الأورام السرطانية

توصّل مجموعة من العلماء، إلى طريقة جديدة، للكشف عن مرض السرطان، وتحديد أماكن الخلايا المصابة، حيث أصبح الآن من الممكن الكشف عن مكان نمو الخلايا السرطانية دون الحاجة للقيام بالعمليات الجراحية المؤلمة، حيث يتم استئصال نسيج من الجسد ودراسته، ويأمل العلماء أن يُحدث "الخزعة السرطانية السائلة"، أو ما يعرف بعملية "الاستئصال السائل" ثورة في علاج المرض، من خلال تحديد الأشخاص الذين يعانون من الأورام بطيئة النمو أو الأورام الخطيرة، وذلك عن طريق الكشف عن الحمض النووي الصادر عن الخلايا الميّتة.

وأمكن لمجموعة من العلماء الأميركيين، ولأول مرة، تحديد الجزء المتضرّر من الجسم بدقة، وذلك لأن الخلايا الطبيعية الميّتة عن طريق الإصابة بالسرطان، تطلق حمضًا نوويًا في مجرى الدم، ووجد فريق العلماء، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنماط حمض نووي إلى 10 أنواع مختلفة من الأنسجة، بما في ذلك الكبد والرئة والكلى، ما يعني أن مرضى السرطان الذين لديهم أعراض مشتركة في الأنواع المختلفة من السرطان، مثل الانتفاخ أو فقدان الوزن المفاجئ، يمكن في المستقبل أن يتم تشخيصهم بسرعة وسهولة دون الحاجة إلى استئصال نسيج من الجسد لإزالة جزء منه للاختبار.

وأكّدت المسؤولة عن المعلومات العلمية لأبحاث السرطان في بريطانيا، الدكتورة كاثرين بيك، أنه "يمكن القيام بعملية استئصال نسيج من الجسد بطريقة غير تداخلية وبشعة، وبعيدًا عن العمليات التي تستخدم المخدر حيث تكون محفوفة بالمخاطر"، ومن المحتمل أن تكون هذه الطريقة أكثر أمانًا إذا أثبتت فعاليتها، وهو السبب الذي يجعل الناس يركزون على "الخزعة السرطانية السائلة"، مضيفة أن "العثور على طرق جديدة لكشف وعلاج السرطان في مرحلة مبكرة أمر حيوي لمساعدة الكثير من الناس للبقاء على قيد الحياة.

وتعتبر عملية البحث عن الحمض النووي للخلايا السرطانية في الدم فكرة مثيرة، كما أنّ هذا النهج الجديد المشجّع قد يساعد في الكشف عن موقع الأورام أيضا، وأشارت بيك إلى أنّه "قبل أن يتحوّل ذلك إلى واقع ملموس، سوف نحتاج إلى معرفة ما إذا كان يمكن الكشف عن السرطان بفعالية وما إذا كان يمكن أن يساعد الأطباء في تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة."

وحلّل الباحثون الأميركيون، التي نشرت دراستهم في مجلة "علم الوراثة الطبيعية"، عينات من الأورام وعينات دم من مرضى السرطان للعثور على أي علامات للأعضاء المختلفة في الدم، وقام الباحثون بإنشاء قاعدة بيانات للحمض النووي للكبد والأمعاء والقولون والرئة والدماغ والكلى والبنكرياس والطحال والمعدة والدم، ويعتبر هذا الاكتشاف جديد نسبيًا،  حيث تتكسّر الخلايا السرطانية وتنفصل عن الورم وتسير في الدم، حيث يكون من الممكن من خلال ذلك اختبار المرض.