لندن ـ ماريا طبراني
أجرى باحثون بريطانيون، اختبارا لقطرة أنف تحتوي على بكتيريا نافعة يمكن أن تساعد في الوقاية من مرض التهاب السحايا، في تجربة تحدث للمرة الأولى في العالم.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، العلاج الذي تم تطويره في المعهد الوطني للبحوث الطبية "NIHR" في مدينة ساوثامبتون، يحتوي على بكتيريا مفيدة معدلة جينيا، لتمكينها من البقاء في الأنف، وتعزيز المناعة.
ويأمل الباحثون في أن تعمل هذه البكتيريا المعدلة المعروفة باسم "نيسيريا لاكتاميكا"، على الحماية من "قريبتها" النيسريا السحائية، السلالة المسؤولة عن الإصابة بمرض التهاب السحايا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حوالي 10 بالمائة من البالغين، يحملون البكتيريا الضارة في أنوفهم وحناجرهم، دون أي علامات أو أعراض للإصابة بالمرض، لكنها يمكن أن تغزو الجسم وتسبب أمراضا تهدد الحياة، بما في ذلك التهاب السحايا وتسمم الدم.
كما يصيب مرض التهاب السحايا الأشخاص من جميع الفئات العمرية لكنه يؤثر في الغالب على الأطفال الرضع والأطفال الصغار وكبار السن.
ويجدر الاشارة إلى أن التهاب السحايا هو التهاب الأغشية التي تحيط وتحمي الدماغ والحبل الشوكي، يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، ومن أعراضه الشحوب والطفح الجلدي وتصلب الرقبة والصداع والحمى والقيء والنعاس وعدم تحمل الأضواء الساطعة.
من جانبه قال مدير مركز البحوث الطبية الحيوية في ساوثامبتون، البروفيسور روبرت ريد: أن "وضع القطرة في أنف البالغين الأصحاء لا يسبب أي ضرر.فقد استقرت البكتيريا وتسببت في تعزيز المناعة مما حال دون الإصابة بالبكتيريا الضارة لدى عدد من المرضى".
وأضاف: أن "تعديل البكتيريا جينيا يساعدها على التمسك بخلايا الجسم البشرية بأعداد أكبر ويمكننا ذلك من خلال زيادة عدد الأشخاص الذين يحملون هذه البكتيريا الصديقة في أنوفهم، وبالتالي منع البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا".
وتابع ريد أن: "هذا يعني أيضا أنه سيكون لدينا علاج مستقبلي لمكافحة أمراض أخرى تسببها البكتيريا التي تتكاثر في تجويف الأنف، مثل الالتهاب الرئوي وأمراض الأذن".
ويعد التهاب السحايا من الحالات الطبية الطارئة، إذ يمكن أن يكون مهددا للحياة بسبب قربه من المخ والحبل الشوكي، وقد يسبب الوفاة في أقل من 4 ساعات من بداية ظهور الأعراض