لندن - كاتيا حداد
سلّطت دراسة جديدة أنجزتها جمعية مكافحة الربو الخيرية في المملكة المتحدة، الضوء على الآثار النفسية والبدنية التي يسببها مرض الربو، حيث أكدت أن الكثير من المصابين بالربو يعانون من آثاره المحتملة على حياتهم الجنسية. ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال ما يزيد عن ثلثي المصابين بالربو (68%) المشاركين في الدراسة التي أجرتها الجمعية، إن حالتهم الصحية أثرت بصورة مباشرة على حياتهم الجنسية، فيما أكد ثلاثة أرباعهم (73%) أنهم شعروا بالإحراج من استخدام بخاخة الربو أثناء المواعيد العاطفية.
وأوضحت الجمعية أن عددًا من المستطلع آرائهم في الدراسة قالوا إنهم قللوا من ممارسة الجنس أو أوقفوها كليا، في حين أكد نصف المشاركين (46%) أنه إذا لم يُصابوا بالربو، لكانوا أكثر ثقة بأنفسهم من الناحية الجنسية. فيما بيّن ما يقل قليلا عن 15 في المائة أنهم شعروا بأن الربو ساهم في إنهاء علاقتهم العاطفية. وأضاف عدد من المشاركين أنهم نُقلوا إلى المستشفى لأن رعشة الجماع في بعض الأحيان كانت تؤدي إلى الإصابة بإحدى نوبات الربو، في حين أبرز آخرون أنهم تعرضوا لمشاكل أثناء ممارسة الجنس الفموي بسبب صعوبات في التنفس.
وقالت كالي آن، البالغة من العمر 31 عامًا، إن حياتها الجنسية مع زوجها "توقفت" بسبب درجة الربو الحادة المصابة بها، مشيرة إلى أنها لم تتفاجئ بنتائج الدراسة لأن "المصابين بالمرض يصارعونه في صمت". وأضافت أنه "مرض لا يتحدث عنه أحد. لقد سُئلت كيف يؤثر الربو على أولادي وعملي ودراستي وحياتي الاجتماعية، من قِبل الكثير من الأطباء والمستشارين والعاملين في الرعاية الصحية، وحتى عامة الناس في المنتديات المتخصصة". وتابعت: "نادرًا جدًا أن يسأل أحد عن مدى تأثير الربو على علاقتي مع زوجي، ولن يسأل أحد أبدا عن مدى تأثيره على الجزء الحميمي من حياتنا". لكنها قالت إن مرضها له تأثير بالغ على حياتها العاطفية.
وأوضحت: "عادة ما ألهث بصوتٍ عالٍ أثناء العلاقة الجنسية، وأشعر بأن صدري سينفجر لأنني لا أستطع إخراج الهواء من رئتي. وحينها يجب عليّ أتوقف كي أتمكن من استخدام جهاز الاستنشاق لالتقاط أنفاسي". وقالت: "يمكن أن يكون هذا محرجا ومحبطا، وظللت لفترة طويلة بعدما شُخصت حالتي بالإصابة بالربو خائفة من ممارسة الجنس أو الدخول في علاقة حميمية". وأكدت الجمعية الخيرية إن هذا الأمر ربما يكون مؤشرًا على أن المصابين بالربو فقدوا السيطرة على المرض، وأصبحوا في حاجة شديدة إلى المساعدة، فيما تأمل الجمعية في أن يبادر المصابون بالمرض بالحديث عن آثار المرض على حياتهم العاطفية. وقال آندي ويتمور، الممارس العام في الجمعية الخيرية لمكافحة الربو في بريطانيا: "لم نفاجئ بمستوى الردود التي تلقيناها في الدراسة، ولا بالحد الذي وصلت إليه معاناة الكثيرين مع الربو."
وأضاف: "المرض يُمكن أن يكون له آثار هائلة على قدرة الناس على إشباع حاجتهم العاطفية والجنسية، ما يؤدي إلى الشعور بالإحراج والاضطراب."
وتابع: "نتيجة لذلك، ربما يشعر البعض بالإحراج الشديد في التحدث إلى أطبائهم أو مقدمي الرعاية لهم. لكن إذا كانت أعراض الربو تمنعهم من ممارسة علاقة عاطفية صحية، فالمرض قد يكون خارج السيطرة، ويتعلين عليهم طلب المساعدة."