لندن ـ ماريا طبراني
كشف استطلاع للرأي أن ما يقرب من ألفي بريطاني يشعرون بالتوتر والضغط النفسي إزاء فقدان هواتفهم، وعدم اللحاق بمواعيد القطار. ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، جاء استطلاع الرأي ضمن دراسة أجراها مؤخرًا المعهد الفسيولوجي البريطاني، شارك فيها العديد من البريطانيين والبريطانيات لتحديد أكثر الأشياء التي تشعرهم بالضغط النفسي، ومعرفة ردود فعلهم حول التطور التكنولوجي، وتأثير ذلك على صحتهم الجسدية والنفسية.
ومما لا يثير الدهشة، جاء فقدان الحبيب والإصابة بمرض عضال على رأس القائمة، إلا أن استطلاع الرأي شمل أحداثًا يومية عادية وصل عددها الى 18، مثل وضع الهاتف في مكان خطأ، أو كبت المشاعر في حالة حدوث مواقف أليمة، فضلاً عن مخاوف بشأن المشاكل طويلة الأمد، مثل السجن أو المرض.
وتم سؤال المشاركين بتقييم تلك الأحداث بمقياس من صفر إلى عشرة، حيث يعني الصفر عدم الشعور بالإجهاد مطلقًا، بينما يعني رقم عشرة الإجهاد الشديد. وتبين أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالإجهاد النفسي، حيث وضعت النساء قائمة بأكثر الأشياء التي تشعرن بالإجهاد، وذلك بشكل أكثر من الرجال المشاركين. حيث وجد الباحثون أن النساء أكثر تأثرًا بالمشاكل الحياتية، علاوة على أن الإرهاب هو الشيء الأكثر تأثيرًا بصورة خاصة على النساء.
ووجد الباحثون القائمون على استطلاع الرأي عدم وجود اختلاف بين أراء الجنسين في ما يتعلق بمشاكل ولادة الطفل الأول، بيد أن مشكلة الأبوة هي مشكلة شائعة لدى الرجل والمرأة بصفة عامة، خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ25 و34 عامًا. كما كشف استطلاع الرأي أن مستويات التوتر ترتفع في تناسب اضطرادي مع التقدم في العمر.
وقالت الدراسة إن اسكتلندا تعتبر أكثر المناطق التي تعيش حالة من التوتر والإجهاد النفسي في المملكة المتحدة، في حين جاءت على النقيض منطقة جنوب شرق إنجلترا. أما لندن فهي أكثر المناطق البريطانية التي تشهد مشكلات نفسية بسبب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. كما تبين أن الأفراد الذين يعيشون في لندن واسكتلندا يشعرون بالتوتر بسبب الخروج من الاتحاد الأوروبي أكثر من سكان مدينة ويلز وجميع المدن البريطانية.
وقالت الدكتورة لوسي دونالدسون، رئيسة لجنة السياسات في المعهد الفسيولوجي، إن الشعور بالتوتر يعزو الى نتيجة التطور التكنولوجي، بشكل لم يكن يتصوره أحد على مدار نصف القرن الماضي، وذلك مثل مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.
وأضافت: "كان لافتًا أن كل الأحداث التي شملتها الدراسة، مثل المشاكل المتعلقة بالأموال وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جاءت معظمها من النساء وليس الرجال، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بالسلب على صحة المرأة البريطانية".