لندن ـ كاتيا حداد
أظهرت أبحاث جديدة، نشرها موقع "ديلي ميل"، أن انفصال الأزواج وطلاقهم يؤثر على صحة أطفالهم، والذين يصبحوا معرضون للإصابة بالأمراض أكبر من مثيلتهم من الأسر الأخرى.
وكشفت الدراسة التي أجريت في جامعة "سانتياغو دي كومبوستيلا" في إسبانيا، أن الانفصال بين الأزواج يؤدي إلى تعرض الأطفال لخطر الإصابة بمشاكل في الأمعاء والجلد والجهاز العصبي وحتى الأعضاء التناسلية والأعضاء البولية، ويعتقد الخبراء أن الطريقة التي يعالج بها الآباء الوضع، هي التي تسبب هذه الآثار الصحية السلبية، وليس الطلاق نفسه.
وقالت الدكتورة ماريا دولوريس سيجو مارتينيز، من جامعة سانتياغو، والمشرفة على الدراسة: إن "الانفصال في حد ذاته لا يكن له آثار سلبية على صحة الأطفال، ولكن التعامل غير لائق للوضع من قبل الوالدين هو ما يؤثر"، موضحة أن "سوء التعامل ينطوي على مستوي الصراع بين الأزواج وخلافات ما بعد الطلاق، مما يجعل من الصعب الحفاظ على علاقة جيدة بينهم، ما يؤدي إلى تعرض الأطفال لهذه الحالات الأسرية لفترات طويلة، فإنهم غالبا ما يعانون من الإجهاد والضغوطات النفسية".
وأجرى الباحثون من جامعات سانتياغو دي كومبوستيلا وفيغو في إسبانيا، دراسة على 467 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سنتين و 18 عامًا وسط آباء مطلقون أو متزوجون، وكشفت النتائج التي نشرت في المجلة الأوروبية للتربية وعلم النفس، أن الأطفال الذين لديهم آباء منفصلون يعانون من مشاكل صحية المتعلقة بالأمعاء والجلد والجهاز العصبي والأعضاء التناسلية أو البولية، لكنهم لا يتعرضون لخطر الإصابة بمشاكل في التنفس أو القلب أو العضلات أو السمع أو البصر.كما لم تتأثر قابليتهم للحساسية، وعلى الرغم من أنه غير واضحًا سبب تأثير الطلاق على صحة الطفل في بعض النواحي، ولكن يعتقد الخبراء أن الكيفية التي يتعامل بها الوالدان مع الوضع، يسبب مشاكل وليس الطلاق في حد ذاته.
وقالت مارتينيز: "نحن بحاجة إلى دعم الأسر من أجل الحد من هذه العواقب، مضيفة أن "المهنيين ممن لديهم اتصال مباشر مع الأطفال، مثل العاملين في مجال الرعاية الأولية أو موظفي المدرسة، لهم دورًا مهمًا في الحد من الإجهاد والضغوط النفسية للأطفال، حيث أنهم في وضع يمكنهم من تصميم وتنفيذ برامج موجهة نحو الحماية والوقاية".
ويأتي ذلك بعد أن وجد باحثون من جامعة أريزونا أن كتابة المذكرات بعد الطلاق يمكن أن تحسن صحة قلبك وقدرتك على التكيف مع المواقف الجديدة، وقد وجدت الأبحاث السابقة أن الآباء المطلقين غالبًا ما ينكرون مدى سوء التفكك الذي ألحق أضرارا بأطفالهم.
ووجدت دراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع الأسر المطلقة يعتقدون أن أطفالهم "تعاملوا بشكل جيد" مع الوضع الجديد- على الرغم من أن 18% فقط قالوا إنهم سعداء بالوضع، في حين أن العديد من الآباء لا يلاحظون أن أطفالهم يلجئون إلى الشراب والمخدرات، أو حتى التفكير في الانتحار.