الوقوع في الحب

كشفت دراسة حديثة أن الوقوع في الحب له تأثير المخدرات، فلقاء شخص ما قد يعطينا نفس الشعور الذي يمنحه لنا الكوكايين، وغيره من المواد غير المشروعة، وتظهر النتائج بأن مشاعر الدوار واللذة في معدتنا، والتي نتعرض لها عندما نقع في حب شخص ما، تحركها خلايا معينة في الدماغ.

وتظهر الأبحاث السابقة نشاط خلايا محددة في الدماغ، ما يسبب زيادة، في "الشعور بأننا بحالة جيدة"، وظهور هرمون الدوبامين، الذي يصدر أيضًا بعد استخدام المخدرات الترفيهية، ويعتقد الباحثون أن النتائج تعطي نظرة ثاقبة، عن كيف يمكننا التأثير على التفاعلات الاجتماعية، والتي قد يستفيد يوما ما منها المرضى، الذين يعانون من التوحد.

 ولإجراء الدارسة قام باحثون من جامعة إيموري في أتلانتا، بتحليل فئران البراري، والتي، مثلها مثل البشر، تعد واحدة من الثدييات أحادية الزوج، وقاموا بفحص الدائرة الكورتيكوستريتية للفئران، والتي توجد في الدماغ وتشارك في كيفية تغيير سلوكنا للحصول على المكافآت، وفحص الباحثون نشاط الدائرة في فئران الإناث، بينما كانوا في نفس مكان وجود الذكور لمدة ست ساعات. 

ووجدت النتائج، التي نشرت في مجلة "ناتشر"، أن خلايا الدماغ في الحيوانات انطلقت بسرعة، عندما بدأوا في الاقتراب، من بعضهم البعض، والتي كانت عبر التزاوج والتناغم، وقالت كاتب الدراسة الدكتور إليزابيث أمادي: "كانت فئران البراري مهمة، بالنسبة لنتائج فريقنا لأن دراسة ترابط الزوج في البشر، كان من الصعب تقليديًا.

"كبشرٍ، نحن نعرف المشاعر التي نحصل عليها عندما نستعرض صوراً لشركائنا الرومانسيين، ولكن حتى الآن، لم نكن نعرف كيف يعمل نظام المكافأة في الدماغ لنصل إلى تلك المشاعر"، وأظهرت الحيوانات تفضيلها تجاه شركائها، مقارنة بالذكور الجدد عندما أعطيت الاختيار في اليوم التالي.

وتظهر الأبحاث السابقة تنشيط خلية دماغ محددة، يسبب زيادة في "الشعور بالحالة الجيدة"، والمسؤول عنه هرمون الدوبامين، الذي يصدر أيضًا بعد استخدام المخدرات الترفيهية.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الفحوصات باستخدام الضوء يمكن استخدامها للتأثير لأطلاق هرمونات الدوبامين، والتي قد تحسن التفاعلات في الناس التي تشعر بإحراج اجتماعيًا، وقال مؤلف الدراسة الدكتور زاك جونسون: "إنه لأمر مدهش أن نعتقد، أننا يمكن أن نؤثر على الترابط الاجتماعي، من خلال تحفيز هذه الدائرة في الدماغ".

ويدرس الباحثون الآن كيف تؤثر وظائف الدوائر الدماغية على السلوكيات الاجتماعية، وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور روبرت ليو: "هدفنا هو تعزيز الاتصالات العصبية أفضل لتعزيز الإدراك الاجتماعي، في اضطرابات مثل التوحد، والتي يمكن أن تضعف الأداء الاجتماعي".