لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أن ممارسة رياضة ركوب العجل، والركض في منتصف العمل، تساعد على الوقاية من الإصابة بالسكتات الدماغية.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واضطراد في الأربعينات، تعمل على حماية الأوعية الدموية للدماغ، والحفاظ على نشاطها؛ إذ سيحظى الذين يصل عمرهم 70 عامًا بأوعية دموية للشباب في فترة المراهقة، ما يقلل من مخاطر الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية، والتي تؤدي إلى الوفاة في سن الشيخوخة.
وأكدت الدراسة، التي أنجزها علماء بجماعة شمال كارولينا الأميركية، أن تلف الأنسجة أثناء السكتة الدماغية قد يكون محدودًا، في حالة ممارسة التمارين بانتظام وذلك بسبب ميكانيكية "أفعلها بنفسك" الموجودة في جسم الإنسان، والتي تتطور بزيادة ممارسة تلك التمارين.
علاوة على ذلك، ثمة شبكة خاصة من الأوعية الدموية معروفة باسم "Collateral vessels" تكون بالعادة مغلقة، وعند فتحها تسمح بإعادة توجيه الدم المتدفق عندما يحدث ضيقًا للشرايين. لكن هذه الأوعية تنكمش مع تقدم عمر الدماغ البشري، كما يختلف حجمها من شخص إلى آخر، ويعكف العلماء من جميع أنحاء العالم على استحداث طرق جديدة لتعزيز أداء تلك الأوعية، وهو ما سيمهد الطريق لاكتشاف علاجات جديدة قد تساهم في مكافحة مجموعة أمراض شتى.
وأظهرت الدراسة الجديدة، التي أُجريت على الفئران، أن حدوث تغييرًا بسيطًا في نمط حياة الإنسان الذي يعيش فترة منتصف العمر، قد يساعد على تعزيز أداء الأوعية دون الحاجة إلى أي أدوية، وذلك عن طريق ممارسة التمرينات الرياضية.
وقال العلماء إن معدل التلف الذي يعتري خلايا المخ بعد السكتة الدماغية فضلاً عن فعالية العلاج، يعتمدان بشكل كبير على مدى الدوران الرادف "collateral circulation"، وهي مجموعة شرايين تاجية مترابطة ومتصلة ببعضها بقنوات.
وهذا الترابط معناه أنه إذا كان أحد الشرايين التاجية مسدودًا، فالشرايين الأخرى تعوض هذا النقص عن طريق القنوات المفتوحة بينها.
وكانت الفئران محل الاختبار في الدراسة، قد بدأت ممارسة الرياضة بشكل منتظم عندما بلغت 12 شهرا، ثم تبين وجود نفس كمية أوعيتها الدموية التي كانت موجودة لديها، وهي في عمر الثلاثة أشهر، عندما بلغت من العمر 25 شهرا.
وقياسًا بذلك على عمر الإنسان، فإذا بدأ الشخص صاحب الـ40 عامًا بممارسة ركوب العجل أو الركض بانتظام حتى سن الـ70 عامًا، فسيحظى بأوعية دموية لشخص يبلغ 16 عامًا.
وعندما أصيبت الفئران التي تبلغ 25 شهرًا بسكتات دماغية، حافظت أدمغتها على شبابها وكأنهم في سن الثلاثة أشهر، فيما كان لدى الفئران التي مارست الرياضة بانتظام مستويات عالية من الجزئيات التي تساعد على تحسين أداء الأوعية الدموية وحمايتها.