المرضى اليمنيون المصابون بالأمراض المزمنة

يعيش المرضى اليمنيون المصابون بالأمراض المزمنة "الفشل الكلوي والسرطان" أوضاعًا وظروفًا إنسانية صعبة، ومعاناتهم وجراحهم مستمرة، وعائلاتهم تتذوق الألم والأحزان يومياً، في ظل تدهور القطاع الصحي في اليمن، وتراجع خدماته، ومعاناة المرضى المصابين بالفشل الكلوي يومية، ضاق بهم الحال، وتشردت بداخلهم المأساة بكل تفاصيلها، منهم من باعوا أملاكهم، وآخرين أثقلتهم الديون، أملاً في الوصول إلى علاج لمرضاهم،  لكنهم في ظل ظروف الحرب، يكتوون بنار الحرب والألم معًا، مرضى الغسيل يشعرون بالموت عندما تنفذ مواد الغسيل أو تغلق المراكز.

ويتذوقون ألوان من الألم، إضافة إلى حالة معظمهم المادية الصعبة، لأن حالتهم المرضية، تمتد إلى أعوام، يتجرعون فيها الألم النفسي مضافاً إلى أوجاعهم، رثاً لحال أسرهم التي تبذل الجهد من أجلهم أملاً في الحصول على العلاج والشفاء لهم، ويقول ناجي علي محمد محسن من محافظة إب وسط اليمن، أن زوجته تعاني من مرض السرطان، وصحتها تنهار، وحالته المادية تتدهور.

ويشير إلى أنه ذهب إلى جمهورية مصر، أملاً في الحصول على علاج لزوجته وبقي هناك خمسة شهور، بعد أن رهن عقار منزله، وجمع مبلغ مليون ونصف ريال يمني، مضيفًا أنه أجرى 5 عمليات للورم في اليمن، ولم تتضح النتيجة وتم نصحة بالسفر إلى مصر، وهذا ما حصل وإلى الآن لازال مفرغاً لمرض زوجته.

وأفاد ناجي أن معاناته مستمرة، ومرض زوجته طال، وزوجته تعاني المرض ويتألم لألمها وأن وضعه الاقتصادي في ظروف الحرب، جعله يعيش الوجع والعناء النفسي، لعدم وجود من يساعدهم ويعينهم، ومحمد حسان هو الأخر مصاب بفشل كلوي، يفيد أنه يجري غسيل كلوي شهريًا بعدما كان يجري في الأسبوع، لكنه يشعر بالألم ويتمنى الموت، بعد أن طالت حالته وتعاني أسرته بسببه.

ويضيف محمد أنه أثناء توقف مركز الغسيل، أو إغلاقه نموت كل لحظة، لأن حياتنا أصبحت مرتبطة فيه، ويشير إلى أن الظروف تجعلنا نستسلم للقدر، والحزن على معاناة أسرتنا النفسية، ويذكر أنه أحيانًا تصعب عليه، مواصلات الطريق فكيف بالذهاب إلى الخارج، ومراد رائد طفل كتب له أن يصاب بالفشل الكلوي، وتعاني هو الآخر أسرته وأمه تذرف الدموع حزناً عليه، تتمنى له الشفاء لكن القدر يقول غير ذلك والظروف تبكيهم ظروف مرض ابنها والظروف الصعبة لهم، في ظل الحرب وتوقف مراكز الغسيل تتابع نهاية ابنها، الذي لا يوجد من يقف معهم سوى أصحاب الخير.

وكان مرضى الفشل الكلوي، يحصلون على أكثر من غسيل في الشهر، لكنهم بسبب ظروف الحرب بالكاد يغسلون في الشهر مرة، فقد هدّدت مراكز الغسيل في محافظات عدن وإب والحديدة، بالإغلاق بسبب نفاذ مواد الغسيل، ونفذ المرضى وقفات احتجاجية، وتم التصعيد فبعضها وضعت لها حلول من الحكومة وأخرى بفاعلين خير.

هذا هو حال مرضى الفشل الكلوي وكذا السرطان، ولا يختلف الحال عن المصابين بأمراض أخرى، يسكنهم الألم الجسمي، والمعاناة النفسية نتيجة الظروف المادية، لكنهم لازالوا يتحدون ظروف الحرب بإرادتهم من أجل البقاء، في ظل اللامبالاة، وعدم الاهتمام من الحكومة الشرعية، لفعل شيء لإسعادهم وتقديم يد العون لأسرهم لمواجهة متاعب الحياة.