القاهرة ـ محمد عمار
يعاني المصريون من غياب الضحكة، أو الشعور بالسعادة والفرح، على الرغم من أن الشعب المصري مشهور بخفة دمه حول العالم، ولكن انتشار الأمراض والأوبئة، وزيادة الأزمات والضغوط، لا سيما المشاكل المالية، سيطرت على النفوس، ورسمت الاكتئاب على وجوههم، حتى رحلت الابتسامة بعيدًا.
وتحدث مجموعة من الأطباء النفسيين عن أسباب غياب ضحكة المصريين، على رأسهم الدكتور محمد مهدي، أستاذ الطب النفسي، الذي أكد أن غيابها، بسبب وجود الطاقة السلبية التي تحملها النفوس، من جراء بعد الأحداث الحياتية، التي تواجه الفرد العادي، مثل الرسوب في الامتحان، أو عدم التوفيق في الزواج، أو المشاكل المادية، وكل هذه العوامل تؤدي إلى تملك الطاقة النفسية السلبية من النفس البشرية، لذلك لابد من أن يتدرب الفرد على اكتساب الطاقة الإيجابية، بالنظر أولًا إلى المزايا الموجودة في داخله، وما حققه من نجاح طوال حياته وتحقيق الأفضل.
وأوضح مهدي قائلًا "أن الحزن يتولد من جراء معاملة الناس، وبالتالي على الفرد أن يبحث دائمًا عن أصدقاء جدد يدعوه إلى التفاؤل في المستقبل"، مشيرًا إلى أن الجسم عبارة عن مجموعة من الطاقات المخزنة، ومن الضروري أن يبحث الإنسان عن نفسه داخله أولا ثم يبحث عنها في الأخرين.
وكشفت الأخصائية الاجتماعية لبنى أحمد، ضرورة الابتعاد عن البيئة السالبة للابتسام، مثل الأفراد الذين لا يرضون في حياتهم، موضحة أنه من الضروري إيجاد موهبة لدي كل شخص سواء رجل أو امرأة أو طفل أو شاب، لأن إخراج هذه الطاقات في الهوايات تساعد على الهدوء النفسي والتفكير بعمق، مشيرة إلى أن الإيمان بالله والتوكل عليه في كل الأمور، بعد بذل الجهد يعطي ثقة في النفس في تحقيق النجاح وتحقيق الأفضل في المستقبل، موضحة أن الحالة المادية التي يمر بها الشعب المصري هي عامل أساسي في عدم زيارة الضحك لوجهه، وبالتالي من الضروري رسم خطة مستقبلية بين الشخص ونفسه، وإيجاد طموح داخلي له حتى لا يصاب بالإحباط وهذا يأتي بالتدريب المستمر.
وبيّنت الدكتور هدير سمير أستاذة علم النفس، أن الخروج من هذه الحالة يأتي مع وجود الذاكرة الإيجابية، التي تبعث بالتفاؤل للشخص عن طريق تذكر أيام الطفولة، وأهم اللحظات الحلوة التي مرت في حياته مع مشاهدة أي عرض مسرحي أو فيلم سينمائي أضحكه قديمًا، موضحة أن مقابلة المشكلة بالابتسامة هو جزء من حل المشكلة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفائلوا بالخير تجدوه" صدق رسول الله .
وتحدث الدكتور حسين رأفت، أستاذ أمراض القلب، أن كثرة الحزن تأتي بالحسرة على الفرد، مما يجعله يصاب بالهم والغم، وبالتالي يكون عرضه للإصابة بالأزمات القلبية، موضحًا أن الضحك يساعد على عمل أكثر من مائة عضلة في الوجه، وبالتالي هو تدريب للوجه وبالعين أيضا، وبالتالي نجد أن كل من لم يضحك يكون أيضًا أكثر عرضه للإصابة بالتهاب العصب السابع، أو ما يسمى بشلل الوجه والذي يستلزم علاجه عامًا كاملًا.
وأشارت الدكتورة سناء مرزوق، أخصائية التغذية، إلى أن ذكر الله يساعد على الخروج من هذه الحالة التي تلازم الكثير من الأشخاص، مع اختيار بعض الأطعمة المحفزة، والتي تزيد من الحالة المعنوية للفرد، منها تناول الحلويات والفاكهة الطازجة، مع تناول السمك بأنواعه لأنه يساعد على رفع الحالة المعنوية بشكل كبير، لافتة إلى أنه من ضرورة الابتعاد عن بعض المأكولات منها، التي يدخل الزيت في طهيها بشكل كبير، لأنه تناول الكثير من الزيت يؤدي إلى أضخم القولون العصبي، الذي يزيد من الشعور بالحزن والإحباط في الحياة.