البكتريا العنقودية "MRSA"

اكتشف الباحثون في الكلية الملكية في لندن، سر مقاومة البكتريا العنقودية "MRSA"، للمضادات الحيوية بالتحلل. وهي بكتريا معدية تؤدي إلى أعراض مميتة للإنسان وتنتقل عن طريق العدوى.

وتوصلت الأبحاث، إلى أن أحد المواد المخدرة يعرف باسم "دابتومايسين"، يمكن أن يساعد في علاج المصابين بتلك البكتريا، التي تقوم بعملية خداع للإفلات من تأثير المضادات الحيوية، تتمثل في إنتاج جزيئات دهنية تجذب إليها المضادات الحيوية.

وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون، إلى إمكانية استخدام طرق جديدة للتعامل مع البكتريا، وعلاج آثارها المميتة مثل التعرف على نوعية الجزيئات، التي تنتجها لإبطال مفعولها. وقال أحد الباحثين إن الجزيئات التي تنتجها البكتريا للإفلات من تأثير المضادات الحيوية، تشبه وسائل الطائرات المقاتلة للإفلات من الصواريخ المضادة للطائرات. ولفت إلى أن المضادات الحيوية التي يتم تناولها تستهدف عن طريق الخطأ الجزيئات الدهنية التي تنتجها البكتريا، بينما تفلت البكتريا المميتة دون أن يتم استهداف البكتريا وتدميرها.

وتعدّ هذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد نظام الخداع الذي تستخدمه البكتريا العنقودية، أو المكورة العنقودية، لكن التحاليل المعملية كشفت أن أنواع معينة فقط من تلك البكتريا تستخدم نظام الخداع للإفلات من تأثير المضادات الحيوية. ويفسر ذلك السبب في أن 30 % فقط من المصابين بتلك البكتريا يمكن أن يتم شفائهم باستخدام المضادات الحيوية.

وفي حالات الإصابة بتلك البكتريا، تقوم بإغلاق نظام الاتصال الذي تستخدمه في العادة للاتصال فيما بينها، وهو النظام الذي يسمح لها بإطلاق السموم التي تؤدي إلى إتلاف الخلايا البشرية، ورغم ذلك فإن هذا النظام يبدو أنه يتداخل مع الجزيئات التي تستخدمها في خداع المضادات الحيوية. ويشير أحد الباحثين إلى أن أهم خطوة تقوم بها البكتريا لمقاومة المضادات الحيوية هي التوقف التام عن العمل، كما أن نظام الاتصال البيني يبدو بصورة تجعلها وكأنها غير موجودة نهائيًا، ولا تستطع المضادات الحيوية رصدها في تلك الحالة، حتى ينتهي مفعولها ثم تعود للعمل وتدمير خلايا الإنسان. وعندما يتم قطع نظام الاتصال البيني بين البكتريا العنقودية يبدأ نظام الخداع المضاد للمضادات الحيوية في العمل بفاعلية.

ولفت فريق الباحثين البريطانيين إلى أن اكتشاف طريقة مقاومة البكتريا الأكثر خطورة على الإنسان للمضادات الحيوية، يمثل خطوة جيدة في طريق اكتشاف وسائل جديدة قادرة على التعامل معها بكفاءة، والتغلب على نظام الخداع الذي تصنعه للإفلات من المضادات الحيوية.