المستمعون نشاطًا في القشرة السمعية التي تلتقط الأصوات، بالنسبة للمتحدث الأول، قبل أن يتحرك نشاط الدماغ بمقدار بوصة تقريبا نحو المناطق اللغوية، لفك الكلمات,ولكن بالنسبة للمتحدث الثاني، الذي حاول المشاركون تجاهله وفقًا للمطلوب، فإن هذا التحوّل لم يحدث. ويعتقد الباحثون أن الناس كانوا قادرين فقط على الحصول على أنماط صوتية من خطاب ذلك الشخص، ولم يتمكنوا من معالجتها ككلمات.
وخلصت الدراسة المنشورة في مجلة علم الأحياء الحالي، إلى أنه في الظروف العادية يمكن للناس التعرّف على الأصوات ككلمات بسرعة البرق، في نحو عشر الثانية واستنتجت أن معالجة الكلمات "مقيّدة" في الدماغ، بناء على قراءات من ماسح "MEG".